عقب انسحابه فى أثناء عزف السلام الجمهورى فى جلسة لجنة الخمسين الأخيرة أول من أمس الأحد، أدان عدد من السياسيين، انسحاب ممثل حزب النور باللجنة، الدكتور محمد إبراهيم منصور فى أثناء البدء فى عزف السلام الجمهورى، مؤكدين أن تلك الواقعة هى تكرار لمشهد انسحابهم فى أثناء الإدلاء بقسم اليمين فى افتتاح مجلس الشعب السابق، مطالبين بالتحقيق فى تلك الواقعة وتجريمها واتخاذ إجراءات رادعة بشأنها. الكاتب الصحفى صلاح عيسى، قال إن واقعة انسحاب ممثل حزب النور فى أثناء عزف السلام الوطنى، جاء نظرًا للاعتقاد السائد بين أبناء التيار السلفى وأعضاء حزب النور من أن النشيد الوطنى والأعلام بدع «وثنية» محرمة ولا يجوز الاعتراف بها، لأنها مخالفة للدين، حسب اعتقادهم، وتساءل الكاتب الصحفى، عن ما إذا شاءت الأقدار لكى يكون حزب النور بصفته فصيلًا سياسيًّا لا دينيًّا كما يدعون وتولوا مقاليد الحكم، فهل سيقدمون على إلغاء العلم والنشيد الوطنى ورفع أى شعارات وطنية؟ وأضاف عيسى أن الجماعات الجهادية والتكفيرية لها أعلام وأناشيد، فلماذا يرفض السلفيون النشيد الوطنى؟
عيسى قال إن مثل هذه الخطوة من ممثل حزب النور كشفت بالدليل القاطع من هو العضو الوحيد فى لجنة الخمسين الذى كان لا يصوت إلا عندما تتعطل الأجهزة، ويتم التصويت بصورة علنية، مضيفًا أن حزب النور فى الأغلب سيصوت بنعم على الدستور على الرغم من الافتعالات التى أثارها خلال عمل اللجنة، لأنه حزب «برجماتى» يتطلع إلى مصالحه السياسية، وسيقول إنه عارض مواد الدستور إلا أنه سيحشد للموافقة على الدستور من أجل التعديل فى بعض مواد الدستور من خلال البرلمان.
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد إن هناك فهمًا خاطئًا لدى بعض القوى السياسية، وعلى رأسهم حزب النور السلفى من الوقوف احترامًا للسلام الجمهورى، وبأن هذا الفعل مخالف للدين الإسلامى، وهذا تفسير ضيق لدلالة القيام، ويعللون هذا الأمر بأنه لا قيام إلا لله تعالى.
السيد أضاف أنه لا يوجد نص صريح سواء فى القرآن الكريم أو السنة النبوية تنهى عن الوقوف للسلام الجمهورى أو حتى لرئيس الجمهورية، إنما هى مسألة افتراضية وتأويل من جانب هؤلاء، ولفت السيد إلى أنه يجب أن نعترف بأن حزب النور من الأحزاب التى تتطور، ومن الممكن فى القريب العاجل أن نرى تغيرًا فى المواقف، ويقومون احترامًا للسلام الجمهورى.
بينما قال عصام الإسلامبولى الفقيه القانونى، إن انسحاب ممثل النور هو نفس تكرار لمشهد انسحابهم من افتتاح مجلس الشعب السابق فى أثناء الإدلاء بقسم اليمين، الذين رفضوا التغيير فى صيغته، موضحًا أن التهاون فى مثل تلك الأمور أمر خطير، ويجب اتخاذ موقف حاسم فيه، لافتًا إلى أن أعضاء اللجنة وضعوا نصًا أكدوا فيه أن إهانة العلم رمز الدولة جريمة، لذلك فما فعله ممثل النور جريمة ويجب التحقيق فيها واتخاذ إجراءات رادعة بشأنها. المحلل السياسى والكاتب الصحفى سعد هجرس أكد أن ما قام به ممثل حزب النور بلجنة الخمسين من عدم احترامه السلام الجمهورى هو مؤشر خطير ومزعج على أن حزب النور ما زال بعيدًا عن فكرة روح الدولة المدنية، وفكرة الحداثة. وشدد هجرس على أنه ما كان من المفترض على هذا العضو الذى ينتمى إلى حزب سياسى برفض السلام الجمهورى، وهذا يدل على أن الحزب أيضًا لا يعترف بالدولة المدنية، ويريد أن يضع عمامة على الدولة المصرية، والدين الإسلامى يدافع عن مدنية الدولة وليس به كهنوت.