أكيد الجيل الجديد ميعرفش القرش صاغ .. والقرش صاغ ده .. البريزة اللي هى عشر قروش ، مش عشرة جنيه ، تعمل منه 10 .. كان زمان القرش صاغ تشتري به حاجات .. مثلا بتعريفة جبنة بيضا وبتعريفة عسل وطحينة .. او سندوتشين فول وطعمية .. او جرنال .. الأهرام والاخبار والجمهورية .. كانت النسخة منها بقرش صاغ .. تخيلوا .. الكلام ده مش من بعيد اوي ولا من ايام محمد على ولا الملك فاروق .. الكلام ده في الستينيات واوائل السبعينيات .. يعني ايام عبد الناصر والسادات. وكانت تذكرة الاتوبيس بقرش صاغ .. وانا كنت ساكن في شبرا وبروح جامعة القاهرة باتوبيس رقم 124 .. فعملوا اتوبيس سياحي رقمه 100 .. ايه مشكلة ام الاتوبيس ده ؟ .. ان تذكرته ب " شلن " .. يعني 5 قروش .. كان ميركبوش غير الناس الهاي والبنات المتبرفنة .. وكنا نحسدهم .. ولما نحب نوصف واحد زميلنا بأنه ابن ناس اوي نقول عليه ده بيركب اتوبيس 100 يابا .. وممكن جدا تكون من ضمن مزاياه لو بيتقدم لعروسة انه مبيركبش غير اتوبيس 100!!.
المهم كنا في كلية الإعلام بنطلع جرنال اسبوعي اسمه " صوت الجامعة " .. وكنا بنوزعه بنفسنا على الطلبة في الكليات .. وكان ليا زميل وحبيب اسمه سامي عبد الفتاح رئيس القسم الرياضي حاليا بجريدة المساء .. كان يطلع الاتوبيس وهو شايل يجي عشرين نسخة من صوت الجامعة وينادي عليها كأنه بيبيع امشاط وفلايات ويقول اقرا واتسلى ب صاغ المجلة .. وطبعا مكنش بيعرف يبيع ولا نسخة .. اذا كان الاهرام بقرش صاغ .. اشتري صوت الجامعة ليه بنفس السعر؟!
ايه مناسبة الكلام ده دلوقتي وايه اللي فكّرني به ؟ .. قبل ما انزل ع الجريدة شفت برنامج " صباح اون " وكانت اماني الخياط مستضيفة راجل صحفي محترم اسمه اسامة الدليل رئيس قسم الشؤون الدولية بمجلة الأهرام العربي .. اول مرة اشوفه على فكرة .. بس واضح جدا انه فاهم كويس اوي اوي اوي .. وعلّق الرجل على ما تعتبره جريدة " اليوم السابع " سبقا صحفيا .. وهى التسجيلات الصوتية لمبارك في قعدة دردشة مع مجموعة من الاطباء او الزواراو ايا كان اللي بيتكلموا معاه .. ويتساءل الرجل : ايه بقى الخطير جدا جدا في اللي بيقوله مبارك .. وايه الفايدة اللي حتعود عليا كقارىء مهموم بمليون مشكلة ان الاقي مبارك بيشتم وزير خارجية قطر ولا بيقول ع الاخوان ولاد كلب ولا السيسي طلع عقر .. المواطن يهمه ليه كيلوا الفاصوليا الخضرا ب 18 جنيه وامتى حترخص ، اكتر ما يهمه مبارك بيقول ايه على مين .. دي اسمها مراهقة صحفية .. إما ان رئيس التحرير مش فاهم صحافة ، وإما انه فاهم وبيستعبط وله غرض تاني ابعد بكتير من مجرد دردشة في قعدة خاصة مع مبارك .. وفي الحالة دي يبقى موجّه وقاصد وعارف هو بيعمل ايه بصرف النظر عن كلام واحد زيي مثلا .. او اى حد تاني شايف ان مبارك خلاص بقى خارج نطاق الاهتمام .. ولم يعد الآن محور حديث بين اى اتنين على قهوة .. الهموم والمشاكل اللي احنا فيها وبنعاني منها كل يوم اهم مليون مرة من كلام لا يودي ولا يجيب مع مبارك.
بالضبط زي ما جريدة الوطن عملت قبل كده ما اعتبرته سبقا صحفيا .. عشان محررها خطف له كلمة من مبارك وهو في القفص .. فقام عامل صفحتين " فبركة " مالهمش اى لازمة .. سوى اني اشغل الرأي العام عن قصد وسوء نية ، او عن هبل وقلة خبرة ومعرفة بكلام فارغ عشان اخده بعيد من الحدث الأهم الجدير بالالتفات اليه .. وعلى فكرة بقى – والكلام لأسامة الدليل ضيف اماني الخياط – تعالي نمسك مثلا جريدة زي الوطن .. مش حتلاقي بعشرة جنيه اعلانات في صفحات الجريدة كلها .. طيب ازاى .. النسخة الواحدة بتتكلف 7 جنيه .. انا ابيعها باتنين جنيه بس .. ومعنديش اعلانات تغطي الفرق ده وتخليني اكسب كمان .. ومع ذلك الجرنال بيطلع ومش همه الخسارة .. يبقى السؤال : طيب ايه مصلحتك في انك تخسر ؟ والاجابة : اكيد فيه مصلحة ما .. بس انا مش حاقول عليها .. وكل لبيب بالإشارة يفهم!
.. الراجل اللي اسمه اسامة الدليل بيتكلم كلام كبير وله معنى .. وبالمناسبة دي لازم اقول حاجة عشان نعرف الفرق بين جريدة وجريدة .. وانا في مصر وقع في ايدي حوار بين مبارك وضابط سجن طره .. دار بينهما عبر " السبيكر" يعني والتليفون مفتوح ، وسمعته حرفيا قريبة لي كانت تزور زوجها في السجن – وهو إخواني – .. وكتبته وارسلته لجريدة التحرير ، مش على اعتبار انه سبق صحفي ولا حاجة .. لكنه لمجرد انه حوار خاص جدا بين مبارك والضابط .. وكان نفسي طبعا انه يُنشر في الجريدة – واعتقد انه لحظتها كان عمل شغل جامد جدا في الفضائيات – لكنه لم يُنشر .. ولم اسأل حتى عن السبب ، غير أنني بحسي الصحفي عرفت انه غير مناسب في هذه اللحظة تحديدا .. " الحوار كان بعد إخلاء سبيل مبارك ونقله تحت الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي " .. ربما نشره بعد الإطاحة بمرسي يُفسر على محمل أخر .. ميت ربما وربما تجعل ابراهيم عيسى وابراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي يترفّعا عن نشره رغم انه ولا شك كان سيزيد من نسبة مبيعات الجريدة ويجعلها محور نقاش عدد غير قليل من الفضائيات.
لكن النظرة الشاملة والأمينة والواعية للأمور منعت نشر الموضوع .. ولم أحزن .. وبيني وبينكم لم أبذل فيه اى جهد يجعلني احزن على عدم نشره .. واحترمت وجهة نظر التحرير وتفهّمتها .. وترفّعت حتى عن نشره عبر صفحتي على الفيسبوك.
الحوار مع مبارك الآن حتى وان كان مرتبا له ومتفقا عليه لا يزيد عن مجرد حوار للتسلية .. تنشره مجلة يسرح بها بائع الجرايد في قطار الصعيد وهو بينادي .. بص شوف مبارك بيقول ايه .. او صاحبي زمان اللي كان بينادي على جريدة الجامعة .. ويقول : اقرا واتسلى ب صاغ المجلة !!