خبير بريطاني: من المستبعد اتجاه الرماد البركاني نحو الشرق الأوسط البركان وغباره يهددان العالم كله بالشلل تزايدت الأحد حالة الشلل الجوي في أوروبا لتدخل يومها الرابع بعدما مددت الكثير من الدول اغلاق مجالاتها الجوية بسبب سحابة الرماد البركاني الهائلة التي أطلقها بركان ايسلندا، والتي منعت العديد من الرؤساء من المشاركة في جنازة الرئيس البولندي التي أقيمت في كراكوفا. وفي مصر أعلن عن تعطل حركة السفر بين مطار شرم الشيخ ومعظم مطارات أوروبا خاصة إيطاليا وإنجلترا والدنمارك ؛ وذلك بسبب سحابة الغبار البركاني القادمة من ايسلندا...ومن المتوقع أن يستمر توقف الحركة لمدة يومين قادمين ، فيما قال مصدر بالمطار إن الحركة مستمرة مع الدول العربية وروسيا وجنوب إيطاليا. وأعادت ايرلندا وبريطانيا، اولى الدول التي وصلت اليها سحب الرماد البركاني، اغلاق مجاليهما الجويين، كذلك اغلقت المطارات الباريسية الثلاثة ومطارات شمال فرنسا والمجال الجوي لشمال ايطاليا. وغادر عدة مشاركين في الاجتماع غير الرسمي لوزراء المالية في الاتحاد الاوروبي في مدريد بشكل عاجل خشية وصول السحابة الى اسبانيا، ما قد يمنعهم من المغادرة. واغلقت اسبانيا 7 مطارات في شمال البلاد لفترة قصيرة. واضطرت السويد والنرويج اللتان اعادتا فتح مجاليهما الجويين الجمعة، الى اعادة اغلاقهما السبت بالكامل. اما الدنمارك وهولندا فمددتا اغلاق مجاليهما الجويين حتى صباح الأحد في حين اغلقت المجالات الجوية في كل من النمسا والمانيا وبلجيكا وفنلندا. وأشار معهد الأرصاد الجوية الآيسلندي الى ان الرياح ستواصل دفع السحابة البركانية الى اوروبا طوال الايام الاربعة او الخمسة المقبلة على الاقل، فيما قدرت عدد الرحلات التي تم الغاؤها يوم السبت فقط بأكثر من 5000 رحلة. وأدى اغلاق المطارات الأوروبية أدى إلى احتجاز مئات الآلاف من المسافرين من أو إلى الدول الأوروبية، بينما لجأ بعضهم إلى ارسال استغاثات إلى سفارات دولهم عبر موقعي "تويتر" و"فيس بوك" لمساعدتهم في العودة إلى منازلهم. وثار البركان تحت الكتلة الجليدية يوجافجالاجوكول في جنوب ايسلندا، ومن غير المرجح ان تهدأ ثورته في القريب العاجل، لا بل ان خبراء حذروا من ان ثورة البركان قد تستمر لاسابيع. من جهته، قال العالم الجيوفيزيائي سيجرون هرينسدوتير من جامعة ايسلندا "ان قوة ثوران البركان تتراجع حاليا ونتوقع حصول تغيير سريع" في قوة ثورانه، محذرا في الوقت نفسه من احتمال حصول انفجارات داخل البركان. كما اغلقت المجالات الجوية لكل من صربيا والجبل الاسود وجزء من البوسنة والهرسك حتى اشعار آخر. بدورها حدت سلوفينيا واوكرانيا وبيلاروسيا حركة الملاحة في مجالاتها الجوية. كما علقت الملاحة الجوية في دول البلطيق. اما في ما يخص شركات الطيران فقد الغت لوفتهانزا جميع رحلاتها حول العالم حتى في حين علقت رايانإير رحلاتها في شمال اوروبا ودول البلطيق، بينما الغت براسلز ايرلاينز البلجيكية كل رحلاتها ، اما بريتش ايرويز فالغت كل رحلاتها في مطاري هيثر وجاتويك اللندنيين ليومي السبت والاحد. ووسط هذه الفوضى العارمة، يحاول ملايين المسافرين عبر العالم العالقين ايجاد وسائل نقل بديلة للوصول الى وجهاتهم. وقالت شركة السكك الحديد يوروستار، التي سيرت قطارات اضافية منذ الخميس، انها سيرت الجمعة 58 خطا بين لندن ودول أوروبا وجميع الرحلات كانت محجوزة بالكامل. كما تدفق الركاب على الرحلات البحرية، حيث تلقت شركة "بي اند او" 40 الف اتصال الجمعة ونقلت 6000 راكب مقابل 100 الى 200 في يوم جمعة معتاد في أبريل. وحتى سيارات الاجرة شهدت الاقبال نفسه. وتلقت شركة "اديسون لي" طلبات لتسيير رحلات من بريطانيا الى باريس وميلانو وامستردام وزوريخ. ودفع رجال اعمال 800 يورو لرحلة بين بلفاست ولندن. ويمكن للرماد البركاني ان يحد من الرؤية وان يضر بمحركات الطائرات حتى وان كانت تحلق على ارتفاعات عالية جدا. من ناحية أخرى، استبعد البروفيسور برايان جولدنج الخبير بهيئة الأرصاد الجوية البريطانية اتجاه سحابة الرماد البركانية القادمة من أيسلندا نحو منطقة الشرق الأوسط وقال إن اتجاهها المرجح هو صوب شرق أوربا وروسيا. وأضاف في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بلندن أنه لا توجد دلائل على حدوث تحسن ملموس في هذا الوضع في بريطانيا وأوربا الغربية مشيرا إلى أنه تتم مراقبة الوضع عن كثب حاليا أملا في ظهور أية احتمالات تسمح بتحليق الطائرات مجددا. وأوضح جولدنج الذي يترأس بحوث التوقعات بهيئة الأرصاد الجوية البريطانية والأستاذ الزائر بجامعة بريستول أن تظل السحابة البركانية قائمة في بريطانية على مدى عدة أيام مشيرا إلى الحاجة إلى تغير في اتجاه الريح يستمر بضعة أيام لكنه ليست هناك دلائل على حدوث ذلك في المستقبل القريب. وأشار إلى أنه رغم أن الهيئة البريطانية عادة ما تعمل أربعا وعشرين ساعة على مدار سبعة أيام في الأسبوع لكنها وبسبب هذه الحالة الاستثنائية زادت من طاقم العمل بها ومن تتعاون معهم من العلماء وأدوات الرصد والتوقع إضافة إلى وجود طائرة إضافية للاستطلاع الجوي. ولفت إلى أن النصيحة الرئيسية للمواطنين هو مراجعة شركات الطيران قبل التوجه إلى المطارات لتأكيد رحلاتهم. وقال إن المجال الجوي البريطاني يعد على درجة كبيرة من الأهمية لاسيما في الخطوط العابرة للأطلسي ما بين بريطانيا والولايات المتحدة وأنها تتفوق في هذه الخطوط عن أية دولة أوربية أخرى ومع ذلك فإن المشكلة تؤثر كثيرا أيضا على سائر الدول الأوربية. وبين أن تأثير السحابة البركانية بهذه الصورة تعد الأولى من نوعها في أوربا لكن بعض المناطق في العالم تتوقع براكين في كل عام وتقوم بعمليات إغلاق محدودة لمجالاتها الجوية كل مرة يندلع فيها بركان لكن المختلف بالنسبة لبريطانيا هو وجود عدد كبير من المطارات الضخمة والدولية فيها وكلها أغلقت سويا. وأشار إلى أن السحابة بدأت ما بين الخميس والجمعة الماضيين في اتجاه جنوبي غربي من أيسلندا نحو شمال بريطانيا ثم انتشرت جنوبا عند بحر الشمال ثم شرقا إلى أوربا ثم غربا إلى انجلترا وما يزال رمادها محلقا فوق مناطق في جنوبيانجلترا ومن الممكن مشاهدة الرماد عبر الأقمار الصناعية. وقال إنه من الصعب مقارنة هذه الحالة من إغلاقات المطارات بالإغلاقات التي حدثت مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وكانت بسبب تلك العمليات الإرهابية فالظروف ما بين الحالين مختلفة لكن تبقى حالة الفوضى متشابهة والخسائر أيضا.