تعاني الإهمال.. ويحلم أهلها بيوم من «أيام السادات» سور قصر السادات من الخارج لعلها ليست مبالغة إذا أكدنا أن الوصول لقرية ميت أبو الكوم التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية مسقط رأس الرئيس الراحل أنور السادات يعد ضربا من الحظ نهاراً وأقرب إلي المستحيل ليلا. ربما تتصادم هذه الحقيقة مع ما يعتقده الكثيرون أو الانطباعات العامة عن قرية الزعيم الراحل بأنها تتمتع بطرق واسعة ووسائل مواصلات تربطها مباشرة بالقاهرة أو حتي شبين الكوم عاصمة المحافظة، باعتبار القرية كانت في سبعينيات القرن الماضي أقرب إلي العاصمة، إذ كان السادات يستقبل فيها كبار المسئولين الغربيين ويعقد فيها الاجتماعات المهمة مع الوزراء والمسئولين. شهدت ميت أبو الكوم التي يصل تعدادها نحو 15 ألف نسمة ميلاد الرئيس أنور السادات في 25 ديسمبر 1918، وهي واحدة ضمن 43 قرية تابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، وظل السادات مرتبطا بالقرية حتي بعد توليه رئاسة الجمهورية، حتي إنه تبرع بالمكافأة المالية من جائزة نوبل وكذلك حصيلة بيع كتابه الشهير «البحث عن الذات» لصالح تطوير مسقط رأسه، وبدأ بعد ذلك في إعادة بناء ميت أبو الكوم وأدخل بها المباني الخرسانية والطوب الحجري في وقت كانت فيه البيوت الطينية هي السائدة في كل قري مصر، وكذلك بدأ مشروع الطاقة الشمسية بكل منزل، لكن كل هذا أصبح من الماضي وعادت القرية تعاني نقصا في كل شيء شأنها في ذلك شأن آلاف القري الموجودة في بر مصر. كانت ميت أبو الكوم شاهدة علي عدد من الشخصيات التي غيرت مجري التاريخ، حيث زارها الرئيس جمال عبدالناصر وعدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية كما شهدت اجتماعات مهمة وقرارات مصيرية غيرت مسار الصراع العربي الإسرائيلي مثل قرار طرد الخبراء السوفيت "15000 خبير" خلال شهر يوليو 1972. ومن أشكال معاناة الأهالي بقرية ميت أبو الكوم تعرض الكثير من شباب القرية لعمليات النصب تحت ستار السفر إلي الخارج وبخاصة دول الاتحاد الأوروبي والتي لم تتوقف بسبب الرغبة الملحة من الشباب في تحسين مستواهم المعيشي في محافظة طاردة للعمالة. ولعل ما يثير الحزن لدي أهالي القرية التي تضم قصر الرئيس السادات ومنزله القديم وكذلك متحفه الذي يحتوي علي مقتنياته أن القرية ينقصها الكثير من الخدمات مثل الصرف الصحي الذي توقف عند المرحلة الأولي وكذلك الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي يصيب القرية بالشلل التام.