بينما كانت «مديحة يسري» هي التي ألهمت الشاعر «عبد المنعم السباعي» لتأليف أغنية «أنا والعذاب وهواك»، فإن الإذاعية «أبلة فضيلة» «فضيلة توفيق» كانت هي ملهمة «محمد عبدالوهاب» لهذا اللحن الذي يعتبر واحداً من أشهر أغنيات موسيقار الأجيال.. كانت هذه هي المرة الأولي التي تعلن فيها «أبلة فضيلة» عن هذه الحكاية في حوارها الذي نشرته مع «سهير حلمي» علي صفحات جريدة «الأهرام».. ربطت بين «محمد عبدالوهاب» و«أبلة فضيلة» قصة حب قصيرة كان من المفترض أن تنتهي في الخمسينيات بالزواج وذلك قبل زواجه من السيدة «نهلة القدسي»، ولكن أهل «فضيلة توفيق» لم يوافقوا علي هذه الزيجة، حيث إن «عبدالوهاب» كان لا يزال متزوجاً من زوجته الأولي أم أولاده السيدة «إقبال نصار».. وهكذا عاشت «أنا والعذاب وهواك» وكانت بالفعل أغنية استثنائية، لأن شاعر الأغنية «عبد المنعم السباعي» كان معذباً في حبه لمديحة يسري، بينما الملحن يعيش عذاب حبه لأبلة فضيلة.. وحكاية الإلهام أشهرها بالطبع أغنيات «أحمد رامي» التي كانت في مجملها تتناول مواقف عاشها «رامي» مع «أم كلثوم» ما بين صد وصلح وفراق، وهكذا استمعنا إلي «هجرتك»، «رق الحبيب»، «يا ظالمني».. أما أشهر قصيدة حب «الأطلال»، فلقد حدث صراع بين كل من الفنانتين القديرتين «زوزو حمدي الحكيم» و«زوزو ماضي» عن أيهما كانت هي الملهمة الحقيقية للشاعر «إبراهيم ناجي»، الذي كان يعمل طبيباً، فلقد كانت عادة «ناجي» أن يكتب أشعاره علي الروشتات، إلا أن «الأطلال» اكتشفوا بعد رحيله أنه كتب بعض أبياتها علي مناديل يد كل من «الزوزوتين «الحكيم» و«ماضي»، ولم يتم الإعلان عن ذلك إلا بعد أن غنت «أم كلثوم» الأطلال عام 66، ومن بعدها صار التساؤل أيهما هي التي كتب لها «ناجي»، واكتشفنا أنه من الممكن أن يصبح هناك لقصيدة واحدة أكثر من ملهمة.. وليس الإلهام دائماً امرأة من الممكن أن يتحول الاحتياج إلي إلهام عندما ذهب الشاعر والكاتب الكبير «عبد الرحمن الخميسي» إلي أحد الملاهي، وكان معه الملحن الشاب «بليغ حمدي»، تحسس «الخميسي» جيبه لم يجد شيئاً إلا أنه لا يمكن أن يغادر المكان قبل أن يتناول عشاءه ويعزم أيضاً «بليغ» علي حسابه، وكانت «مها صبري» لا تزال في بدايتها تغني علي المسرح، فاستدعاها وقال لها، صوتك حلو وشكلك أحلي، ولكنك لا تقدمين أغنيات خاصة بك، وعلي الفور كتب لها أغنية «ما تزوقيني يا ماما قوام يا ماما» التي صارت أشهر أغنيات «مها صبري».. وبدأ «بليغ حمدي» علي الترابيزة التلحين، وتقاضي «الخميسي» ثمن الأغنية، وسدد ثمن العشاء وعاد إلي منزله وهو علي الأقل قادر علي مدي شهر كامل، أن يذهب إلي أي ملهي والعشاء والسهر حتي الصباح!! دوافع مختلفة للإلهام دائماً خلف أشهر الأغاني هناك «إن».. ابحث عن «إن» ستكتشف العديد من حكايات الأغاني!!