تقوم أفلام الجاسوسية عادة علي فكرة الخداع، وتعتمد هذه الأفلام علي أن عملية الخداع والمغامرات التي تحيطها جزء من نشاط الجاسوس الذي يخدع الأعداء من أجل الحصول علي الأسرار التي تحمي الجهة التي كلفته بالتجسس من مخططات العدو الشريرة، وربما يكون الهدف هو أن تتمكن دولة الجاسوس الشريرة من إيذاء دولة أخري مسالمة، ومصطلح «جاسوس» يحمل معاني متناقضة، أهمها البطولة أو الخيانة حسب المكان الذي يقف فيه الجاسوس، فمن يتجسس لصالح بلده هو بطل يحتفي به الجميع، ولكنه في الجانب المقابل هو عدو البلد الذي تم التجسس عليه، والجاسوس شخصية عادة تتسم بالدهاء، ولأنها شخصية تظهر عكس ما تبطن فهو لا يكسب أبداً ثقة من يعرف حقيقة مهنته، وفي فيلم «Duplicity» - المعني الحرفي للعنوان هو «الازدواجية» ولكن المعني الأقرب لموضوع الفيلم هو «الخداع» - نجد مفاهيم التجسس والخداع تسيطر علي الأحداث لكن الدوافع هنا ليست وطنية، وصفات البطولة والنبل ليست ضرورية لهذا النوع من التجسس الذي يدور بين الشركات الكبري، بطلا الفيلم «جوليا روبرتس» عميلة سابقة بالمخابرات الأمريكية C.I.A. و«كليف أوين» عميل سابق لجهاز المخابرات البريطانية M16 ، تبدأ أحداث الفيلم بمشهد في السفارة الأمريكية في دبي حيث يلتقي البطل والبطلة في حفل عيد الاستقلال الأمريكي، ويحدث بينهما انجذاب سريع، وتتوالي الأحداث من خلال سيناريو يحمل قدرًا كبيرًا من الإثارة والغموض والتلاعب بترتيب زمن الأحداث، ولكن نفهم أن البطلين يعمل كل منهما في شركة منافسة لشركة الآخر، وهدف كل منهما الاستيلاء علي تركيبة منتج مهم سيحدث ثورة صناعية كبيرة وسيدر علي الشركة المنتجة له المليارات من الأرباح، التنافس بين البطل والبطلة علي سرقة التركيبة توازيه علاقة رومانسية مضطربة بينهما، فالجاسوس الذي تعود أن يكون مخادعاً طوال الوقت لا يمكنه أن يترك مشاعره بين يدي حبيبة لا تقل مهارة عنه في الخداع، خلفية كل منهما المهنية جعلته أسطورة في عمله. الفيلم يقدم دراما ذات مزاج وتركيبة خاصة تألق فيها أوين وروبرتس، كما يضم الفيلم ممثلين من العيار الثقيل هما «توم ويلكنسون» و«بول جياميتي» وكل منهما يجسد دور رئيس مجلس إدارة شركة منتجات دوائية، وكل منهما يتنافس مع الآخر، وينفق الغالي والنفيس لسرقة أسرار شركة الآخر. استعرض المخرج «توني جيلروي» عضلاته كمخرج وكاتب سيناريو معاً في هذا الفيلم، وهي من المرات القليلة التي يفعل فيها ذلك، ودائماً تكون النتيجة فيلماً مختلفاً، ففي أول أعماله كمخرج قدم فيلم «مايكل كلايتون» «Michael Clayton » من بطولة «جورج كلوني» وكان ذلك في عام 2007 وترشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار، حصل منها علي جائزة أفضل ممثلة عن دور مساعد وحصلت عليها الممثلة «تيلدا سوينتون»، لكن شهرة جيلروي الأكبر هي في مجال كتابة السيناريو، وله سيناريوهات متنوعة من أهمها فيلم «محامي الشيطان» «The Devil's Advocate » من بطولة «آل باتشينو» و«كيانو ريفز»، وسلسلة أفلام «هوية بورن» التي قام ببطولتها الممثل «مات ديمون». هذه هي المرة الثانية التي يقف فيها «كليف أوين» أمام «جوليا روبرتس» بعد فيلمهما السابق «Closer» الذي أخرجه «مايك نيكولاس» عام 2004 وشارك في بطولته «جود لو» و«ناتالي بورتمان»، وهي عودة ل «جوليا روبرتس» بعد غياب إلي شاشة السينما. مدة الفيلم: 125 دقيقة. النوع: إثارة، رومانسي. بطولة: جوليا روبرتس، كليف أوين، توم ويلكنسون. يعرض: الخميس القادم 9 مساءً. شبكةOSN علي قناة Super Movies.