لندن وكالات الأنباء: بعد محادثات محمومة بين الاحزاب البريطانية، نجح المحافظون في إبرام اتفاق مع الديمقراطيين الاحرار لتشكيل حكومة ائتلافية يرأسها ديفيد كاميرون زعيم المحافظين. دعت الملكة إليزابيث الثانية امس ديفيد كاميرون رئيسا جديدا للوزراء خلفا لحكومة جوردون براون زعيم حزب العمال الذي أعلن استقالته امس من قيادة الحزب بعد ان اخفق في تشكيل حكومة ائتلافية مع الديمقراطيين الاحرار. تجيء هذه التطورات بعد خمسة أيام من الانتخابات البرلمانية التي أسفرت عن فوز المحافظين وحلول العمال ثانيا والديمقراطيين الاحرار ثالثا دون ان يحقق أي حزب الاغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل حكومة بمفرده. وكانت الساعات الاخيرة قد شهدت سباقا مثيرا بين المحافظين والعمال لكسب ود الديمقراطيين الاحرار، إلا ان مكتب براون أقر بأن مفاوضاته مع الديمقراطيين الاحرار لم تؤد لأية نتيجة، الامر الذي أدي لتنحي براون بعد 31 عاما في السلطة. وأعلن ديفيد كاميرون عزمه تشكيل حكومة ائتلافية »كاملة« مع الديمقراطييين الاحرار. وقال انه قبل تكليف الملكة له برئاسة الوزراءوشدد علي ان الائتلاف هو الطريقة المناسبة »لكن يقدم للبلاد حكومة قوية ومستقرة وجيدة ومحترمة.. بريطانيا في أشد الحاجة اليها«. وكان كاميرون قد توجه إلي قصر باكنجهام -مقر الملكة - وتم تكليفه بتشكيل الحكومة بعد اقل من ساعة من استقالة براون التي قدمها للملكة. ويعتبر ديفيد كاميرون »34 عاما« اصغر من يتولي رئاسة الحكومة البريطانية منذ نحو مائتي عام. وكانت الساعات الاخيرة قبل انفراح الازمة قد شهدت هبوط الجنيه الاسترليني والسندات الحكومية وسط قلق الاسواق من احتمال امتداد حالة عدم اليقين السياسي في بلد يعاني من عجز قياسي في الموازنة. ويشدد كليج ويؤيده في ذلك زعيم المحافظين ديفيد كاميرون علي ضرورة التقدم سريعا من أجل طمأنة الاسواق الامر الذي يبدو غير ممكن الآن. واعتبر كاميرون انه حان الوقت بالنسبة لحزب الديمقراطيين الاحرار لاتخاذ قرار في شان ائتلاف حكومي محتمل. وقال انه "قدم اقتراحا متكاملا، منفتحا جدا ومنطقيا جدا، الي الديمقراطيين الاحرار لتشكيل حكومة مستقرة". واضاف للصحافيين امام منزله في شمال لندن "آمل ان يتخذ (الديمقراطيون الاحرار) القرار الملائم الذي سيعطي لهذا البلد حكومة قوية ومستقرة يحتاج اليها في شكل ملح". وذكرت وكالة رويترز في تحليلها أمس، أن كليج يجد نفسه في موقف صعب. فهناك الكثير من الامور المشتركة بين حزبه وحزب العمال فيما يتعلق بالسياسات لكن الحزبين لن يتمكنا وحدهما من تحقيق أغلبية وسيكونان بحاجة لكسب تأييد أحزاب أصغر. ولكن تحالف الديمقراطيين الاحرار مع المحافظين يتيح كما يري المراقبون تشكيلا أكثر استقرارا في ظل وجود أغلبية قوية بالبرلمان. ولأن بريطانيا لا تألف المفاوضات علي تشكيل ائتلاف، فالمحادثات لا يمكن أن تمتد لاسابيع كما هو الحال في بعض الدول الاوروبية المجاورة. ومن المقرر أن يستأنف البرلمان جلساته في 18 مايو وأن تقدم الحكومة الجديدة برنامجها في 25 مايو. وقال اد بولز وهو من وزراء حكومة حزب العمال البريطاني ان المحادثات التي اجراها الحزب مع الديمقراطيين الاحرار بشأن تشكيل حكومة جديدة كانت "ايحابية وبناءة". وفي وقت سابق قال نواب من حزب الديمقراطيين الاحرار انهم يسعون للحصول علي ايضاح من مفاوضي الحزب بشأن تفاصيل اتفاق محتمل مع المحافظين.