صاحية الصبح بدرى و بشرب الشاى امام البلكونة وقاعدة باحلم اننا يوما ما قرب او بعد سنسقط الاخوان و نتخلص من حكمهم الفاشل ..........ثم افقت من تلك الاحلام الجميلة على فكرة مفزعة عبرت بذهنى ...اننا بعدما نتكبد مشقة شديدة ونبذل الدماء وننجح فى التخلص منهم ... نفاجأ بمن ينتخب السلفيين!! تحت الشعار المصرى الخالد «اعطوهم فرصة»... «اعطوهم فرصة» هذا الشعار المصرى الذى ارى اننا يجب ان نسجله كبراءة اختراع خاصة بشعبنا العزيز. يجب ان نحفره على جدران معابدنا حتى لا يمحوه التاريخ .
وبما اننا الان لا نشيد معابد عظيمة او اهرامات اوحتى مسلات لنحفره على جدرانها . فلنسطره على المعالم المصرية المتميزة التى نخلد فيها الآن اقوالنا المأثورة . مثل ابواب حمامات المدارس.. او نحفره بآلة حادة على جلد كراسي المواصلات العامة .و طبعا لا ننسي الصرح العظيم الذى نخلد فيه اقوالنا المتميزة, تحت الكبارى حيث تمتزج شعاراتنا الخالدة بالروائح المدهشة لتخلق لوحة سريالية تمتع عين و انف المارة .
اكملت شرب الشاى, و تخيلت بعد سنين عديدة و احفاد احفادنا يجلسون فى قاعة احدى المدارس بالصف الاول الاعدادى. وفى حصة التاريخ تحكى لهم المعلمة عن اجدادهم الذين بلغت بهم الحماقة ان يسلموا الحكم لفصيل سياسي ثبت فشله و ديكتاتوريته فى كل الدول التى حكمها .
ورغم علمهم بتاريخه الاسود فى الاغتيالات و الصفقات و الخيانات. ورغم تأكدهم انه فصيل لا يؤمن بالديمقراطية بل يستخدمها كوسيلة لتحقيق مآربه. ورغم يقينهم «ايضا» انه لن يترك الحكم سوى بالدم. لكن نعمل ايه ؟. انه الشعارالمصرى الخالد «اعطوهم فرصة».
تخيلت وقتها ان ينفجر التلاميذ فى الضحك و يبدأ الاولاد فى اطلاق النكات علينا .و البنات تتبادل معهم السخرية و القفشات على الاجداد . وتخلق قصص من حب المراهقة تدور حول سذاجة الاجداد .
لم اتعجب ابدا عندما ذهب السلفيين الى سعد الدين ابراهيم , وطلبوا منه ان يقدمهم الى امريكا , كبديل للاخوان فى حكمنا. بصراحة احنا سذاجتنا مغرية. ما المشكلة فى شوية الافكار و التصرفات الهزلية التى اظهروها فى البرلمان ؟؟ او الفاشية التكفيرية الدموية الممزوجة بالفشل الرهيب التى اظهروها فى الدول التى حكموها ؟؟ . ما شعبنا خلاص , يصر ان لا يتعظ او يتعلم من تجارب الآخرين .
ادهشنا العالم باننا بعد ثورة عظيمة على حكم سيء..استبدلناه بحكم اسوأ كثيرا !!. ما المشكلة ان ندهشه مرة اخرى ,بان نستبدل الحكم الاخير بحكم اكثر ظلاما ؟؟مهمتنا ان لا نكف عن ادهاش العالم باختياراتنا العجيبة تحت الشعارالمصرى «اعطوهم فرصة»
طبعا من لا ينظر حوله و يتعلم من تجارب الآخرين يستحق ان يهوى فى الحفرة . و للاسف ربما كثيرا مما نمر به نستحقه. لان بعضنا لم يقرأ التاريخ , بل حتى لم يكلف خاطره بالنظر لتجارب الحكم الدينى المعاصرة حوله فى الصومال و باكستان و ايران و السودان . لكن تعامل مع شؤون بلده باستهانة ,تحت الشعار المصرى "اعطوهم فرصة" و لماذا لا نجرب؟ كأن سيادته بيجرب مطعم جديد ,لو لم يعجبه ينصرف عنه . و ليس فاشية ديكتاتورية تجثم على صدورنا سنوات و سنوات ..لا يعلم سوى الله مقدارها .و لا ترحل سوى بالدم .
حتى البسطاء فى القرى لا اعفيهم من المسؤولية . فالعائلات هناك تبيع حليها و تستدين ,حتى ترسل شبابها فى مراكب و رحلات خطرة الى دول اوروبا. التمتع بنعيم تلك الدول هوأمل معظم شباب تلك القرى .و لم يتوقفوا لحظة ليسألوا انفسهم «لماذا لا اختارلبلدى, هذه الديمقراطية و الرقى والتقدم و احترام حقوق الانسان الذى تنعم به هذه الدول ذات الحكم المدنى؟؟ و التى ابيع كل ما املك لاعيش فى جنتها»
نعم فلنخلد هذا الشعار المصرى الاصيل «اعطوهم فرصة» حتى نكون عبرة لمن لا يعتبر.و حتى تتعظ الاجيال القادمة من سذاجتنا .
آآآآآآآآآآآآآآآه يا شعبى العزيز ........ ارجوك كف عن ادهاشي .... ارجو ان لا تفكر بعد اسقاط الاخوان (اذا رحلوا اساسا) ....ان تنخدع بشعارات حلفائهم و شركائهم فى نفس الفصيل السياسي و تقول......"اعطوهم فرصة"...
الشعوب تستحق حكامها ...و انت تدفع ثمن اختيارك يا شعبى العزيز..