عصام الحضري خائن، وإبراهيم حسن مجرم حرب، وحسام حسن قاتل بلا أجر.. هكذا يصبح أي لاعب يفكر في ترك جنة الأهلي والذهاب إلي جحيم الزمالك والأندية الأخري حتي أن محمد بركات حصل علي لقب عميل مزدوج وأصبح لاعباً عادياً وتافهاً لمجرد أنه تأخر في توقيع التجديد للأهلي وظن البعض أنه في طريقه إلي الزمالك ولو أن محمد أبوتريكة فكر في ترك الأهلي لتحول من القديس إلي الخبيث! ليس غريباً أن تسب جماهير الأهلي حسام وأخاه وأن تعلن الحرب عليهما (لأنهما كشفا أسطورة الأهلي الذي لا يقهر)، فقد ذهبت هذه الجماهير من قبل إلي استاد القاهرة لتهتف ضد منتخب مصروتسب حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب وعصام الحضري حارس مصر الأول في مباراة مصر والأرجنتين، بل إنها صفقت لكل هدف دخل مصر وحزنت مع كل كرة استطاع الحضري التصدي لها لأنها تري أن الأهلي فوق الجميع ولوتعارضت مصلحة مصر مع الأهلي فلتذهب مصر وليبقي الأهلي. هذه هي الحقيقة التي يعترف بها بعض الأهلاوية ويحاول إنكارها البعض الآخر وهي أن جماهير النادي الأهلي التي تمتد من المحيط إلي الخليج يرون أنهم فوق الجميع رغم أن هذا الشعار الذي أطلقه لأول مرة مختار التتش كان يقصد به أن مصلحة النادي فوق كل شيء وأن الأهلي فوق لاعبيه وأعضائه، ثم جاء بعده صالح سليم ليطلق الشعار نفسه في أثناء حملته الانتخابية كشعار لقائمته ليدلل علي أن الأهلي يعلو ويسمو فوق كل الشبهات وأن مصلحة الأهلي أهم من فوز مرشح علي حساب آخر، لينجح صالح وقائمته في الانتخابات ليظل هذا الشعار مقترناً باسمه. لكن مع مرور الوقت تطور هذا الشعار بشكل مذهل، فجماهير الأهلي أصبحت تستخدمه كنوع من الاستعلاء علي الفرق المنافسة في مصر ثم أصبحت تطلقه في وجه أي شخص وفي أي مناسبة ليشبه شعار «ألمانيا فوق الجميع» هذا الشعار السياسي الذي ابتكره «جوبلز» وزير إعلام الزعيم النازي هتلر وكان يقصد أنها فوق كل الشعوب باعتبارهم أفضل أجناس الأرض، وهو ما تحقق في مصر مع شعار الأهلي فوق الجميع لأنه لا يجد من ينافسه في القوة والشعبية والتأثير داخل الرياضة أوخارجها سوي الزمالك ولكن من بعيد إلي أن جاء العميد حسام حسن فلم يعد لهذاالشعار معني، بعد أن تفوق بلاعبين صغار (وبعضهم أنصاف لاعبين) علي أكبر وأهم نجوم في مصر والوطن العربي، ليثور الأهلاوية ضده لأنهم لم يتعودوا أن ينجح أحد خارج قواعدهم. من حق جماهير الأهلي أن تكره من تشاء وأن تحب من تشاء، لكن ليس من حقها أن تسب كل من لا يدين بالولاء لها وأن تري أنه عميل ويجب إهدار دمه وإقامة الحد عليه، لدرجة جعلت الشيخ خالد الجندي يتوسط في أزمة عصام الحضري ويؤكد أنه ليس مرتداً لكنه أخطأ فقط، وفي الوقت نفسه اعتبرت جماهيره وإدارته أن الحضري انتهي وهو نفس ما فعلته مع حسام وإبراهيم حسن وقبلهما جمال عبدالحميد وكل هؤلاء لم تكن هناك أي مشكلة تجاههم سوي أنهم أثبتوا أنهم يستطيعون النجاح بالأهلي أوبدونه لكن أغلب جماهير الأهلي تعتبر أن الخارج منها مفقود والداخل مولود. جمهور الأهلي كان يقاطع منتخب مصر عندما كان أغلب اللاعبين فيه من الزمالك والإسماعيلي وكانوا يطلقون عليه «منتخب ولاد العم» ولا يتصور أغلب الأهلاوية حتي الآن أن حسن شحاتة مدرب عبقري وأنه كان السبب الأول بعد توفيق ربنا في حصول مصر علي كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية لكنهم مازالوا يؤكدون أن لاعبي الأهلي هم أصحاب هذه الإنجازات ولولاهم ما تحقق شيء وهذا كلام فارغ بدليل أن غياب أبوتريكة أهم لاعب في مصر لم يؤثر في منتخب مصر، لكنه أثر في الأهلي فقط وأن بركات المنقذ لم يفعل شيئاً للمنتخب في حين أن جدو لاعب الاتحاد السكندري أصبح هداف كأس الأمم الأفريقية في وجود عماد متعب (ربما لعدم وجود الصفتي معه). رحم الله الزعيم الوطني سعد زغلول صاحب شعار «الحق فوق القوة.. والأمة فوق الحكومة» فلم يخطر بباله أن «الأهلي فوق الجميع»!.