سقوط العشرات من القتلى والمصابين في دونيتسك ولوجانسك اعتبرت موسكو أن محاولات كييف لحل أزمة جنوب شرق البلاد عبر القوة تتناقض مع بنود اتفاق برلين بين وزراء خارجية الدول الأربع وتزيد من الضحايا.
وكان وزراء خارجية كل من روسيا وفرنسا والمانيا وأوكرانيا اجتمعوا يوم 2 يوليو الحالي في برلين وأصدروا إعلانا أكدوا فيه اتفاقهم على إعداد نص بيان بشأن وقف إطلاق النار. وذكر بيان للخارجية الروسية أن الأحداث التي تجري خلال الأيام الأخيرة شرق أوكرانيا تمثل وقائع مأساوية. فالأجهزة الأمنية الأوكرانية كثفت من عملياتها القتالية هناك، ما أدى إلى سقوط ضحايا وأضرار. وأوضح البيان أن كييف تحاول حل الأزمة عبر القوة وإطلاق الإنذارات والمطالب الجديدة التي تتناقض مع إعلان برلين الصادر عن وزراء خارجية روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا جدد.
وأوضح بيان الخارجية الروسية أنه من اللافت أن تنشيط العمليات القتالية من قبل السلطات الأوكرانية جاء بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو ونائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن يوم 3 يوليو، وبين وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين ونظيره البريطاني وليم هيج. ودعا البيان السلطات الأوكرانية إلى وقف قصف المواقع المدنية والسكنية والحفاظ على حياة المواطنين.
من جهة أخوى دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إجراء جلسة عاجلة لمجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا. وخلال اتصال هاتفي بين الوزيرين تم بحث تطورات الأزمة في أوكرانيا، فيما أشار الجانبان إلى أن هدف عقد جلسة لمجموعة الاتصال هو التوصل إلى وقف إطلاق النار في جنوب شرق البلاد وبدء المفاوضات لتسوية الأزمة.
من جانبه اقترح الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في اتصال هاتفي مع كاثرين آشتون مفوضة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي الجمعة موعدا للقاء مجموعة الاتصال الثلاثية.
ونقل المركز الصحفي الرئاسي عن بوروشينكو في بيان قوله، إن استمرارا للمباحثات التي جرت في برلين بين وزراء خارجية الدول الأربع، أوكرانيا مستعدة للعمل مع مجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم ممثلين عن روسيا واوكرانيا ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا.
وكان وزراء خارجية كل من روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا أكدوا الأربعاء الماضي في برلين على أنهم توصلوا إلى نص بيان بشأن وقف إطلاق النار في مناطق شرق أوكرانيا ودعوة الأطراف المتنازعة إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وعلى الصعيد الميداني، أعلن وزير دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية إيجور ستريلكوف الجمعة أن قرية نيكولايفكا بالقرب من سلافيانسك محاطة بقوات الأمن الأوكرانية.
وقال إن نيكولايفكا تعرضت لإطلاق صواريخ مكثف، كما لجأت القوات الأوكرانية إلى استخدام الدبابات، ما أدى إلى دمار كبير ونشوب الحريق في المحطة الحرارية في القرية.
وصرح عمدة سلافيانسك فلاديمير بافلينكو بدوره أن أحياء المدينة والمدن القريبة منها تعرضت للقصف من قبل الجيش الأوكراني مرة أخرى. وأشار إلى انقطاع المياه والكهرباء عن جميع المناطق. وأضاف أن حوالي 60 ألف شخص من سكان سلافيانسك مازالوا في المدينة، بينهم الأطفال والنساء وكبار السن.
كما قام الجيش الأوكراني يومي الأربعاء والخميس باستخدام أنظمة إطلاق الصواريخ "سميرتش" جنوب شرق أوكرانيا. وكانت القوات الأوكرانية في وقت سابق تمتنع عن استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة. وقال رئيس المجلس الإقليمي لمدينة لوجانسك إن قصف المدينة وقرية ستاريا كوندراشوفكا أسفر عن مقتل 12 مدنيا وإصابة العشرات. كما أودت العمليات العسكرية بحياة 10 أشخاص على الأٌقل في مدينة كراماتورسك.
من جانبها، أكدت إدارة هيئة الأمن الفدرالية الروسية في مقاطعة روستوف واقعة سقوط قذائف على الأراضي الروسية أُطلقت من الأراضي الأوكرانية المحاذية.
وقال المتحدث باسم الإدارة أنه لم يصب أحد في القصف. هذا وتعرض أفراد من حرس الحدود الروسي وفريق تحقيق أمني وصحفيون كانوا برفقتهم يوم الجمعة لإطلاق النار من الجانب الأوكراني في نقطة الحدود "دونيتسك"، حيث سقطت عدة قذائف مدفعية، إلا أن الحرس وعناصر الأمن والصحفيين تمكنوا في اللحظة المناسبة من النجاة.
هذا وأعلنت جمهورية لوجانسك الشعبية، المعلنة من طرف واحد، أن القوات الأوكرانية بدأت بنشر أنظمة إطلاق الصواريخ "جراد" على مشارف مدينة لوجانسك. وأفاد بيان بهذا الصدد أنه وفقا للمعلومات الأخيرة فقد قامت القوات العسكرية الأوكرانية صباح الجمعة بنشر أنظمة صواريخ "جراد" في قرى ستوكالوفا بالكا وأوبوزنوي وخريستوفوي، ووجهت بعضها إلى مدينة لوجانسك. ورافق نشر تلك الأنظمة 6 ناقلات للجنود ومدرعة و10 شاحنات وحافلات وسيارات مدنية.
من جهة أخرى أعرب سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أندريه باروبي عن اعتقاده باقتراب إعلان الأحكام العرفية في شرق البلاد. وقال باروبي اليوم أنه لا يستبعد أن تأتي اللحظة التي تظهر عندها ضرورة الإعلان عن الأحكام العرفية" في مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك. وأوضح باروبي أن مجلس الأمن القومي والدفاع أعد وثيقة بهذا الشأن. مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يعرف إطلاقا أن ممثلي جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك يشاركون في المشاورات مع ممثلين عن كييف وبوساطة من منظمة الأمن والتعاون وروسيا.
كما أاروبى أن القوات الحكومية تمكنت من تطهير أكثر من 10 ضواحى من "الانفصاليين الموالين لروسيا"، وتسيطر فى الوقت الحالى على ثلثى الأقاليم الشرقية. وأضاف أن القوات الأوكرانية لا تزال تهاجم مواقع "المتمردين" بالمدفعية والطائرات، مشيرا إلى أنه تم تأمين 17 قرية من قبل القوات الحكومية منذ الإعلان عن انتهاء وقف إطلاق النار من جانب واحد الاثنين الماضى. وأوضح أن القوات الأوكرانية تسيطر الآن على 23 من أصل 36 إقليما محليا داخل إقليمى دونيتسك ولوجانسك اللذين أعلنا استقلالهما من جانب واحد عن حكومة كييف.