أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    «التعليم» تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية «بنين و بنات»    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    رسالة قرينة الرئيس السيسي للمصريين في عيد شم النسيم    يستفيد منه 4 فئات.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    أسعار الجمبري اليوم الاثنين 6-5-2024 في محافظة قنا    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة بالتزامن مع فصل الربيع    «الري»: حدائق القناطر الخيرية تفتح أبوابها أمام زوار أعياد الربيع وشم النسيم    اقتراح برغبة لإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    تكثيف صيانة المسطحات الخضراء والمتنزهات بالمدن الجديدة مع عيد شم النسيم    في ظل مخاوف الاجتياح.. الأونروا: لن نغادر مدينة رفح    الرئيس البرازيلي: التغير المناخي سبب رئيس للفيضانات العارمة جنوبي البلاد    رئيسة المفوضية الأوروبية: سنطالب بمنافسة "عادلة" مع الصين    إيران تدرب حزب الله على المسيرات بقاعدة سرية    دقيقتا صمت مع صفارات إنذار.. إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا المحرقة    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    "أنا حزين جدا".. حكم دولي يعلق على قرار إلغاء هدف الزمالك وما فعله حارس سموحة    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    تفاصيل القبض على عصام صاصا مطرب المهرجانات بتهمة دهس شخص والتسبب في وفاته بالطالبية    عيد الأضحى 2024: متى سيحلّ وكم عدد أيام الاحتفال؟    أشجار نادرة وجبلاية على شكل الخياشيم.. استعدادات حديقة الأسماك لشم النسيم    "هزار تحول لخناقة".. شاب يمزق جسد صديقه في سوهاج    توافد المواطنين على حدائق القناطر للاحتفال بشم النسيم .. صور    حمادة هلال: جالي ديسك وأنا بصور المداح الجزء الرابع    نور قدري تكشف عن تعرض نجلها لوعكة صحية    اليوم ذكرى ميلادها.. كيف ابتكرت ماجدة الصباحي «السينما المتنقلة»؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    «الرعاية الصحية» تطلق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لفرعها في الإسماعيلية    عصير سحري تناوله بعد الفسيخ والرنجة.. تعرف عليه    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    قبل الامتحانات.. ما مصادر التعلم والمراجعة لطلاب الثانوية العامة؟    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    البحيرة: رئيس كفر الدوار يتابع الاستعدادات لبدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    "ماتنساش تبعت لحبايبك وصحابك".. عبارات تهنئة عيد الأضحى المبارك 2024 قصيرة للأحباب    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحمد سامي: كنا قادرين على الفوز ضد الزمالك بأكثر من هدف والبنا لم يكن موفق    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



7 دول تتحكم فينا ولا نعرف عنها شيئا
نشر في الدستور الأصلي يوم 05 - 06 - 2010

مدهش جدًا أن نكتشف فجأة أهمية دول حوض النيل وكأننا لا ندرك وجودهم بالأساس إلا الآن حين تفجرت أزمة مياه النيل، لكن من قال أن هذا ليس سلوكًا متأصلاً فينا؟ المشكلة أن الخطر قريب فعلا، وإذا لم تتم تسوية الأمور خلال وقت قصير فإن الأزمة ستكون حاضرة وبقوة بحلول 2017، إذ لن تزيد حصة مصر وقتها عن 71 مليار متر مكعب من مياه النيل في الوقت الذي ستكون احتياجات سكانها منه نحو 86 مليار متر مكعب.
تداعيات الأزمة بدأت فعليا بشروع أثيوبيا ببناء أول سد يمكنها من إعادة توزيع مياه النيل علي دول الحوض، وذلك في ظل وجود أياد غربية وإسرائيلية تسعي للتحكم في مجري النهر ومخصصات الدول المطلة عليه وانتزاع حصص منها.
وحوض النيل هو مسمي يطلق علي 10 دول إفريقية يمر فيها نهر النيل؛ سواء تلك التي يجري مساره مخترقا أراضيها، أو تلك التي توجد علي أراضيها منابع نهر النيل، أو تلك التي تجري عبر أراضيها الأنهار المغذية لنهر النيل. وتغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم2 من المنبع في بحيرة فيكتوريا وحتي المصب في البحر المتوسط، و يبلغ عدد الدول المشاركة في حوض نهر النيل عشراً، وهي من المنبع إلي المصب كما يلي: بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان ومصر.
ومن الصعب استيعاب أزمة دول الحوض بمعزل عن الظروف السياسية التي تحياها تلك الدول خصوصاً في ظل مخاوف السياسية من ظهور ديمقراطيات حديثة في دول حوض النهر وتحديدا في منطقة حوض فيكتوريا، ومن جهة ثالثة هناك مخاوف اقتصادية لدي مصر من استثمارات الصين ودول الخليج في أفريقيا، وأخيرا هناك مخاوف من تكرار النزعات الانفصالية بما ينذر بقطع العلاقات الثقافية التاريخية بين شرق أفريقيا والمنطقة العربية برمتها، وربما لو عرفنا شيئا عن دول حوض النيل لكانت البداية من هنا.
بوروندي.. استقرار نسبي بعد 12 عاماً من الحرب الأهلية الطاحنة
مصطفى عبد الرازق
تعيش بوروندي الدولة الحبيسة في وسط أفريقيا باستقرار نسبي، منذ وافقت آخر مجموعة متمردة من الهوتو علي إلقاء السلاح والانضمام إلي الحكومة العام الماضي بعد حرب اهلية عرقية استمرت لنحو 12 عاما، لكنها تقف الشهر الجاري علي اعتاب اختبار حقيقي بحلول موعد الانتخابات الرئاسية، مع اعلان خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية انسحابهم من السباق.
وتجري بوروندي التي يصل عدد سكانها إلي ثمانية ملايين نسمة انتخابات رئاسية يوم 28 يونيو، ومن المقرر أن تجري الانتخابات الخاصة بمجلس النواب في البرلمان يوم 23 يوليو وانتخابات مجلس الشيوخ يوم 28 يوليو.
وكان زعيم المتمردين البورونديين من الهوتو «قوات التحرير الوطنية» اغاتون رواسا أعلن في أبريل من العام الماضي تخليه عن «الكفاح المسلح» بعد أكثر من 13 عاما من الحرب الأهلية، وقال «سرحت المقاتلين وكما تنص الاتفاقات التي وقعناها مع الحكومة (...) هي نتيجة المفاوضات وعملية السلام».
وكان زعيم المتمردين الهوتو السابق بيير نكورونزيزا والرئيس الحالي تولي رئاسة البلاد في عام 2005، لينهي بذلك حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد في هذا البلد الواقع وسط أفريقيا. ونكورونزيزا هو أول رئيس ينتخب ديمقراطيا منذ بداية الحرب الأهلية في 1993.
واعتبر انتخاب نكورونزيزا رئيسا للبلاد وقتها تتويجا لجهود السلام في هذا البلد والتي استغرقت خمس سنوات لانهاء النزاع بين المتمردين الهوتو والجيش الذي يهيمن عليه أقلية التوتسي. وكان عدد من الشخصيات الدولية قد ساهم في التوصل إلي اتفاق السلام في هذا البلد، منهم الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا، ونائب رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما.
وتكتسب بوروندي اهمية لمصر من كونها إحدي دول منطقة البحيرات العظمي الأفريقية، حيث منابع النيل، كما تربطها بمصر علاقات تجارية بصفتها عضوا في دول الكوميسا، وتعد منطقة البحيرات من أغني مناطق أفريقيا بالماء ومصادر الثروة، بل هي اغني مصدر للماء في قارة أفريقيا فهي خزان ماء ضخم وهي منبع نهر النيل وهي الغنية بالمعادن والاحجار الكريمة، وبها شلالات إنجا التي تكفي لسد احتياجات القارة الأفريقية من الطاقة الكهربائية.
ولا يوجد تواجد إسرائيلي علني في بوروندي علي الرغم من وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين إلا أنه لا يوحد تبادل للسفارات وللسفراء المقيمين حيث يقوم سفير إسرائيل المقيم في أديس أبابا بإثيوبيا بتمثيل إسرائيل لدي بوروندي كسفير غير مقيم.
وتتبع إسرائيل سياسة التكتم والغموض في علاقاتها مع بوروندي ولا توجد مصلحة مباشرة لإسرائيل في بوروندي إذ إن اهتمامات إسرائيل بالمنطقة الواقعة فيها بوروندي اهتمامات أمنية في المقام الأول وهو ما يبرر حالة الغموض في العلاقة، ونادرًا ما يتم تبادل الزيارات الرسمية علي مستوي رفيع بين البلدين وكانت آخر زيارة رسمية »معلنة« لمسئول بوروندي إلي إسرائيل في مايو 2008 التي قامت بها وزيرة الخارجية الرواندية لتل أبيب كما كانت زيارة السفير الإسرائيلي لبوروندي في مارس الماضي هي آخر زيارة إسرائيلية معلنة لبوروندي وتقدم إسرائيل دورات تدريبية للبورونديين في مجالات الزراعة ولكن التعاون الأهم »استخباراتي« إذ تقوم إسرائيل بمساعدة بوروندي في مجالات التنصت وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وتعتبر بوروندي من أكثر مناطق أفريقيا ازدحماً بالسكان بالنسبة لمساحتها التي تتجاوز. وينتمي السكان إلي ثلاثة مجموعات عرقية، فالجماعات الزنجية من قبائل الهوتو ويشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكان بوروندي وتعمل هذه الجماعات في الزراعة، والمجموعة الثانية تتكون من قبائل التوتسي وتنتمي إلي أصول حامية اختلطت بالزنوج، وتشكل حوالي 15% من جملة السكان، والمجموعة الثالثة من الاقزام ونسبتها ضئيلة ،يضاف إلي ما سبق جماعات مهاجرة تشكل أقلية من مالي والسنغال وغينيا ومن الهند ومن باكستان، ثم جالية عربية.
استقلت بوروندي عن فرنسا عام 1962، وتحكمها أقلية التوتسي. ولدي إجراء أول انتخابات ديمقراطية عام 1993، فاز زعيم حزب الهوتو ملكيور نداداي فأصبح أول رئيس من الأغلبية الهوتو، وبعد عدة أشهر قامت مجموعة من الضباط التوتسي بإسقاط طائرته، واندلعت حرب أهلية انتهت ببقاء السلطة في يد أقلية التوتسي.
ابقت بوروندي بعد الاستقلال علي النظام الملكي الوراثي، الذي استمر حتي عام 1966. وقامت في أثناء ذلك الأكثرية من الهوتو بعدة محاولات للتخلص من سيطرة الأقلية من التوتسي، إلا أن هذه المحاولات التي ذهب ضحيتها عدد كبير جداً من التوتسي، لم تنجح وانتهت بقيام بانقلاب عسكري أنهي النظام الملكي وأعلن الجمهورية، قاده مايكل مايكامبيرو ونصب نفسه رئيسًا للبلاد.
ولم تتوقف المواجهات السياسية القائمة علي خلفية عرقية، فقامت عدة محاولات انقلابية للإطاحة بجماعة الانقلاب الأول، وذهب ضحية لها في هذه المرة، وفي عمليات انتقامية، أكثر من 80 ألف ضحية من الهوتو، أكثرهم من المثقفين، وشرد منهم أكثر من 100 ألف، هربوا إلي البلاد المجاورة.
وفي 1972م أدت ثورة فاشلة، قام بها الهوتو ضد التوتسي إلي مقتل حوالي مائة ألف شخص، معظمهم من الهوتو. وفي 1976م أصبح العقيد جان باتيستا باجازا رئيسًا؛ بعد أن قاد مجموعة من ضباط الجيش ضد الحكومة.
ومنذ ذلك الحين خيم علي بوروندي هدوء نسبي استمر حتي عام 1995، تمكنت في أثنائه من إصلاح بعض ما نتج عن الاضطرابات المستمرة من أضرار، إلا أن اندلاع المواجهة في مطلع عام 1995، قد أعاد البلاد من جديد إلي دوامة الصراعات العرقية، حتي تم التوصل إلي اتفاق السلام في العام وتولي الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا قيادة البلاد.
رواندا.. تاريخ من الصراعات القبلية وحضور أمني واقتصادي لتل أبيب
محمد عطية
شهد تاريخ رواندا حلقات من الصراع القبلي بين كل من قبائل الهوتو ذات الأغلبية السكانية هناك وقبائل التوتسي التي تمثل الأقلية، فقد استمر الصراع بين الجانبين لمئات السنين وفي عام 1959م تمكنت قبائل الهوتو بعد حرب دموية ضارية من السيطرة علي الحكم وعلي مقدَّرات البلاد الاقتصادية، ما اضطر الكثيرين من أبناء قبائل التوتسي إلي الهرب إلي بوروندي التي تسيطر عليها جماعات التوتسي وغيرها من الدول المجاورة، وفي عام 1994م، دار صراع آخر بين هاتين القبيلتين، استطاعت التوتسي علي إثره أن تسيطر علي حكومة البلاد بعد حملة إبادة ضدهم قُتل فيها ما يربو علي 800.000 شخص وتعرض مئات الآلاف من النساء للاغتصاب.
وحصلت رواندا علي استقلالها عام 1962 م بعد أن كانت قسماً من مستعمرة شرق أفريقيا الألماني، وكانت ألمانيا قد سيطرت عليها عام 1897م وضمتها إليها باعتبارها جزءًا ممّا كان يسمي بشرق إفريقيا الألمانية، وفي عام 1916م تمكنت بلجيكا من السيطرة علي هذه المنطقة مستغلة انشغال ألمانيا بالحرب العالمية الأولي، وعقب عام 1918م فقدت ألمانيا كل مستعمراتها في القارة الإفريقية. وإثر هذا أصبحت رواندا تحت وصاية الأمم المتحدة، وقامت بلجيكا بإدارة هذا الإقليم عام 1923م، ثم حصلت رواندا علي استقلالها في الأول من يوليو عام 1962م.
وجغرافيًا تقع رواندا في شرق القارة الأفريقية «أفريقيا» وتحدها عدة دول هي تنزانيا وكينيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وبوروندي، وتعتبر من أكثر الأقطار الإفريقية ازدحامًا بالسكان. إذ تصل الكثافة السكانية في المتوسط إلي 290 شخصًا للكيلو متر المربع. وتُعدُّ هذه الكثافة أكثر بنحو ثلاثة عشر ضعفًا من معدل الكثافة السكانية في القارة الإفريقية علي وجه العموم.
وعن هيكلها السياسي يترأس حكومة رواندا رئيس ينتخبه الشعب، ويرأس رئيس الوزراء مجلس الوزراء الذي يساعد الرئيس في القيام بأعباء الحكم، كما يعين الرئيس مجلس الوزراء وأعضاء وزارته. وفي عام 1994م، بدأت التوتسي في تعيين شاغلي هذه الوظائف بعد أن أطاحوا بالحكومة وأن حزب الحركة الوطنية الثورية من أجل التنمية الحزب الوحيد في رواندا لفترة طويلة، ثم أطلق عليه فيما بعد اسم الحركة الوطنية الجمهورية من أجل الديمقراطية والتنمية وتم تعديل الدستور عام 1991م ليسمح بالتعددية الحزبية. وتشمل أحزاب المعارضة كلاً من الحركة الجمهورية الديمقراطية وحزب رواندا الاشتراكي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وتربط كل من رواندا وإسرائيل علاقات ثنائية تعود لاهتمام الأخيرة بخلق وجود لها في أفريقيا، وتحاول إسرائيل دائمًا في خطابها التركيز علي النخبة الرواندية وأن هناك تماثلاً قائمًا بين رواندا وإسرائيل باعتبار أن كلتا الدولتين صغيرتان وسط جيرانهما الكبار، لذا يكون المطلوب التفوق علي جيرانهما عسكريًا وحضاريًا، مرورًا بمحاولة التشبيه بين مأساة الإبادة الجماعية التي عاني منها الشعب الرواندي وما تزعمه تل أبيب من تعرض ما تسميه ب «الشعب اليهودي» للإبادة الجماعية.
ولا يوجد تمثيل دبلوماسي لرواندا في تل أبيب والتمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي لدي رواندا غير مقيم، حيث إن السفير الإسرائيلي المعتمد لدي رواندا مقيم في أديس أبابا ويتردد من وقت لآخر علي كيجالي، كما تقوم رواندا بتصدير مواد التعدين التي تستخدم في صناعة الشرائح الإلكترونية الخاصة بالحاسبات المعروفة باسم مادة »التانتالايت« لإسرائيل.
وتقوم شركات أمنية إسرائيلية بتنفيذ عقود للتعاون في التدريب العسكري وتوفد عسكريين إسرائيليين سابقين لتدريب الجيش الرواندي خاصة وحدات الحرس الجمهوري ويتردد أن هناك خبراء عسكريين إسرائيليين موجودون بشكل دائم حول مقر رئاسة الجمهورية، وكانت هناك زيارات متبادلة بين الجانبين تمثلت في الزيارة الأولي من نوعها التي قام بها الرئيس الرواندي لإسرائيل في مايو 2008 ومشاركته في احتفالات إسرائيل بالذكري الستين لإنشائها، في حين لم يذهب أي مسئول إسرائيلي رفيع المستوي إلي رواندا.
أما بالنسبة للعلاقات المصرية الرواندية فترتبط كل من مصر ورواندا بالعديد من الأطر الإقليمية وكذلك الاقتصادية كالاتحاد الأفريقي وسوق الكوميسا المشتركة، وتم التوقيع علي 10 وثائق للتعاون في مجالات مختلفة.
يذكر أن رواندا كان لها دور في مشكلة تلوث منابع النيل، الأمر الذي اتضح بشكل كبير بعد كارثة عام 1994، حيث وصلت عشرات الآلاف من الجثث الطافية فوق سطح المياه عابرة نهر كاجيرا لمسافة مائتي كيلومتر حتي استقرت في بحيرة «فيكتوريا»، وأعلنت أربع مناطق ساحلية علي البحيرة كمناطق كوارث، ثم اتضح فيما بعد أن مصدر هذه الجثث كان ضحايا الحروب الأهلية التي تعج بها منطقة منابع نهر النيل، ووصف العلماء هذه الكارثة بأنها أكبر كارثة في العالم يتعرض لها نهر من المياه العذبة، بسبب المقابر الجماعية لضحايا الحرب في رواندا، وهو ما كان يعني أن أوبئة الأمراض الفتاكة الناتجة عن تحلل تلك الجثث في مياه النهر لن تقتصر علي دولة بعينها بل سيتم توزيعها تلقائيا علي تسع دول تشرب شعوبها من مياه النيل.
تنزانيا.. مجموعة قبائل تعيش علي الزراعة والصيد وتربية الحيوانات
إسراء محمد علي
لاتزال تنزانيا تحتفظ بالطابع القبلي وتعتمد حتي الآن علي الزراعة والصيد وتربية الحيوانات، وتضم تنزانيا مسطحاً عظيماً من البحيرات العذبة تزيد مساحته علي 53000 كيلو متر مربع منها نصف بحيرة فيكتوريا ونصف بحيرة تنجانيقا وقسما من بحيرة ملاوي وعدداً من البحيرات الصغيرة، وأنهار روفوما ونهر روفيجي، ووامي وبنجاني، كما تعد تنزانيا والتي تقع في شرق القارة الأفريقية من أكبر دول القارة من حيث المساحة وتبلغ مساحتها 883749 كم مربعًا، يعيش في تنزانيا 35 مليون نسمة، وبذلك فهي تعد من أقل الدول الأفريقية كثافة سكانية.
وتنزانيا دولة إسلامية فالمسلمون يشكلون الأغلبية العظمي بنسبة 70% يتركزون في إقليم زنجبار. ويسيطر علي تنزانيا الطابع القبلي حيث يتكون سكان تنزانيا من أكثر من مائة وعشرين قبيلة تنتمي إلي العناصر الزنجية والحامية. ومن أبرز القبائل الأفريقية بانتو الوسط والياو وماكونزي، ومآلوا، وبين النيامويزي، والسوكوما،كانت تنزانيا مستعمرة بريطانية ونالت استقلالها عام1961 والعاصمة هي دار السلام.
وعلي مستوي النظام السياسي فقد سمح الدستور التنزاني الجديد الذي أقر عام 1992م، بالتعددية الحزبية. وقبل ذلك التاريخ كان هناك حزب واحد هو الحزب الحاكم، ويُعرف باسم حزب تشاما تشا مانبدوزي أو الحزب الثوري وهو الذي كان يقرر سياسات الدولة. وفي عام 1995م، أقيمت أول انتخابات شاركت فيها عدة أحزاب، والرئيس الحالي هو جاكايا كيكويتي منذ 2005 بعدما فاز وهو مرشح للحزب الثوري الحاكم منذ استقلال البلاد في 1961، وحصل كيكويتي علي 80% من أصوات الناخبين، وخلف الرئيس السابق بنجامين مكابا، الذي لم تتح له فرصة الترشح لولاية ثالثة، بناء علي ما ينص عليه الدستور.
والرئيس في قمة السلطة الوطنية في تنزانيا،ولكن ينتخب شعب زنجبار رئيساً آخر لهم، وتستمر ولاية الرئيسين لفترة خمس سنوات. ويساعد رئيس تنزانيا مجلس للوزراء يعينه رئيسا تنزانيا وزنجبار. ويضم هذا المجلس نائبا للرئيس ورئيساً للوزراء ووزراءه، ويتكون البرلمان التنزاني من 274 مقعداً. ولزنجبار مجلس نواب يتكون من 76 عضواً يسنون قوانينها، رغم أن الحكومة الوطنية تدير شئونها المالية. وينتخب الشعب معظم أعضاء المجلسين، بينما يتم تعيين بعضهم. تجري الانتخابات البرلمانية كل خمس سنوات.
واقتصاديا تشكل الزراعة الدعامة الرئيسية للاقتصاد التنزاني وتمثل 85% من قيمة الصادرات، يعمل بها أكثر من 80% من السكان، والحاصلات تتكون من الأرز، والذرة والقطن، والبن، والقرنفل، والكاسافا، وقصب السكر وتسهم الثروة الحيوانية في دعم اقتصاد البلاد، كما تنتج تنزانيا القصدير والنحاس والفوسفات، وتوجد بها صناعات غذائية، ومنسوجات، وبعض الصناعات الأخري.
ومؤخرا وقعت تنزانيا علي اتفاقية عنتيبي الأخيرة التي تنص علي إلغاء الاتفاقيات السابقة التي اعتبرت مياه النيل إرثًا استعماريًا وهما اتفاقيتا 1929و 1959، وهو الاتفاق الذي تم دون مصر والسودان، وهذا يعد مؤشرا خطيرا علي عدم احترام هذه الدول لمكانه كل من مصر والسودان، في الوقت الذي تغلغل فيه إسرائيل ومصالحها في القارة السمراء وخاصة دول حوض النيل.
والعلاقات التنزانية المصرية تقتصر علي تبادل الزيارات الدبلوماسية وتقديم المساعدات والمعونات العاجلة في حالات الصراعات الداخلية وما شابه ،وشهدت العلاقات التنزانية الإسرائيلية تطورا في الفترة الماضية خاصة في مجالات التعاون المائي ،أمام العلاقات المصرية التنزانية، وهو الأمر الذي جعل النشاط المصري يتزايد لمواجهة التوسع الاسرئيلي في قلب القارة وهو ما يهدد مصالح القاهرة هناك.
وقد ظهرت إسرائيل علي السطح السياسي الداخلي لتنزانيا في السنوات الأخيرة بقوة، حيث تسعي تل أبيب حاليا ومن خلال تحركات مكثفة إلي التدخل في الشئون الداخلية التنزانية ويري المحللون أن كل ذلك بهدف السيطرة علي المياه في منابع النيل،كما يشهد الوقت الراهن تقدما ملحوظا وسريعا في التعاون الإسرائيلي التنزاني في قطاع المياه وذلك منذ عام 2008 وتقوم إسرائيل بتقديم دورات تدريبية لكوادر تنزانية في قطاع المياه، وقام وزير الري التنزاني بزيارة إسرائيل في نوفمبر 2009 والتقي بوزير البنية التحتية الإسرائيلي بحضور ممثلي شركة «تاهال» الإسرائيلية والتي قدمت عرضا لإقامة مشروع ري ضخم بمنطقة مارا الشمالية علي بحيرة فيكتوريا.
كما أن هناك علاقات لإسرائيل مع أعضاء البرلمان التنزاني يمثلون «لوبي» يدفع بمصالح إسرائيل داخل البرلمان، هذا اللوبي قدم استجوابا في البرلمان التنزاني لوزير خارجية تنزانيا في يونيو الماضي، لمطالبته بفتح سفارة تنزانية لدي إسرائيل في «القدس المحتلة» وتقدم بهذا الاستجواب نائب يدعي «لازاو نايلندا» وتزعم النائب نفسه مجموعة من 11 برلمانيا من دول حوض النيل لرفع دعوي قضائية ضد مصر وبريطانيا اعتراضا علي معاهدة 1929.
وفي مجال التعاون المائي تقوم مصر بحفر 30 بئرا للمياه في تنزانيا ويجري العمل لزيادتها إلي 120 بئرا أسوة بكينيا، ومع بداية ظهور بوادر لأزمة دول حوض النيل في الآفاق بدأت الجهود الدبلوماسية المصرية في التزايد لإيجاد موضع قدم أقوي في تنزانيا باعتبارها إحدي دول حوض النيل ،ففي يناير من العام 2009 قام وفد من الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بزيارة تنزانيا لبحث احتياجات الجانب التنزاني، بالإضافة إلي زيارة قام بها مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية لتنزانيا في مارس من العام نفسه والتقت كبار المسئولين في تنزانيا، وقام وزير الموارد المائية والري محمد نصر علام بزيارة وصفت بالناجحة لدار السلام في ديسمبر الماضي حيث وقع اتفاق بموجبها تقوم مصر بحفر 70 بئرا إضافية بالأراضي التنزانية.
وفي المجال التعليمي الإسلامي خاصة تقدم مصر العديد من المنح للجانب التنزاني أهمها منح مبادرة الرئيس مبارك للتعليم المتطور لقادة المستقبل الأفارقة ومنح الأزهر الشريف ومنح التعليم الجامعي، وكذلك منح المركز الإسلامي المصري في دار السلام الذي أنشئ عام 1968كما يقوم الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا بتقديم دورات تدريبية لتأهيل كوادر تنزانيا وخلال الأعوام القليلة الماضية قام بتدريب كوادر دبلوماسية وقضائية وشرطة وري وزراعة وصحة وشئون برلمانية وثروة سمكية، وتطور حجم التبادل التجاري بين مصر وتنزانيا خلال السنوات العشر الماضية، حيث تضاعف من 3.3 مليون دولار عام 1999 إلي خمسين مليون دولار عام 2008، وتمت استعادة تسيير رحلات مصر للطيران إلي دار السلام في يونيو 2009 بعد توقفها عام 2004 وتقوم شركة مصر للطيران بتسيير 4 رحلات مباشرة بين القاهرة ودار السلام دون توقف في أي محطة ثالثة.
كينيا.. جفاف مائي والسبب التوزيع غير المتكافئ للمياه
إسراء محمد علي
دولة كينيا هي الامتداد الطبيعي والجغرافي لدولة تنزانيا فكلتاهما كان قطعة واحدة قسمتها أيادي الاستعمار في الماضي، لذا تتشابه الظروف العامة فيما بينهما من حيث المناخ «النشاط الاقتصادي المعتمد علي الزراعة»، وتتشابه أيضا في شيء ليس بحكم الطبيعة فقط ولكن بحكم الفراغ وغياب الوجود العربي عامة والمصري خاصة وهو قوة التوغل والوجود الإسرائيلي بهما، ولكن كينيا تتميز بأنها تعد معقلا لرجال «الموساد» الإسرائيلي ومركز انطلاق إلي باقي دول القرن الأفريقي ومنطقة البحيرات وكثف من وجوده بالتعاون مع الولايات المتحدة في كينيا بعد استهداف السفارة الأمريكية بنيروبي عام 1998 وذلك بحجة مكافحة الإرهاب.
وقد ظلت كينيا في الآونة الأخيرة تطالب بإعادة النظر في الاتفاقيات الإقليمية التي تحكم قضية توزيع المياه بين الدول المتشاطئة لحوض النيل، وفي أكثر من مناسبة صرح مسئولون كينيون بأنه لا ينبغي لمصر والسودان الاستفادة من مياه النيل الذي ينبع من الجنوب دون مقابل، وأنه لابد من إعادة تقسيم الحصص المائية بالتساوي بين دول الحوض، ويشكك العديد من الخبراء في أن إسرائيل هي المحرض الرئيسي في هذه القضية، خصوصاً أن إسرائيل تربطها علاقات حميمة مع كينيا ولديها العديد من البرامج الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، وهكذا تبدو الأطماع الإسرائيلية في مياه النيل هي المحرك الرئيسي لسلوك الحكومة الكينية التي تربطها علاقات قوية مع إسرائيل.
فبعد استقلال كينيا بشهر واحد فقط وانتخاب جومو كينياتا رئيسا لها، قامت جولدا مائير رئيسة وزراء «إسرائيل» بزيارة إلي كينيا وتقدمت لكينياتا بهدية شخصية، فكانت تلك المناسبة فاتحة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وترسخت العلاقة فيما بعد حتي افتتحت سفارة «إسرائيلية» بنيروبي.
لقد ارتبط كينياتا بعلاقات وطيدة مع زعماء إسرائيل خصوصاً بن جوريون وجولدا مائير وأشكول. كما استطاع الكيان الإسرائيلي أن يشكل قاعدة عريضة من الموالين له من الصفوة السياسية والاقتصادية وحتي العسكرية ممن كانوا قد تلقوا تعليماً وتدريباً في «إسرائيل».
وتنشط السفارة «الإسرائيلية» في الأنشطة الخيرية وعمل ملاجئ الأيتام بقصد توفير وجه حضاري «لإسرائيل». هذا وقد نشط حاخامات اليهود هناك في التبشير لليهودية مما سبب اعتناق آلاف الكينيين الديانة اليهودية فكان لهم أثر ونفوذ سياسي قوي وقد كانوا ذراع «إسرائيل» في كينيا بل في الدول الأفريقية المجاورة.
يحتل آلاف «الإسرائيليين» مراكز اقتصادية مهمة في كينيا خصوصاً في التجارة وأعمال الصيرافة وإدارة المزارع والمشروعات الخدمية، وتحتكر الشركات «الإسرائيلية» معظم الأنشطة الاقتصادية في كينيا، حيث يتضح ذلك من خلال فوز هذه الشركات بعقود بلغ إجمالي قيمتها عام 1981، 250 مليون دولار، في قطاعات التطوير الزراعي والتشييد وشق الطرق وغيرها.
وقد زار أفيجدور ليبرمان كينيا مؤخرا، ورافقه في الجولة 20 من رجال الأعمال الإسرائيليين، ووقع ليبرمان خلال زيارته لها اتفاقية لإدارة الموارد المائية،وتلك أول جولة لوزير خارجية إسرائيلي في أفريقيا جنوب الصحراء منذ أكثر من عشرين عاما،كما عرضت إسرائيل مساعدة كينيا في المجال الزراعي، إذ تواجه البلاد هناك صعوبة في توفير كفايتها من المنتجات الزراعية.
وخلال العقد الماضي استمرت مصر في سياستها لدعم كينيا، حيث كانت تقدم المساعدات اللازمة في وقت الأزمات وفي مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني.
واستيقظت مصر لتنشيط دورها الناصري في كينيا مرة أخري فبدأت بإنشاء مئات الآبار لضخ المياه العذبة في منطقة شرق كينيا، وكذلك تدريب مهندسي الري في المعاهد المصرية وتقديم الخدمات المجانية في مجالات المياه وبحث إقامة مشروعات توليد الطاقة وإمداد السكان بالمياه العذبة والحفاظ علي المياه من التلوث، وقدمت مشروعات لتقليل المهدر من المياه لتوفير 58 مليار متر مكعب تذهب إلي البرك
علي الرغم من أن اعتماد كينيا علي مياه نهر النيل لا يتعدي ال 8% فإنه يعتبر الجزء الأكثر أهمية من حيث الموارد المائية مثل كثير من البلاد خاصة مع موسم قلة سقوط الأمطار.
بالإضافة إلي التوزيع غير المتكافئ للموارد المائية بها، فالكثير من المناطق في كينيا تعاني العجز في المياه السطحية، هي واحدة من التحديات الكبري،كما أن عدم الوصول إلي موارد المياه الكافية واحد من أهم المعوقات أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقد أعطيت الأولوية حفظ المياه كوسيلة لإزالة القيود وتوفير المياه والقضايا المهمة الأخري في السياسة الكينية الحالية.
الكونغو الديمقراطية.. صراع وتمرد وفشل في مواجهة «جيش الرب للمقاومة»
مصطفى عبد الرازق
مازالت الكونغو الديمقراطية تلقي صعوبات في التعافي من الحرب الأهلية التي وقعت بين عامي 1998 و2003، إضافة إلي معاناتها مع التمرد المستمر في أنحائها.
فشرق الكونغو المشهور بمعدلاته الصادمة من العنف الجنسي، وعمليات السلب والنهب الواسعة النطاق للموارد الطبيعية الموجودة فيه، لا يزال في حالة حرب، علي الرغم من اتفاقات السلام، وعملية التسوية بين الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا والرئيس الرواندي بول كاجامي.
ومازال الصراع مستمرا بين «قوات الجيش الكونغولي»، الذي يقوده قادة عسكريون لا يزالون مرتبطين بحركة التمرد السابقة المعروفة باسم «المؤتمر الوطني الشعبي»، وعدد من المجموعات المسلحة التي تشمل «القوات الديمقراطية لتحرير رواندا»، وتلحق هذه الحرب الدائرة خسائر فادحة بالمدنيين، وتحول بين مؤسسات الدولة وتكريس وجودها.
ويتشابك الصراع القبلي في الكونغو وتمتد جذوره في الدول المجاورة. ويري مراقبون ان رواندا تتحمل مسئولية في القتال الدائر في شرق البلاد بدعم ومساندة المتمردين هناك. وتدور هذه الصراعات علي خلفية توترات إثنية متفاقمة، ونزاعات مستمرة علي الأراضي.
وفي الأجزاء الأخري من البلاد، عجز الجيش الكونغولي عن حماية السكان من هجمات مجموعة «جيش الرب للمقاومة»، وهي مجموعة شرسة اعتادت اختطاف الأطفال وبتر أعضاء الجسم، وأبادت قري بكاملها في شرق الكونغو، علي مدار عامين تقريباً دون أن ينتبه إليها أحد.
وطبقاً للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن الكونغو تشهد نحو 14 عملية اغتصاب يوميا ومنذ العام 1996 تم رسميا إحصاء 200 ألف حالة اغتصاب جنسي. وسجلت أكثر من ثلث عمليات الاغتصاب في إقليمي شمال وجنوب كيفو في شرق الكونغو، حيث أدت أعمال العنف إلي نزوح 1.4 مليون شخص بينهم 100 ألف يقيمون في مخيمات تديرها مفوضية اللاجئين.
في الوقت نفسه تواجه بعثة الأمم المتحدة في الكونغو صعوبات تتمثل في فقدانها المصداقية في أعين السكان المحليين، الذين يرون جنودها، وهم يتعاونون مع الجنود الكونغوليين الذين يسيئون معاملتهم أثناء القتال المشترك الذي يخوضونه ضد «القوات الديمقراطية لتحرير رواندا».
كما أن الأمم المتحدة عاجزة أيضا عن توفير الحماية الكافية للسكان ضد أعمال العنف، التي تمارس ضدهم علي نطاق واسع، مما أدي إلي تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة بشكل كبير.
وتطالب الكونغو بانسحاب تدريجي لقوات حفظ السلام بنهاية العام القادم. يشار إلي أن قوة حفظ السلام الأممية بالكونغو تعتبر الكبري في تاريخ الأمم المتحدة، وقد بدأت الانتشار في هذا البلد عام 1999 لدعم قوات الحكومة في مواجهة جماعات مسلحة بينها متمردون من الهوتو أتوا من رواندا المجاورة.
وتربط الكونغو بمصر علاقات تاريخية، فقد استعان رئيسها الأسبق موبوتو سسي سيكو بخبراء عسكريين مصريين في عام 1977 لمواجهة انقلاب ضده. كما وقع موبوتو مع مصر علي اتفاقية تعاون عسكري وفني وتبادل وتدريب عسكريين في العاصمة الكونغولية كينشاسا في 8 فبراير 1980 كما تقوم مصر بالمشاركة الفنية في تطوير الإدارة المائية في الكونغو.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل فإنها تمثل ببعثة دبلوماسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية ويرأس هذه البعثة سفير مقيم في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية. ويعتبر رئيس موبوتو الأسبق أول رئيس أفريقي يعلن قيام علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في عام 1982 ويقول مراقبون إن خبراء إسرائيليين قاموا بتدريب مقاتلي تمرد داخل الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلي تمويلهم بالعتاد، لتفجير المناطق القبلية والاثنية في دول الجوار العربية لمحاولة محاصرة الأمن القومي العربي.
أما علاقات الكونغو مع أمريكا فترجع إلي اهتمام الولايات المتحدة بالانخراط والقيام بدور فعال في منطقة البحيرات العظمي منذ عام 1960، عندما تدخلت في الكونغو الديمقراطية منذ الاستقلال، لكن التدخل كان غير مكتمل الأركان وفشل في وضع حلول جذرية لمشكلات الدولة.
وللصين علاقات قوية مع الكونغو، حيث اعترفت الصين رسميا بالحكومة الكونغولية بعد وقت قصير من إعلان استقلالها عن بلجيكا في 1960. كما أن المؤسسات الصينية استثمرت بقوة في مناجم النحاس والكوبالت، كما بنت الطرق والمواصلات. كما تمول الصين مشروعات تحديث قطاع المناجم في الكونغو والذي ينتج كنوزاً من الذهب والألماس.
ساد الكونغو استقرار إبان الثمانينيات، لكن الوضع الاقتصادي استمر في التدهور وتراجع مستوي المعيشة لقطاع كبير من الناس.وفي أكتوبر 1996 حاول موبوتو أن ينال من قبائل التوتسي المؤيدة للوران كابيلا والتي تعيش في شرق الكونغو علي الحدود المتاخمة لرواندا مما أدي إلي دعم رواندا قبائل التوتسي في الكونغو.
أوغندا.. تطور اقتصادي ضعيف رغم اعتمادها علي الزراعة
محمد عبد السلام رضوان
تعتبر أوغندا من أهم دول شرق أفريقيا الوسطي، وهي دولة داخلية لا سواحل لها وكانت مقسمة إلي أربع ممالك هي بوجندا وأنكولي وأورور وبانبورو قبل الاحتلال البريطاني.
دخلت في حوزة النفود البريطاني في سنة 1308ه وأعلنت بريطانيا الحماية عليها في سنة 1899م. ثم تحولت بعد ذلك إلي مستعمرة ظلت تحت الحكم البريطاني حتي استقلالها في سنة 1961م، وتتميز بأن المياه العذبة تغطي حوالي 15% من مساحتها البالغة 234و 4000 كم، وتعتبر أرضًا من أجمل بقاع الشرق ووسط أفريقيا بسبب وفرة الكساء الأخضر. من حشائش السافانا البستانية والغابات وأكثر من ثلاثة أرباع الأرض الأوغندية هضبة ترتفع بين تسعمائة متر وألف وخمسمائة متر، وتقطع أرض أوغندا العديد من روافد نهر النيل.
يتحدث الأوغنديون اللغة السواحلية، وعددا من اللغات المحلية غير أن اللغة الرسمية للدولة هي الإنجليزية مثل باقي الدول الأفريقية التي خضعت للاحتلال البريطاني، استقلت أوغندا من بريطانيا عام 1962، ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد انقلابات عسكرية وأزمات سياسية عديدة، ففي عام 1963 انتخب ملك «أوغندا» السير «إدوارد فريدريك» رئيسا للبلاد، وفي فبراير 1966م أطاح به رئيس مجلس الشعب «أبولو أوبوبوتي».
تبنت الدولة عام 1967 نظاما جمهوريا وفي عام 1971 أطاح الميجور «عيدي أمين دادا» بحكم «أوبوتي»، وحل المجلس الوطني، ونصب نفسه رئيسا للجمهورية، وفي عام 1974م استطاع إخماد تمرد داخلي. حكم نظام «عيدي أمين» البلاد حكماً دكتاتورياً مما أدي إلي فرار كثير من المتمردين الأوغنديين إلي الدول المجاورة، وساءت علاقات «عيدي أمين» مع دول شرق أفريقيا، لاسيما بعد أن ثارت مشاكل الحدود بينه وبين «كينيا» التي قادت حملة ضده، وفي عام 1979انتهي حكمه بغزو بلاده بواسطة تحالف عسكري من القوات التنزانية والقوات التابعة لما يسمي (الجيش الوطني لتحرير أوغندا) ودخلت القوات التنزانية العاصمة الأوغندية «كمبالا»، وشكل «دابوش لول» حكومة انتقالية من عناصر الجيش الوطني لتحرير «أوغندا»، ثم خلفه «قومزي بنسيا»، ولكنه ما لبث أن أطاح به الجناح العسكري للجبهة الوطنية لتحرير أوغندا وفي عام 1980 جرت انتخابات فاز بها حزب المؤتمر الوطني الأوغندي، وأصبح «أوبوتي» رئيسا للجمهورية، وفي عام 1985م حدث انقلاب عسكري بقيادة «تيتو اوكلو» أطاح بحكومة أوبوتي، وفي عام 1986 أطاح انقلاب «يوري موسفيني» بحكومة تيتو أوكلو.
وعن النشاط الاقتصادي، تعد أوغندا بلدا زراعيا يشتهر بزراعة البطاطا والذرة والأرز والشاي والقطن وقصب السكر، وتربية الحيوانات والأسماك واستخراج النحاس والقصدير والأخشاب، ويعتبر تطورها الاقتصادي ضعيفا بالرغم من أنها بلد زراعي فإنتاجه الزراعي يمثل 50 % من مجموع الإنتاج العام، والإنتاج الصناعي 14%، والنقل والاتصالات 6%، وباقي الدخل يأتي من الخدمات ومصادر أخري مختلفة، وترتبط أوغندا بمصر بعلاقات اقتصادية وتعاون في مجال المياه، واستقبل مؤخرا الرئيس مبارك في يناير من العام الحالي رئيس وزراء أوغندا أبولو نيالامبي لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بالإضافة إلي تنفيذ مصر مشروعات تنموية بأوغندا، وتساعد مصر أوغندا في عدة مجالات مثل مشروعات التنمية والبنية التحتية وإدارة موارد المياه وحفر الآبار، كما أشار رئيس الوزراء أحمد نظيف مؤخرا إلي أن هناك مستثمرين مصريين يدرسون إقامة مشروعات في أوغندا في مجالات صناعة الأدوية ومواد البناء الطاقة والتعدين وشبكات الطرق.
كما تفكر مصر حاليا في زراعة القمح في أوغندا، واستيراد اللحوم منها، كما تقدم مصر منحًا لأوغندا لإزالة ورد النيل وحفر الآبار، وهناك نشاط ملحوظ للشركات المصرية في أوغندا حيث يوجد هناك عدد كبير من الشركات العاملة بتنفيذ المشروعات الخاصة ببعثة الري المصرية «مشروع إزالة الحشائش وميناء الصيد بمنطقة جابا»، وأوضح التقرير أن الصادرات المصرية إلي أوغندا زادت في الفترة من 2004 إلي 2008 بنسبة 360 %.
أما بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية الأوغندية، فتنبع من حرص إسرائيل علي الوجود في دول حوض النيل، فإسرائيل لديها 3 علاقات دبلوماسية كاملة وسفارات في كل من أثيوبيا وأوغندا وكينيا، كما قام وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بزيارة أوغندا العام الماضي في إطار جولته بشرق أفريقيا، وترجع العلاقات الإسرائيلية إلي خمسينيات القرن الماضي، ووقعت أوغندا و«إسرائيل» اتفاقًا في مارس 2000 -أثناء زيارة وفد من وزارة الزراعة الإسرائيلية -، برئاسة «مدير الري بالوزارة» - ينص علي تنفيذ مشاريع ري في عشر مقاطعات متضررة من الجفاف، وإيفاد بعثة أوغندية إلي «إسرائيل» لاستكمال دراسة المشاريع التي يقع معظمها في مقاطعات شمال أوغندا.
إثيوبيا.. بلد الأنهار والبحيرات والمجاعات والعجز عن مواجهة الأزمات
حازم فؤاد
تعد إثيوبيا من أهم الدول بمنطقة القرن الأفريقي، خاصة بالنسبة لمصر حيث إنها تتزعم دول منبع النيل ومطالب إعادة تقسيم المياه، كما أنها صاحبة أطول تاريخ من الاستقلال بين دول القارة الأفريقية، حيث حافظت علي استقلالها خلال فترة استعمار أفريقيا، وعندما قسمت القوي الأوروبية الكبري افريقيا في مؤتمر برلين عام 1885، وأعادت رسم خريطة افريقيا، مما نتجت عنه 50 مستعمرة ومحمية بينما بقيت إثيوبيا مستقلة.
وظلت إثيوبيا كذلك حتي عام 1936 عندما اجتاحها الجيش الإيطالي، ثم هزمت القوات البريطانية والإثيوبية القوات الإيطالية في عام 1941، ولكن إثيوبيا لم تستعد السيادة حتي توقيع الاتفاق الأنجلو - إثيوبي في ديسمبر 1944م.
قبل تحولها إلي جمهورية كانت إثيوبيا إمبراطورية تعاقب عليها عدة أباطرة آخرهم هيلا سلاسي الذي حكم البلاد منذ 1930 وأطاح به انقلاب الجيش في 1974 بقيادة منجستو هيلا مريام الذي ألغي النظام الإمبراطوري واستبدله بالنظام الجمهوري.
وكانت تجمع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلا سلاسي علاقة قوية، حيث كانت مصر تركز علي الجانب الديني، فإثيوبيا في ذاك الوقت كانت تابعه للكنيسة الأرثوذكسية المصرية بل وكانت الكنيسة الأم في مصر ترسل القساوسة من مصر للعمل في الكنائس الإثيوبية وكان للبابا السابق البابا كيرلس علاقات شخصيه بالإمبراطور هيلاسلاسي وكثيرا ما كان الرئيس جمال عبد الناصر يوظفها في خدمه المصالح المشتركة وكانت تتم دعوة الإمبراطور هيلاسلاسي في افتتاح الكنائس في مصر وكان البابا أيضا يفتتح الكنائس في إثيوبيا.
وبعد الإطاحة بهيلاسلاسي بدأت تتراجع قوة العلاقات المصرية الإثيوبية إلي أن وصلت إلي مرحله العلاقات الرسمية الشكلية، وكان من نتيجة ذلك أن استقلت الكنيسة الإثيوبيه عن الكنيسة الأم في مصر والتي ظلت منذ دخول المسيحية إلي إثيوبيا تابعة للكنيسة المصرية حتي عدة سنوات مضت وأصبح لها بابا إثيوبي خاص بها وانفصلت قيادتها عن مصر.
وتدهورت العلاقات بين مصر وإثيوبيا مؤخرا وهو ما تجلي في الخلاف بين دول المنبع ودول المصب لحوض نهر النيل، إذ قادت إثيوبيا وشجعت توجه دول المنبع إلي التوقيع منفردة علي اتفاق لإعادة تقسيم مياه النيل رغم اعتراض مصر والسودان.
وسقط نظام منجستو، الذي اتخذ لنفسه خطاً يسارياً ماركسياً، في مايو 1991م علي يد ثورة قادها تحالف كبير تحت اسم الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية بتحالف مع الثوار الإرتريين الذين كانوا يناضلون من اجل استقلال بلادهم.
وفي الوقت الذي تتجه فيه العلاقات المصرية الإثيوبية للأسوأ، تعمل إسرائيل علي تقوية علاقاتها بجميع الدول الأفريقية خاصة إثيوبيا، فارتفعت صادرات إسرائيل التكنولوجية إلي إثيوبيا بنسبة 500%، بالإضافة إلي قيام عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين بزيارات دورية لإثيوبيا الأمر الذي يؤكد الجدية الإسرائيلية في تطوير علاقاتها التجارية بإثيوبيا.
كما قامت إسرائيل بتهجير يهود الفلاشا وهو الاسم الذي يطلق علي يهود إثيوبيا حيث يعتبرون أنفسهم من بيت إسرائيل، وفي عام 1974 قام الماركسيون الإثيوبيون بالإطاحة بحكم الإمبراطور هيلاسلاسي الذي يحبه شعبه، فاندلعت الحرب الأهلية الإثيوبية ودامت منذ عام 1974 وحتي عام 1991 محولة إثيوبيا إلي جحيم أجبر الفلاشا علي الهرب من إثيوبيا إلي السودان حيث استقروا كلاجئين.
وفي عام 1975 قامت إسرائيل بإعلان أن الفلاشا لهم حق المواطنة فيها، فتمكن حوالي 6 آلاف من الفلاشا الوصول إلي إسرائيل بطريقتهم الخاصة، لكن بقية الفلاشا لم يتمكنوا من ذلك، ولهذا نفذت 3 عمليات علي التوالي لترحيل جماعي لهؤلاء الفلاشا إلي إسرائيل وهم العملية موسي والعملية يوشع والعملية سليمان.
العملية موسي وهي عملية سرية بدأت يوم 18 نوفمبر 1984 واستمرت 6 أسابيع تم فيها وضع اللاجئين الفلاشا الموجودين في المخيمات السودانية في طائرات حمل ونقلهم إلي إسرائيل، وبعد أن تم نقل حوالي 8 آلاف شخص، وصل خبر هذه العملية إلي الإعلام مما أدي إلي إيقافها.
شهدت علاقات إثيوبيا تحسناً مع كل دول الجوار العربية، باستثناء دولة إريتريا الحدودية معها، نظراً للنزاعات المتكررة بين الدولتين، رغم العلاقة القديمة بين «زيناوي» رئيس وزراء إثيوبيا و«أسياس أفورقي» الرئيس الإريتري، حيث كانت علاقتهما شديدة القرب عرقياً وسياسياً خلال سنوات الثورة، كما أنهما ينتميان لطائفة عرقية واحدة.
وكانت إثيوبيا وإريتريا ترتبطان باتحاد فيدرالي في سنة 1952م ولكن الإمبراطور الإثيوبي هيلا سلاسي ألغي ذلك الاتحاد وأعلن انضمام إريتريا إلي إثيوبيا عام 1962م، فقامت في إريتريا ثورة مسلحة من أجل الاستقلال نشطت بعد سقوط هيلا سلاسي، حتي أُعلن الاستقلال في عام 1993م باتفاق بين الثوار الإريتريين والقوي الإثيوبية التي أسقطت نظام منجستو. لكن سرعان ما نشب خلاف حدودي بين إثيوبيا وإريتريا أدي إلي تفجر حرب طاحنة بينهما في 1998م. ورغم توقف تلك الحرب التي استمرت لنحو عامين فإن النزاع الحدودي والتوترات بين البلدين مازالت مستمرةً حتي الآن.
وتعد جمهورية إثيوبيا الاتحادية الديمقراطية دولة حبيسة، حيث لا يوجد لها أي منافذ بحرية وذلك بعد اعترافها باستقلال إريتريا في مايو 1993، ففقدت بذلك واجهتها البحرية الواقعة علي البحر الأحمر، وأصبحت مساحتها 1.133.380 كم مربع منذ استقلال إريتريا.
ويعد نهر النيل الأزرق المجري الرئيسي لنهر النيل، ويقع بالهضبة أعلي القمم الجبلية في البلاد وهي قمة جبل » راس ديجن» والذي يبلغ ارتفاعه 4620 متر، وتنتشر العديد من البحيرات الكبري في المنطقة الجنوبية، كما توجد هضبة أوجادين وهي هضبة صحراوية تضم عدد من الأنهار مثل شبيلي، وجوبا وداوا.
تصنف إثيوبيا اقتصادياً ضمن دول الاقتصاد الفقير، المعتمد علي الزراعة، حيث تشير التقارير إلي أن حوالي 80% من القوي العاملة تعمل في القطاع الزراعي بينما 8% في الصناعي و12% في الخدمات ولذلك فهي تعتمد علي الإنتاج والصادرات الزراعية التي يأتي علي رأسها البن والحبوب الزيتية والقات، بجانب الصادرات الحيوانية للأبقار والأغنام والأسماك من بحيراتها الكثيرة العزبة، وقد شهدت في الآونة الأخيرة بعض التطور للصناعات الخفيفة بمعدل نمو صناعي 6.7% عام 2001م.
ولعل أخطر ما تعاني منه إثيوبيا هو ظاهرة وحالة الفقر الشديد بسبب الأحوال المناخية وعدم القدرة علي التعامل مع الأمطار والسيول، والذي يؤثر علي كل البيئات والبنيات حيث يصل إلي كل بيت من قوميات إثيوبيا ويحرج النظام السياسي ويؤدي إلي إحداث التوترات وعدم الاستقرار في الدولة الأمر الذي يؤثر علي عملية التعايش والتماسك القومي. حيث تصنف إثيوبيا وفقا للتقارير علي أنها من أفقر الدول الأفريقية والعالم حيث تصل نسبة السكان الواقعة تحت خط الفقر 50% عام 2004.
ولأثيوبيا تاريخ طويل مع المجاعات أشهرها المجاعة التي اجتاحتها عامي 1984 و1985 وتسببت في وفاة أكثر من مليون إثيوبي بسبب العطش ونقص الغذاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.