يمتلك أحمد عيد موهبة تمكنه من تقديم أدوار متنوعة ومختلفة في الوقت نفسه، كما يمتلك حساً كوميدياً يعرف كيف يوظفه في أعمال سينمائية.. يحمل كل منها طابعاً خاصاً وبصمة تليق بفنان لديه مفاهيم فنية مغايرة لتلك المسيطرة علي معظم أبناء جيله.. يظهر ذلك في اختياراته المختلفة، والتي قد لا تحقق نجاحا جماهيريا، لكنها تحقق له الوجود الفني بالشكل الذي يرضيه.. حرص عيد علي الوجود الفني يظهر هذا العام بتغلبه علي الأزمة السينمائية التي يعاني منها معظم النجوم الشباب من خلال وجود درامي لأول مرة كبطل تليفزيوني مطلق من خلال مسلسل لن يفتقد تلك اللمحة السياسية الموجودة في معظم أفلامه.. التقينا أحمد عيد لنتحدث معه عن مسلسله الجديد «أحلام سكر».. وعن السياسة التي لا تخلو منها أعماله الكوميدية. لماذا اخترت «أحلام سكر» تحديدا لتدخل به أولي تجاربك التليفزيونية؟ - لم أختر «أحلام سكر»، بل عقدت جلسات عمل مع المؤلف مجدي الكدش، واخترنا الفكرة التي أرغب في تقديمها، وركزت خلالها علي تقديم دور الشاب الريفي الذي يصطدم بالواقع في القاهرة، وهي تيمة لم يتم تقديمها في الدراما التليفزيونية منذ فتره طويلة.. أنا فاكر إن آخر واحد عمل التيمة دي كان محمود عبدالعزيز في «البشاير»، ومحمد صبحي في «سنبل»، بالإضافة إلي أنني ريفي أساسا «من المنصورة»، ولحد دلوقتي لسة ما عملتش دور واحد ريفي في السينما، فقلت أجرّب في التليفزيون. هل وافقت علي تقديم مسلسل تليفزيوني هذا العام بسبب ابتعادك عن السينما أم أنك ابتعدت عنها لانشغالك بتقديم المسلسل؟ - الاثنان، فلا يمكننا إنكار أن السينما تعاني من أزمة إنتاج تظهر آثارها في السنوات القليلة المقبلة، لكنني في الوقت نفسه ابتعدت عن السينما هذا العام، لأنني كنت أجهز لمسلسل «أحلام سكر»، فقد عرضت علي عدة سيناريوهات سينمائية، لكنني رفضت أن أدخل سينما وتليفزيون مع بعض، لأنني ماكنتش هاعرف أوفق بينهما. هل تلقيت عروضا لتقديم مسلسلات سيت كوم؟ - تلقيت عرضا بتقديم مسلسل سيت كوم، لكنني رفضت، لأني لا أفضل الكوميديا التي تعتمد علي الإفيه، فأنا أعشق الكوميديا التي يفجرها الموقف، بالإضافة إلي أن السيت كوم أساساً صعب، وليس سهلا كما يتخيل صُنّاعه في مصر، لأن المشاهد قاعد، ومش منتظر أي حاجة في الدنيا غير أنه يضحك، إنما في المسلسل يمكن تقديم الضحك في إطار درامي أو اجتماعي. لماذا لم تفكر في رفع أجرك عن مسلسل «أحلام سكر» كما فعل عدد كبير من الفنانين هذا العام؟ - أنا أجري يعتبر تحت المتوسط في عرف الفنانين والنجوم، مش عارف ليه؟!.. أنا بتكلم مع الإنتاج بقولهم:ا هتدوني كام»؟ بيقولوا لي: «كذا»، بوافق.. أصل طالما هما شايفين كده خلاص، وبعدين مش أحسن من مفيش خالص؟! لكن الصراحة أنا باسمع أرقام أجور تستفزني، وأري أن المستفيد الوحيد منها هو يوسف بطرس غالي وزير المالية، لأن كله في النهاية يصب في مصلحة الضرائب. توقع البعض أن يكون لك موقف واضح من انتخابات الرئاسة المقبلة لكن هذا لم يحدث حتي الآن؟ - ليه؟ ده علي أساس إني أحمد عيد ولا أحمد عرابي؟ علي اعتبار مواقفك السياسية الواضحة طوال الوقت التي تظهر في حياتك الخاصة أو من خلال أفلامك السينمائية؟ - للأسف حتي الآن لم أستطع تكوين رؤية واضحة لما يحدث علي الساحة السياسية، فأنا مع التغيير ومع وجود ديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة سواء بقي من البرادعي أو من جمال مبارك، المهم أن يحدث التغيير انشالله ييجي من قلب الحزب الوطني، لكن للأسف ما يحدث حاليا غير واضح علي الإطلاق، فالمرشحون المعارضون أنفسهم مختلفون.. أيمن نور وحمدين صباحي بيتعازموا علي بعض.. طب انتخب مين أنا؟ بالإضافة إلي أن مرشحي الرئاسة من المعارضة، ولا واحد فيهم نجم ممكن يشيل أفيش بلغة السينما، فأبرزهم البرادعي ورغم ذلك ليس له برنامج انتخابي حتي الآن.. كل اللي أنا أعرفه إن الناس عندها مشاكل ومش راضية عن أداء الحكومة ومحتاجة التغيير.