شاهدت فيلم (الحرب العالمية زد)، World War Z،و لا أعرف المقصود بحرف ( زد) بوصف هذه الحرب؛ هل على أنها الحرب الأخيرة، أم أن زد هنا هي الحرف الأول من كلمة Zombie، وهم أقوام متخيلون، مشوهون يأكلون لحم الإنسان ؟
تخيل مؤلف قصة الفيلم أن نهاية العالم ستكون على أيدي كائنات مشوهة (الزومبي)، وهي كائنات بشرية أصيبت بفيروس يتسبب في تشوه خلقتهم وتعطشهم لسفك الدماء، ويدمرون الحياة الإنسانية بمجرد أن يعقر أحدهم إنسانا عاديا، يصبح (زومبي) مشوها خلال ثوان معدودة، وانتشر هذا الوباء في جميع دول العالم شرقها و غربها، ووصل إلى أمريكا، وتسبب في حدوث فوضى عارمة وسيل من الدماء في الشوارع، وقتل وسرقة ونهب للأسواق والمتاجر، وطبعا تصدّر الأمريكي الذي لا يهزم لمحاربة هذا الوباء فيطير إلى عدة دول في العالم، ويكتشف في إسرائيل علاجا ناجعا للأصحاء، عبارة عن مصل إن حُقن به الأصحاء؛ لا يراهم أنصاف الموتى (الزومبي)، وكان هذا هو الحل الذي تبناه الفيلم، أن يتعايش الشعب الأمريكي مع هذه المخلوقات الشائهة دون أن تراهم. وانتصر الأمريكي في النهاية على الوباء العالمي...
فمن يا ترى – في خيال كاتب القصة - هؤلاء (الزومبي) أو البشر المشوهين أو أنصاف الموتى؟ تستطيع حين تشاهد الفيلم أن تخرج ببعض الملاحظات التي قد تفيد في معرفة المقصد الحقيقي، والمغزى الواقعي من هذا الفيلم الخرافي:
أولا: حين تساءل البطل عن أحوال الدول الأخرى، ومدى إصابة أهلها بالوباء، قيل له أن إسرائيل – كالمعتاد- هي أول من عرف به، وبالتالي كانت أول من تصرف، فبنت جدارا خرسانيا عاليا عازلا بينها وبين ما يحيط بها من هذه المخلوقات المشوهة.
ثانيا: ذهب البطل الأمريكي إلى إسرائيل، وهناك رافقته إحدى ضابطات الجيش الإسرائيلي، وأثناء فرارهما من هجوم الزومبي عَقَر يدها أحدهم، فما كان من الأمريكي إلا أن تصرف بسرعة بقطع يدها المعقورة، لئلا تصاب هي بالفيروس فتصبح منهم، وأنقذها.
ثالثا: عندما ركبا الطائرة المدنية الناجية بأعجوبة من هجوم الزومبي، فوجئ الأمريكي بوجود أحدهم على متن الطائرة، وبدأ يعقر ركاب الطائرة، فلم يجد حلا سوى تفجير الطائرة ليحترق كل من فيها ويتطايرون في الفضاء، وينجو هو ورفيقته الإسرائيلية.
رابعا: تفاهم الأمريكي المعجزة مع طاقم العاملين في مقر منظمة الصحة العالمية حيث سقطت الطائرة، ليدلوه على مجموعة من الأمصال، التي إن حقن الإنسان بها أصبح غير مرئي لأعين هذه المخلوقات المشوهة، فحقن نفسه بالمصل واستطاع الوصول به إلى سفينة الجيش الأمريكي في المحيط الأطلنطي ..
بعد هذه الملاحظات على الفيلم، ألا يرد في خاطرك عزيزي المشاهد أن الزومبي في الفيلم، مقصود بهم المسلمين في العالم؟ إسرائيل بنت جدارها العازل الرهيب بطول 670 كيلومتر في الضفة الغربية لمنع دخول سكان الضفة الفلسطينين إلى إسرائيل، وحين أصابت إسرائيل عقرة من الزومبي (الفلسطينين) في يدها، فالحل الأمريكي هو بتر هذه اليد.. إليك عزيزي القارئ هذه الإحصائية..
عام 1900 كانت نسبة المسلمين في العالم12 ٪، أما المسيحية فقد كانت 27 ٪ عام 1980 نسبة المسلمين في العالم 17 ٪، والمسيحية 30 ٪ عام 2000 بلغت نسبة المسلمين 19 ٪، والمسيحية 29 ٪ أما في عام 2025 فسوف تبلغ نسبة المسلمين في العالم 30 ٪، والمسيحية 25 ٪..
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: (سيبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار)، أي إن كل بقعة من الأرض يصلها الليل والنهار سوف يصلها الإسلام، وهذا ما حدث فعلا، لأن جميع دول العالم اليوم فيها مسلمون، الإسلام الذي بدأ بفرد واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا، سيكون في بضع سنين هو الدين الأول من حيث عدد معتنقيه في العالم.
هذه الحقيقة أقضت مضاجع الأمريكيين والإسرائيلين، فأنتجوا هذا الفيلم الردئ الذي يصور أن الإسلام وباء عالمي، يشوه خلقة الناس ويصبحون به متعطشين للدماء، يخرّبون به ما بنته الحضارة الأمريكية المزعومة، وهذا الفيلم إنما يمثل قطرة في بحر حقد هوليوود على الإسلام والمسلمين، ولن يفيد مكرهم شيئا مع مكر الله، والله متّمٌ نوره ولو كره المشركون، ولو كره الأمريكان، والله من وراء القصد..