برغم أن المهرجان يفجر عادة بركانًا من الأخبار ينافس بركان أيسلندا فإن الخبر الذي أثار الاهتمام وسرق الكاميرا لم يكن متعلقاً بمهرجان «كان» ولكن بإعلان نتائج أجمل نساء العالم.. لم تكن المفاجأة في فوز «بينولي كروز» النجمة العالمية الإسبانية الأصل بالمركز الأول فهي من أكثر النساء جاذبية وجمالاً، ولكن في احتلال كاترين دينيف الفرنسية المركز الخامس وهيلين ميرن الإنجليزية المركز السادس وصوفيا لورين الإيطالية المركز العاشر، وصوفيا تحتفل هذه الأيام باليوبيل الماسي - 75 عامًا- ومؤخرًا شاهدناها في فيلم تسعة إخراج روب مارشال. كما جاءت الملكة رانيا في المركز الرابع.. الصحافة العالمية اعتبرت أن العواجيز لا يزلن علي قمة عرش الجمال ولم تغضب أي فنانة ممن تجاوزن الستين أمثال كاترين وهيلين وصوفيا من تعبير «عواجيز» واعتبرن أن مرور الزمن يحمل لهن تحية لأنه بمثابة تتويج وهذا التوصيف له وجهه الإيجابي وبالطبع فإن الاختيار هنا استند بالدرجة الأولي إلي الجاذبية وإلي أي مدي تتابع أجهزة الإعلام هؤلاء الفنانات، وهذا يعني أنهن لا يزلن في بؤرة اهتمام الناس.. ففي أغلب الدول الأوروبية يحتفظ الجمهور بمشاعره تجاه الفنان مهما تقدم في العمر.. في فرنسا مثلا لا تزال كاترين دينيف تحتل مكانة خاصة في قلوب كل الفرنسيين، صحيح أنه ظهرت أكثر من نجمة أخذت مساحة من الحب مثل إيزابيل أدجاني وجولييت بينوش التي تصدرت أفيش المهرجان التي ينتظر أن يعرض فيلمها الجديد «نسخة أصلية» إخراج عباس كيروستامي المخرج الإيراني خلال هذه الأيام داخل المسابقة الرسمية لمهرجان كان، والصحيح أيضًا أن كاترين دينيف لا تحصل مثلا علي نفس أجر بينوش -الفارق لصالح الأخيرة- إلا أن مساحة الحب هي التي لم تتأثر بالمقابل المادي الذي تدفعه شركات السينما، بل له علاقة بطبيعة الإنتاج والتوزيع والشباك ولو ألقينا نظرة علي السينما المصرية لنعرف هل لا يزال الجمهور المصري يري أن الفنانات اللاتي غادرن محطة الشباب لايزلن جميلات في عينه؟! الإجابة هي لا، مع الأسف تشابهت النجمات الأكبر سنًا في الملامح بسبب البوتوكس وضاعت المعالم فالوجوه المشدودة سيطرت علي الشاشة، وبالتالي فأنت لا تري تعبيرًا ولكن ملامح بلاستيكية، ليس هناك ابتسامة ولا فرح ولا غضب، لا شيء تستطيع تلك الوجوه أن تعبر عنه، بينما هيلين وكاترين وصوفيا تستطيع أن تقرأ علي وجوههن بصمات العمر وأن تشعر أيضًا بأدائهن لأن الوجوه لا تزال قادرة علي ضخ المشاعر ولم تفقد بعد مرونتها .. أما الملكة رانيا - ملكة الأردن- والتي تقدم أنشطة سياسية عديدة بالطبع فإن زواجها من ملك الأردن عبد الله أتاح لها الكثير من الفرص ولكن الأهم هو أن الملكة رانيا لديها قناعة بما تفعله ولو لم تكن زوجة للملك كانت أيضًا ستواصل جهدها في العطاء وأغلب الظن أنه لهذه الأسباب اعتبرت الأكثر جمالاً وهي بالتأكيد جميلة وجذابة ولكني أتصور أنها مخلصة فيما تتبناه من قضايا .. فإن جمالها فقط أحد الأسباب وليس كل الأسباب مثل كل نجمات العالم!