جوردون براون يبدي استعداده لإجراء مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار إذا فشلت المفاوضات مع المحافظين المحافظون يقدمون عرضاً للديمقراطيين الأحرار لتشكيل الحكومة البريطانية يسعى حزبا المحافظين والديمقراطيين الأحرار المعارضان في بريطانيا إلى تكوين ائتلاف لتشكيل الحكومة وابعاد حزب العمال الحاكم، بعد نتيجة غير حاسمة للانتخابات العامة التي لم يحصل فيها أي حزب على الغالبية المطلقة في مجلس العموم. وبعد تلقى عرض زعيم المحافظين ديفيد كاميرون لإجراء ائتلاف، يجري نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين مشاورات مع نواب حزبه للنظر في العرض المقدم من زعيم حزب المحافظين لتقاسم السلطة. وقال زعيم حزب المحافظين البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيباشر محادثات مع حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليج تتعلق بحكومة ائتلافية، وتحدث زعيم الديمقراطيين الأحرار مع زعيم حزب المحافظين تليفونيا قبيل محادثات أوسع نطاقا بين كبار الساسة من كلا الحزبين. وقال زعيم المحافظين، ديفيد كاميرون، إنه يرغب في أن يقدم حزبه "عرضا كبيرا وصريحا وشاملا" لحزب الديمقراطيين الليبراليين. وقال كاميرون إن عرضه للديمقراطيين الأحرار يشمل بالخصوص مساعدتهم على تطبيق نقاط برنامجهم الانتخابي وإشراكهم في إرساء الاستقرار السياسي والاقتصادي بالبلاد. إلا أن التحدي الحقيقي الذي يقف أمام ائتلاف بين الحزبين المعارضين هو الخلاف القائم بينهما تجاه بعض القضايا، حيث أقر زعيم حزب المحافظين بوجود خلافات في السياسات بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين وأن أي اتفاق يجب أن لا يعطي صلاحيات أوسع للاتحاد الأوروبي وأن يتم التعامل بحزم مع موضوع الهجرة والمحافظة على القوة العسكرية البريطانية في إشارة للخلاف بشأن تحديث نظام صواريخ ترايدنت النووية. وأكد كاميرون على ضرورة أن تحقق هذه الحكومة الاستقرار السياسي والاقتصادي مع التأكيد على الحاجة إلى إصلاح النظام الانتخابي لاستعادة ثقة الناخبين في العملية السياسية.
وتفوق المحافظون الذين حكموا بريطانيا في أوقات كثيرة من القرن العشرين لكن لم يتولوا السلطة منذ 13 عاما على حزب العمال الحاكم بعد فوزهم بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت الخميس ولكن دون تحقيق أغلبية حاسمة. وحل الديمقراطيون الأحرار في المركز الثالث لكنهم يملكون الآن توازن القوى. بينما أعرب رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال جوردون براون عن استعداده للتفاوض مع الأحرار إذا فشل كاميرون. وكانت النتائج النهائية للانتخابات البريطانية أظهرت حصول حزب المحافظين بزعامة كاميرون على 306 مقاعد مقابل 258 لحزب العمال بزعامة براون، في حين حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 57 مقعدا بمجلس العموم المكون من 650 مقعدا. وبذلك يكون حزب المحافظين أكبر حزب في البرلمان البريطاني، لكن دون تحقيق أغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة بعد انتخابات متقاربة لم تشهد البلاد مثلها منذ ثلاثين عاما، خاصة وأن أي حزب يحتاج للفوز ب326 مقعدا لتحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان وحسب كاميرون، ستتناول المحادثات مع الديمقراطيين الأحرار عدة نقاط أبرزها إصلاح النظامين الانتخابي والضريبي. لكنه شدد في المقابل على أن حزبه سيتمسك في أي مفاوضات برفض نقل أي سلطات إضافية من لندن إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك بضرورة المحافظة على القدرات البريطانية في مجال الردع النووي. وكان رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال جوردون براون أكد استعداد حزبه لإجراء مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار إذا فشلت المفاوضات مع المحافظين. وأعرب براون عن استعداده لتأييد إصلاح النظام الانتخابي الذي يعتبر أحد المطالب الرئيسية لحزب الديمقراطيين الأحرار. يذكر أن أي حكومة بريطانية جديدة ستواجه تحدي خفض عجز الميزانية الذي بلغ 163 مليار جنيه إسترليني في العام المالي 2009-2010. ويعتقد كثيرا من المحللين أن السيناريو المرجح هو أحقية براون بتشكيل حكومة جديدة، حيث إن دستور بريطانيا يمنح رئيس الوزراء الحالي الحق أولا في محاولة تشكيلها. فتحالف حزب العمال مع الأحزاب الصغيرة قد يمنح الحزب نحو 317 إلى 330 مقعدا وفق الأطراف التي قد تدخل التحالف المتوقع، وأشار إلى أن البلاد حاليا تعيش مرحلة انتقالية قد تستمر أياما بسبب عدم وضوح صورة التحالفات. ُذكر أنه كان قد دعي نحو 45 مليون ناخب بريطاني إلى التصويت في 40 ألف مركز انتخابي بإنجلترا وويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية لاختيار 650 نائبا برلمانيا.