رغم فظاعة حادث مقتل الشاب المصري «محمد سليم محمد» في بلدة كترمايا بلبنان منذ أيام.. بعد أن ثار أهالي البلدة أثناء اصطحابه لتمثيل جريمة قتل جدان وحفيديهما وقاموا بخطفه وقتله وصلبه، فإن هذا المشهد رغم ما أثاره ليس جديداً علي الشارع المصري الذي يشهد بين الحين والآخر حوادث مماثلة. ما حدث في لبنان حدث ويحدث في مصر، الغضب قد سيطر علي أهالي منطقة كترمايا اللبنانية والاشتباه في قيام شاب مصري يدعي «محمد سليم مسلم» بقتل أسرة مكونة من جدين وحفيديهما لرفضهما تزويج نجلتهم له، وفور قيام الشرطة اللبنانية بالقبض عليه للتحقيق معه تم اصطحابه إلي موقع الجريمة لتمثيلها، إلا أن أهالي الضحايا قد استحوذ عليهم الغضب وقرروا أن يكونوا جلادين، حيث قاموا بخطفه من السيارة التي يستقلها وتوجيه الضربات والسحل له، مما أدي إلي حدوث إعياء شديد له وتم نقله للمستشفي لتلقي العلاج، إلا أن أهالي منطقة كترمايا تجمهروا وأصبحوا بالمئات واقتحموا المستشفي وأخذوا الشاب المصري لمواصلة تنفيذ حكم الإعدام في حقه قبل أن تنتهي التحقيقات معه، حيث قاموا بسحله وتعذيبه حتي لفظ أنفاسه الأخيرة ثم صلبه أعلي أعمدة الإنارة، وقامت الشرطة بتخليص جثته منهم ونقلها للمشرحة. وفي عام 2009 شهدت مصر العديد من ثورات المواطنين الذين قطعوا الطريق إما بسبب قيام سيارات مجهولة بدهس أحد أقاربهم أو بسبب غرق أحدهم في معدية أو قيام مدرس بضرب تلميذ حتي الموت أو لرفض قرار صادر عن المحافظة. ففي عزبة الهجانة قام مئات من المواطنين برشق قوات الأمن بالحجارة وإصابة ثلاثة ضباط و14 مجند أمن مركزي بسبب انتشار شائعة قيام قوات الشرطة بسحل أحد المواطنين بالمنطقة وقتله بسبب اعتراضه علي تنفيذ قرار إزالة لعقار يمتلكه، ورغم أنها كانت شائعة فإن فكرة الانتقام من الشرطة قد سيطرت علي الأهالي الذين هاجموا قوات الأمن المرافقة لمسئولي الحي، مما أدي إلي إصابة ضباط ومجندين وتحطيم السيارات التي تقلهم، بل زاد الأمر إلي اقتحام القسم وتحطيمه. وفي محافظة الغربية أصيب 15 تلميذاً وتلميذة في مدرسة عزبة توما التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية بإصابات وكدمات في اليدين والفخذين، بسبب تعدي مدرس بالضرب عليهم باستخدام «يد المقشة» لإحداثهم حالة من الهرج والمرج في الفصل، وما إن سمع أولياء أمور التلميذ بالواقعة حتي توجهوا إلي المدرسة وحاولوا الفتك بالمدرس رغم أن التحقيقات كانت مستمرة. وفي ديروط بمحافظة أسيوط استحوذت عملية الانتقام علي 6 متهمين من شاب مسيحي بعدما اكتشفوا قيامه بتصوير نجلتهم في أوضاع مخلة وتوزيعها علي الهواتف المحمولة، حيث قاموا بإحضار البنادق الآلية وذهبوا إلي منزل هذا الشاب الذي لم يجدوه فقاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية علي والده وأحد أقاربه، مما أدي إلي مصرع «هنري عطا الله» والد الشاب وآخر، وما إن سمع أهالي المجني عليهم بالحادث حتي قاموا بالتجمهر وتحطيم المحال الخاصة بالمسلمين في هذه المنطقة انتقاماً مما حدث. وفي مركز بنها بالقليوبية قطع أهالي قرية كفر الحصة طريق مصر إسكندرية الزراعي في الاتجاهين من وإلي القاهرة والإسكندرية لمدة 3 ساعات وقاموا بإشعال الكاوتش وإلقاء الحجارة في عرض الطريق.. اعتراضاً علي اصطدام سيارة ترحيلات بطالب جامعي أثناء عبوره الطريق، مما أدي إلي إصابته بعدة إصابات بالغة. وفي الإسماعيلية قطع عشرات المواطنين طريق البلاجات المطل علي بحيرة التمساح احتجاجاً علي تأخر وصول قوات الإنقاذ للبحث عن شاب غرق في البحيرة بعد اصطدام قارب كان يستقله مع زملائه بأحد اللنشات السياحية أدي إلي غرق القارب ومصرعه، وقد نجحت أجهزة الأمن في احتواء غضب الأهالي وإعادة حركة السير للطريق. وقام مئات من أهالي قرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بقطع طريق المنصورةالقاهرة لمدة 7 ساعات، إثر مقتل 3 من أبناء القرية في حادث تصادم علي الطريق، وأشعلوا الإطارات ومنعوا مرور السيارات، بل وصل الأمر إلي أنهم أوقفوا قطار الزقازيق عند مزلقان ميت غمر، مطالبين بإقامة مطبات صناعية علي الطريق واعتدي عدد منهم علي قوة شرطة ميت غمر وحطموا سيارة شرطة وألقوها في مياه الترعة.