انتهي وجود اللاعبين المصريين في الملاعب الإنجليزية بعد أن قامت إدارة نادي ويستهام الإنجليزي بإنهاء عقد إعارة لاعبها المصري «أحمد حسام» ميدو توفيراً للنفقات، وقررت إدارة النادي عدم وضع «ميدو» في تشكيل آخر مباراتين في بطولة الدوري الإنجليزي بعد أن ضمن الفريق البقاء في اللحظات الأخيرة، وبررت الإدارة قرارها بأن «ميدو» يحصل علي راتب صغير هو ألف جنيه إسترليني، ولكنه يحصل علي مقابل مادي كبير عندما يلعب المباريات ولذلك قررت إدارة النادي تجميد «ميدو». وعلي جانب آخر، أنهت إدارة نادي هال سيتي هي الأخري إعارة لاعب الزمالك «عمرو زكي» بعد أن هبط الفريق إلي دوري القسم الثاني، وعاد «عمرو زكي» إلي القاهرة حتي إشعار آخر. وبإنهاء إعارة «زكي» و«ميدو» وانتقال «محمد شوقي» في يناير إلي الدوري التركي لم يعد هناك لاعب مصري في الدوري الإنجليزي بعد أن كان هناك ثلاثة لاعبين علي الأقل في الدوري في المواسم الثلاثة الماضية. وفي بعض المباريات كنا نشاهد ثلاثة لاعبين مصريين مثل مباراة شيفليد يونايتد وتوتنهام منذ ثلاث سنوات وهي المباراة التي جمعت الثلاثي «حسام غالي» و«أحمد حسام» ميدو» في صفوف توتنهام و«أحمد فتحي» في صفوف شيفليد، وكذلك مباراة ميدلسبره وويجان العام الماضي التي شهدت وجود «محمد شوقي» و«ميدو» و«عمرو زكي». البداية كانت مع «أحمد حسام» ميدو الذي انتقل إلي صفوف توتنهام علي سبيل الإعارة أولاً من روما ثم اشتراه توتنهام نهائياً من روما، وبعدها انضم «حسام غالي» أيضاً إلي صفوف توتنهام ليكون هناك لاعبان في صفوف الفريق وبعدها بقليل انتقل «أحمد فتحي» إلي صفوف شيفليد يونايتد، ولكنه لم يبق كثيراً مع الفريق بعد أن هبط إلي دوري الدرجة الثانية، وعاد «فتحي» إلي مصر ليلعب في صفوف الأهلي، بينما أكمل «غالي» و«ميدو» مع توتنهام، ولكن بسبب مشكلاته مع المدير الفني لفريق توتنهام تم تجميد «حسام غالي» عن اللعب لأكثر من نصف موسم حتي انتقل العام الماضي إلي صفوف نادي النصر السعودي، أما «أحمد حسام» ميدو فقد انتقل إلي صفوف نادي ميدلسبره الذي اشتري مع «ميدو» لاعباً مصرياً آخر هو «محمد شوقي»، ولكن هبوط الفريق إلي دوري الدرجة الثانية أعاد «ميدو» إلي صفوف الزمالك علي سبيل الإعارة وطار ب«محمد شوقي» إلي تركيا. اللاعب المصري الأخير الذي لعب في الدوري الإنجليزي هو «عمرو زكي» الذي انتقل الموسم الماضي إلي صفوف ويجان الإنجليزي وتألق بصورة لافتة في بداية الموسم وأحرز عشرة أهداف في 12 مباراة في أفضل بداية لمهاجم أجنبي في الدوري الإنجليزي، ولكنه أضاع نفسه بكثرة الغياب في القاهرة، وهو ما جعل المدير الفني للفريق «ستيف بروس» يستغني عنه ليعود «زكي» إلي الزمالك مع بداية الموسم قبل أن يقرر الرحيل مرة أخري إلي الدوري الإنجليزي، ولكنه فشل مع فريق هال سيتي، حيث لم يلعب إلا 3 مباريات فقط وهو ما جعل إدارة النادي تستغني عنه في النهاية توفيراً للنفقات. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الأسباب التي جعلت اللاعبين المصريين يفشلون في الدوري الإنجليزي.. وهل من الممكن أن يعود بعض اللاعبين المصريين للاحتراف في الدوري الإنجليزي من جديد؟ أسباب فشل اللاعبين المصريين كثيرة أهمها السلوك غير الاحترافي، فعندما تبحث في أسباب رحيل اللاعبين ستجدها كلها خلافات مع المدربين، ف«غالي» رمي التي شيرت الخاص بالفريق في وجه مدربه فأجلسه المدرب علي الدكة حتي رحل وحتي عندما قرر أن يسامحه لم يسامحه الجمهور، و«عمرو زكي» فقد ثقة مدربه بكثرة تغيبه عن الفريق وسفره الكثير إلي القاهرة. أما «محمد شوقي» فقد دخل في خلافات كبيرة مع مديره الفني حتي استغني عنه لمدة 6 أشهر ظل فيها «شوقي» يتدرب فقط دون لعب، و«أحمد فتحي» لم يستطع التغلب علي الغربة وعندما هبط فريقه إلي دوري الدرجة الثانية دخل هو الآخر في خلافات مع مديره الفني وهو ما جعل مديره الفني يعرضه للبيع ولذلك كان أقلهم مشاكل مع المدربين «أحمد حسام» ميدو وهو اللاعب الذي حظي بثقة كل المدربين الذين لعب معهم، ولكنه في نفس الوقت لم يحافظ علي مستواه وأصبح ثقيل الوزن وبطيء الحركة وكان مثار تندر الصحافة الإنجليزية بخصوص وزنه. وسلوك هولاء اللاعبين جعل من الصعب التعاقد مع أي لاعب مصري للعب مرة أخري في الدوري الإنجليزي، فقد أضر هؤلاء بسمعة اللاعب المصري وأصبحت فكرة ضم لاعب مصري إلي صفوف أي فريق إنجليزي مرة أخري صعبة حتي تتحسن الصورة، لأن اللاعب يكون مرآة لزملائه وعندما يكون 5 لاعبين مصريين بنفس السلوك غير الاحترافي فإن باقي اللاعبين سيكونون بالمثل، أما الأمر الأصعب فهو احتفاظ الفرق المصرية باللاعبين المصريين وعدم موافقتها علي الاحتراف، والأمر الثالث عدم وجود طموح لدي اللاعب المصري للاحتراف لأنه ببساطة يحصل في مصر علي ما سيحصل عليه في أوروبا والأكثر من ذلك سيعرفه الناس في الشارع، وهو الأمر الذي أوضحه «هاني رمزي» أفضل محترف مصري في التاريخ عندما قال: «اللاعب المصري لما بيوصل أوروبا ومحدش يعرفه في الشارع بيتجنن عشان اتعود علي ده في مصر فبسرعة بيقرر يرجع عشان الناس تعرفه».