نقيب المحامين يشارك الطائفة الإنجيلية الاحتفال بعيد القيامة    أسقف نجع حمادي يترأس قداس عيد القيامة بكنيسة ماريوحنا    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    81 مليار جنيه زيادة في مخصصات الأجور بالموازنة الجديدة 2024-2025    اتحاد الغرف التجارية يكشف مفاجأة بشأن انخفاض أسعار الأسماك (فيديو)    نائب رئيس هيئة المجتمعات يتفقد أحياء الشروق ومنطقة الرابية    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    رئيس النواب الأمريكي يقترح سحب تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين بالتظاهرات    حريات الصحفيين تثمّن تكريم «اليونسكو» للإعلاميين الفلسطينيين وتدين جرائم الاحتلال    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    سوبر هاتريك ل هالاند، مانشستر سيتي يكتسح وولفرهامبتون بخماسية في الدوري الإنجليزي    «ريناد ورهف» ابنتا المنوفية تحققان نجاحات في الجمباز.. صداقة وبطولات (فيديو)    التصريح بدفن جثة سيدة التف حولها سير ماكينة حصاد القمح بالغربية    مصرع شاب صعقاً بالكهرباء في كفر بركات بالعياط    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    تامر حسني يعلن إنضمام "ميكا" لفريق فيلمه الجديد ري ستارت    الكاتبة الصحفية علا الشافعي: نجيب محفوظ فتح لي مكتبه في بداية حياتي المهنية    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    مستشار الرئيس عن مضاعفات استرازينيكا: الوضع في مصر مستقر    4 نصائح لشراء الفسيخ والرنجة الصالحة «لونها يميل للذهبي» ..قبل عيد شم النسيم    «صحة الفيوم»: قافلة طبية مجانية لمدة يومين بمركز طامية.. صرف الأدوية مجانا    خبير تغذية: السلطة بالثوم تقي من الجلطات والالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    أمريكا والسفاح !    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    ما حكم تلوين البيض في عيد شم النسيم؟.. "الإفتاء" تُجيب    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    التموين: توريد 1.5 مليون طن قمح محلي حتى الآن بنسبة 40% من المستهدف    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح عيد يكتب: قصتي مع الإخوان «الحلقة التاسعة».. «الوسط» لا يوجد به مفكرون على الإطلاق
نشر في الدستور الأصلي يوم 15 - 05 - 2013

أبو الفتوح قال لى العوا: إنتو بتوع العلوم السياسية بتقولوا حاجات مش فاهمينها.. فقلت له: على فكرة أنا مدرس رياضة.. فرد باستهزاء: «طيب خليك فى 1 + 1 = 2».. وتعجبت لماذا يصفونه بالوسَطى؟!

العوا يدعو لدولة دينية تستهدف تجريم الغيبة والنميمة وهكذا يمكن أن نجد شخص مسجونًا بتهمة «عدم غضًا البصر»

لم تشغلنى كثيرا مظاهرات تونس عندما اشتعلت، مين دول اللى بيتظاهروا وعندهم نظام قمعى كبير وبعدين مشكلاتهم ليست متفاقمة كمشكلاتنا، فهم أفضل اقتصاديا منا بكثير، وهم عددهم قليل، والفرص متاحة أمامهم للسفر إلى فرنسا وكذلك ليبيا، وبعدين نحن نتظاهر قبلهم بسنين عديدة، ورفعنا سقف المعارضة والنقد، وتحركنا فى الشارع بقوة بداية من 2004 وهتفنا «لا للتمديد» و«لا للتوريث»، وهتفنا أيضا «يسقط يسقط حسنى مبارك» وهم أمامهم باع ليصلوا إلى ما وصلنا إليه، وبعدين إيه دول بتوع المظاهرات المسائية الجبناء، إحنا كنا بنتظاهر فى عز الضهر، وإسماعيل الشاعر يشاهدنا ومعه رجال أمن الدولة ورجال المباحث.

بعد أن استقلت من الجماعة بشكل رسمى اتصلت بالمهندس أبو العلا ماضى وأعربت عن رغبتى بالانضمام إليهم وقابلنى ورحب بى، لأنه كان وما زال لدىّ فكرة الإسلام الوسطى الذى لم أجده أو تحفظت على الممارسات فى جماعة الإخوان المسلمين واعترضت على فكرة السمع والطاعة والتنظيم والبيعة، وقررت الذهاب إلى ممارسة أخرى بلا سمع ولا طاعة، ولكنى كنت متحفزا، وسأرفض أى صورة من صور فرض الرأى، وكان هذا فى أول عام 2000 وكانت تجربة التقدم بالحزب فى 98 باءت بالفشل أو أن هناك قضية ما زالت فى القضاء، لا أتذكر بالضبط وتعرفت على شخصيات محترمة مثل الدكتور محمد عبد اللطيف والمهندس محمد السمان والدكتور صلاح عبد الكريم والأستاذ محمود الشربينى والدكتور عبد الجليل مصطفى كان وقتها ب«الوسط»، وكذلك رفيق حبيب المفكر القبطى، وإن كان الأربعة الأخارى خارج الحزب الآن فكان أشبه بمنتدى ثقافى، ولكن كانت فيه روح المودة والرأى الآخر بحق، فأنا أتذكر مرة أن دعا المهندس أبو العلا القس أكرم لمعى ليحاضرنا فى الخطاب الدينى، وكان لديه تحليل لخطب وجدى غنيم والشيخ كشك والمفردات المستخدمة والرسالة المقدمة، ومعالم تغيير هذا الخطاب، وكان نظام الحوار أن يتحدث المحاضر 45 دقيقة ويناقشه الجمهور ساعة، ويعقب هو ربع ساعة، فكانت المساحة المعطاة للمحاضر الرئيسى تساوى المساحة المعطاة للجمهور، وهذا كان مفيدا جدا ويحقق فكرة التحاور الحقيقى وتقليل قكرة التشنج والتعصب للآخر عندما تناقشه بشكل مباشر وتتعرف على منطقه.

وأذكر أنه فى إحدى المحاضرات أتى لنا بالمهندس أحمد بهاء شعبان ليحدثنا عن اليسار والاشتراكية، وأتذكر يومها أن قال المهندس أحمد بهاء شعبان لنا إننا أولاد المسيحيين الفقراء الذين لم يستطيعوا أن يدفعوا الجزية، فعارضناه بهدوء، وقلت له معلوماتى أنها كانت دراهم معدودة أو مبالغ فى قدرة المواطن البسيط، وأظن اليوم أن كثيرا من الناس عندهم استعداد يدفعوا عشرات الآلاف من الجنيهات، حتى لا يتم تجنيدهم، وكان هذا المبلغ مقابل عدم التجنيد، وأنا لست ضد تحقيق أى شىء تاريخى ونقضه فقد كانوا بشرا، فلو أن شخصا دخل الإسلام لأنه ليس معه مال الجزية، فمن المؤكد أنه خطأ لأمير أو لمسؤول أيا كان، فنحن لسنا فى مجال تبرير فقد سئمنا التبرير على طول الخط، المهم أن يكون موثقا تاريخيا، وعندها يكون الاعتذار ضرورة، فلا مكابرة مع أى شىء ضد سماحة الإسلام الحقيقية، المهم كانت تجارب حوارية مهمة، وكان المدعوون متنوعين من كل الاتجاهات من أصدقاء المهندس أبو العلا أو الأستاذ عصام سلطان، وأتذكر أنى دعوت المهندس ضياء الحيص مرة لحضور حوارية وحضر فعلا ولكنه قال لى «دول ما زالوا إخوان لكن دون تنظيم»، وبعد ذلك شرعنا فى تدشين جمعية مصر للثقافة والحوار بقيادة الدكتور محمد سليم العوا وكانت تجربة ثرية، وكانت بداية تعارفى عن قرب مع الشخصية الجميلة الدكتور عبد الوهاب المسيرى الذى أثرى التجربة الحزبية أيضا، عندما دخل بشكل مباشر فى تجربة الحزب فى 2004 وقدم لمشروع الحزب مقدمة رائعة ما زالت موجودة حتى الآن، وكانت معه زوجته الدكتورة هدى حجازى وأعطى زخما للحزب وقتها، وكانت مؤشرات كثيرة تقول إن الحزب سيُقبل وعندها عملت عدة شهور كمدير تنفيذى للحزب، على أساس أن الحزب سيخرج للنور، ولكن عندما رُفض الطلب وكذلك القضية، رجعت أدراجى مدرسا للرياضيات فى المرحلة الثانوية، ودخل بعد ذلك الدكتور عبد الوهاب المسيرى رئيسا لحركة كفاية فأثرى التجربة السياسية أيما ثراء، فقد كانت شخصيته وفكره يأسرانك ويجبران أعداءه على احترامه حتى القيادات الأمنية، كانت تقلق منه، ولا تستطيع أن تتعامل معه كالآخرين، لأن الآخرين هجومهم الحاد وما يظنونه تطاولا كان يبرر لضمائرهم ما يمارسونه ضدهم، ولكن الدكتور عبد الوهاب كان خلوقا، حتى مع هؤلاء الظالمين، فلم يجدوا مبررا لضمائرهم ليمارسوا معه ممارساتهم ولكن هذا لم يمنعهم من القبض عليه هو وزجته وإنزاله من الميكروباص فى مكان نائ فى التجمع الخامس، بعيدا عن منزله وعن وسط البلد لمنع التظاهر فى أثناء مظاهرات السيدة زينب. واستمتعنا أيضا بمحاضرات المستشار طارق البشرى عن التاريخ المصرى الحديث، فقد كانت له أيضا لغة هادئة متحضرة تليق بمستشار جليل، وكانت فكرة المناقشة والحوار مهمة، وتجعلك تثق بنفسك وتعطى لنفسك الحق فى الاختلاف والتحفظ على شخصيات بهذا الحجم، وأتذكر الدكتور عبد الوهاب المسيرى وهو يتحدث عن التحيز وضرورته، فيعارضه أحد الشباب، «ماجيبتش جديد، ما إحنا عارفين بموضوع التحيز، حضرتك بتتكلم أكنها حاجة جديدة»، وقالها بطريقة حادة واعتراض بطريقة مستفزة، ولكن الدكتور المسيرى رغم غضبه ليس من الاعتراض فى ذاته ولكن من طريقته، ولكنه ظل محتفظا بهدوئه قائلا «معظم الناس يتحدثون بمدح عن الموضوعية وهى تعنى الحياد وكأنها ميزة، ويقول الشخص منهم أنا موضوعى، ولا يقول واحد منهم أنا متحيز، رغم أن الحياد ميوعة لا منطقية». ولا أنسى مواقف الدكتور المسيرى الرائعة، فكان قد أعلن عن محاضرة فى ساقية الصاوى عن النكتة، والدكتور المسيرى كان قد شرع قبل وفاته فى كتابة كتاب عن النكتة وتصنيفاتها الاجتماعية والسياسية وغيرها وتأثيرها فى الوجدان، والإدراك العقلى لدى المجتمع ولكن وافته المنية قبل أن يكمل فصوله. أما بخصوص محاضرته عن النكتة فى ساقية الصاوى فقد كتبت هذا المقال فى صفحة الرأى فى جريدة «الدستور» وقد لاقى هذا المقال نشرا واسعا فى مدونات النت بشكل كبير، لم يكن «الفيسبوك» انتشر بعد فى عام 2005 وكان هذا نص المقال.

استعديت لهذا اليوم وألغيت بعض ارتباطاتى لأحضر محاضرة عن النكتة كان يعتزم المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى إلقاءها فى ساقية الصاوى قبيل التعديلات الدستورية، وبعد مظاهرة الخميس التى صمم المسيرى على حضورها وبعد أن ذهبت إلى هناك، علمت أن المحاضرة قد ألغيت وحاولت الاتصال بالدكتور للاستفسار عن الموضوع، ولكن الأستاذ ساهر جاد أخبرنا أن الدكتور يقف على الرصيف خارج الساقية وأن الإلغاء كان أمنيا فخرجنا وتحلقنا حول الدكتور المسيرى، وكان لقاء جميلا على قارعة الطريق تداولنا فيه كثيرا من النكت المتنوعة، وكانت هذه النكتة موضوع حديثنا التى قالها الدكتور المسيرى ونقلتها بشخصى إلى كثير من الناس، ورغم تحفظ البعض عليها عقائديا، ولكنى لم أرها كذلك ولكن المقصد الأساسى منها هو تجريس النظام العربى، وليس المقصود السخرية من أى شىء عقائدى زهقتكم.. أقول النكتة.

(حاكم عربى راح جهنم وهو على أبوابها سألوه عن اسمه وأعماله فى الدنيا، وعندما ذكر تغيرت وجوههم وأعطوه كارتا كدليل له داخل جهنم مكتوبا عليه 25، فتعجب ثم دلف إلى جهنم حتى يعلم مصيره، وبينما هو يتجول وجد عنبر رقم واحد يلسعونهم بشمعة، استمر فى المرور وجد عنبر رقم 2 يلسعونهم بشمعتين، استمر فوجد عنبر رقم 3 يلسعونهم بالفحم، استمر فى السير مرتعدا فوجد عنبر 4 يلسعونهم بالسيخ المحمى، وجم وتوقف حائرا، رآه أحدهم فأراد أن يخفف عنه من غربته وأن يرشده، فعرج عليه ليرشده فأخبره أنه على باب جهنم أعطوه هذا الرقم فنظر إليه وقد جحظت عيناه، يا خبر إسود 25، إنت عملت إيه فى دنيتك ده أنا أبو لهب و22 بس!). وبعد أن رويتها إلى صديقى ضياء الحيص وأخذتنا نوبة من الضحك أردفت قائلا له على كده فرعون حتلاقيه يا دوب 17، قاللى فرعون، فرعون، يا سلام على فرعون، ده فرعون كان راجل محترم، ده كان بيقولهم: ذرونى أقتل موسى؟ ده كان بيستأذنهم!». (انتهت المقالة).

كنت فى المدرسة أحكى لزملائى المدرسين النكتة وكانوا يضحكون فدخلت علينا وكيلة المدرسة، وقالت لنا بتضحكوا على إيه، قلت 26 26 26 فازداد ضحك المدرسين وكادوا ينقلبون على ظهورهم من الضحك، ولم تفهم الوكيلة ما هذا الكم من الضحك على ذكر الرقم 26، ولم نفك لها طلاسم اللغز طبعا.

ولم أكن أتخيل أن يأتى يوم يقول فيه بعض الناس بعد الثورة ولا يوم من أيامك يا 25.

الواد ابنى الصغير فى رابعة ابتدائى فاجأنا مرة وقال فى حضورنا: بكرة يجيلكوا يوم تقولوا ولا يوم من أيامك يا مرسى، نظرنا إليه فاغرين أفواهنا قال (حيجيلكوا الشاطر!) قلتله تيييييت.

مواقفى مع الدكتور سليم العوا لم تكن إيجابية بالمرة، أول مرة عندما طبعت كتابى «الإخوان المسلمون الحاضر والمستقبل أوراق فى النقد الذاتى» وكانت خلفية الغلاف صورة مائية لحسن البنا وصورتى ومقتطفات من الكتاب والواجهة صورة لمأمون الهضيبى المرشد وقتها يحاور أبو العلا ماضى، وبجانب أبو العلا صور أصغر لعصام سلطان وصلاح عبد الكريم ومحمد عبد اللطيف وخلفهم بحجم أكبر ولكن بشكل مائى صورة الدكتور محمد سليم العوا، ترميزا بأنه الأب الروحى للفكرة، فحقيقة مجموعة «الوسط» لا يوجد بها مفكرون ولا أظن أن أحدا منهم يدعى ذلك، ولكنهم حركيون أو قادة سياسيون من الممكن أن يوصفوا بمثل هذه الأوصاف ولذلك كانوا دائما يبحثون عن المفكرين (الإسلاميين)، فكانوا يذهبون لعمارة والبشرى والعوا ووجدوا العوا هو الشخصية الأهم فكان التصاقهم به أكثر، والدليل على ذلك جمعية «مصر للثقافة والحوار» التى كان هو رئيسها ومعظم شخصيات «الوسط» المعروفة كانت أعضاء مؤسسين فى الجمعية وأنا واحد منهم، وأعطيت مجموعة كبيرة من النسخ للمهندس أبو العلا وقلت له يوزعها على المفكرين والمثقفين، وقلت له لازم طبعا تعطى نسخة للدكتور العوا، فوجئت بعدها بمدة، أن المهندس أبو العلا بيقولى، إن الدكتور العوا امتعض بشدة، لوجود صورته على الكتاب، قولت فى عقل بالى وهو ماله أنا أعبر بالرمزية التى أراها هو أنا أشرت إنه قدم الكتاب، وكثير من الكتاب الذين يكتبون عن رؤساء أو زعماء أو حتى رياضيين يأتون بصورهم على الأغلفة، وأحيانا تكون صور كاريكاتورية وأحيانا تكون هزلية، وكثير من الكتب كتبت عن مبارك بهذا الشكل، طبعا ماقلتش للمهندس أبو العلا هذا الكلام، ولكنى سألته ليه؟ متعجبا، ولم يجب المهندس، وقلت له أنا شايف إن هذا من حقى ومش من حقه يعترض.

وتذكرت هذا الموقف بشدة عندما طرح الحزب محمد سليم العوا كرئيس للجمهورية، قلت يا خبر مش فايت، الراجل ده حيستحمل الكاريكاتير اللى حيملى الجرايد إزاى لو أصبح رئيسا، ده الدكتور عصبى من غير حاجة، وعصبيته دى حتكون مسارا للسخرية والتندر وسيزداد غضبا على غضب، وعارضت بشدة تأييد «الوسط» له فى انتخابات الرئاسة، وأتذكر وأنا منسق ل«الوسط» بمدينة السادس من أكتوبر، أن أصدروا قرارا أن كل مقرات «الوسط» تكون مقرات للدكتور العوا، وطبعا الحزب لم يكن على قلب رجل واحد فى هذا الأمر، فالبعض كان رسميا فى حملة البرادعى والآخر كان فى حملة أبو الفتوح وأنا واحد منهم، خصوصا بعد ما انسحب الدكتور البرادعى من السباق الرئاسى، كلفت واحدا من الأمانة بأن يكون مسؤولا عن ملف الدكتور العوا لأنى قلت وقتها لن ألصق بوستر ولن أدعو لشخص ضد قناعاتى، بل إننا أخذنا شقة مقابلة تماما، لحملة أبو الفتوح وكانت الشقتان شبه مفتوحين على بعض، يجلسون عندنا ونجلس عندهم، لأن أغلب الأمانة كان مع أبو الفتوح.

فى جمعية «مصر للثقافة والحوار» كان الدكتور العوا يحاضر كل سبت ويتناوب الدكتور عبد الوهاب المسيرى والمستشار طارق البشرى يوم الثلاثاء أو الأدق يوم فى الشهر للدكتور المسيرى ويوم فى الشهر للمستشار البشرى، وكنت أواظب أكثر على الدكتور المسيرى والمستشار البشرى، وكنت زاهدا فى محاضرات الدكتور العوا، لأنه كان بيجيب كتب عتيقة ويضع بيها علامات ويقرأ ويعلق على بعض أفكارها، وكانت كلها سجالات فقهية لا أهتم بيها كثيرا، أو بمعنى أدق لا تشد لها الرحال، فقد كانت الجمعية فى 16 شارع النزهة وأنا فى مدينة السادس من أكتوبر، وكان هذا يعنى اليوم بأكمله تبخر ثلاث أو أربع ساعات فى الطريق وساعتين فى الجمعية يعنى اليوم انتهى، المهم مرة من المرات قررت الحضور، وتطرق الدكتور العوا إلى الشورى فى الإسلام وأهميتها وحكمها الفقهى، وكان هناك جدل قديم ممتد فى هذا الموضوع وأكد فى النهاية الإجماع بأن الشورى لازمة ملزمة، يعنى لازم الزعيم أو القائد ياخد الشورى، ولازم أيضا يأخذ بما آلت إليه الشورى، والرأى الآخر أنها لازمة معلمة، يعنى الزعيم يأخذ الآراء ليستأنس بها ربما تظهر شيئا خافيا عليه فيطلع عليه ولكن فى النهاية القرار قراره، وكان رأى الدكتور العوا أن الرأى الأول هو الأصح، وطلب الأسئلة أو التعليقات، فتقدمت للتعليق وقلت له، «من الممكن أن نتحدث عن النسبية بين الإعلام والإلزام، فمن الممكن أن تكون لازمة ولكنها غير ملزمة فى المطلق»، ففوجئت بغضبه وانفعاله لمجرد رأى كان من الممكن أن يعارضه بهدوء وسفَّه من كلامى بانفعال إنتوا بتدخلوا عباس فى ملتاس، يعنى إيه النسبية دى؟ إيه الكلام الفارغ ده، فاحمرّ وجهى خجلا وضيقا، وقلت له على فكرة الأستاذ محمد أحمد الراشد، قال كلام قريب من هذا المعنى، قال مين محمد أحمد الراشد ده، إيه الأسماء الغريبة اللى بتجيبوها دى؟ ومحمد أحمد الراشد لمن لا يعرفه هو الاسم الحركى المكتوب على الكتب لعبد الرحمن العلى وهو عراقى الجنسية، ويعرفه كل فرد فى جماعة الإخوان المسلمين، لأن كتبه: العوائق، والرقائق، والمنطلق، من الكتب الأساسية فى مناهج الإخوان المسلمين قبل أن يكتب «المسار» وينتقد الجماعة، عندها رديت بانفعال وقلت أمال الرئيس فايدته إيه مايجيبوا كمبيوتر يعد الأصوات على الموضوع وخلاص. عندها تدخل المهندس أبو العلا مهدئا من سخونة الموقف، وقال من الممكن أن يكون هناك ما يسمى الصلاحيات التى للرئيس أو المسؤول أريحية فى التصرف فيها بمفرده، وتكون معروفة ومتفقا عليها، ولكنى انصرفت يومها منزعجا، فالحوار لا يزعجنى ولكن الأسلوب أو الطريقة، فأهم شىء فى الحوار عدم الانفعال وعدم تسفيه الرأى الآخر، لأن التسفيه سيجعل الأقل مقاما، لا يستطيع التعبير عن رأيه بحرية خوفا من السخرية أو التوبيخ، وبهذا ينتهى معنى الحوار وأهدافه ونصبح قطيعا وتابعين للأعلى مقاما، ولكن كان الدكتور المسيرى رغم قامته الكبيرة، كان هذا الجانب فى أعلى صوره، وكان الجانب الإنسانى عنده رائعا، مما جعل صداقتنا تمتد نسبيا وأذهب لبيته عدة مرات، مرة منهم أنا وزوجتى.

مؤتمر «الشريعة والهوية والدستور» الذى أقيم فى نقابة الصحفيين فى 13 / 5 / 2007 وكان عبارة عن 3 حلقات نقاشية، الوسطى منها كان يديرها الأستاذ فهمى هويدى، وكان هناك محاضر أساسى وتعقيبات ومداخلات، وأظن كان الشيخ إسماعيل عاشور المتحدث وكان الكلام بخصوص الشريعة وتطبيقها وتقنينها، المهم، عملت مداخلة ثلاث دقائق عن الموضوع وهو الشريعة، وقلت إن هناك مفاهيم خاطئة فالبعض يخلط ما بين الحل والحرمة والقانونى وغير القانونى، وقلت «إنه ليس من الضرورة أن كل محرم مجرم، يعنى مش كل حاجة حرام شرعا تكون جريمة يعاقب عليها القانون»، وانتهى كلامى بشكل سياسى أن هذا النظام الحالى لازم يتغير، المهم بعد التعقيبات أخد الكلمة الدكتور سليم العوا الميكروفون وعلق علىّ بعد التعقيبات، ولكن كان الأساسى أنا إذ سفه كلامى كالعادة، وقال هذا الكلام غير صحيح وخطأ فادح، وأن كل محرم مجرم، وقال الكلام بطريقة حادة، كان بجوارى وقتها الدكتور عبد الجليل مصطفى حاولت أناقشه فى الأمر، أظنه لم يكن مدركا للمعنى الحقيقى للكلام ولكن قالى ناقش الدكتور العوا وهو حيتناقش معاك فى هذا الكلام، المهم انتهزت نزول الدكتور العوا وخروجه من القاعة واستوقفته بهدوء وقلت له يا دكتور محمد، هل من الممكن تجريم الغيبة والنميمة؟ قال لى بغضب: قابلة للتجريم، قلت له: وغير قابلة، وكان يحدثنى وهو يتحرك بلا مبالاة، وبعدين قالى: إنتوا بتوع العلوم السياسية بتقولوا حاجات كده غريبة وإنتوا مش فاهمينها كويس، قلت له: على فكرة أنا مش علوم سياسية، أنا مجرد مدرس رياضة، قال لى باستهزاء: طيب خليك فى 1 + 1 = 2 وانصرف ولم يعرنى انتباها، مما ساءنى بشدة، وأصبح انطباعى عن الدكتور العوا سلبيا للغاية، وبدأت أتعجب من وصفه بالوسطى، وبدأت أتشكك مما يقولون عليها فتاوى عصرية للدكتور العوا، عن الحدود وما شابه ذلك، وذهبت غاضبا للمنزل كتبت وقتها ثلاثة مقالات ردا على الدكتور العوا، لتنشر فى موقع «الوسط» الإلكترونى، ولكن المدير التنفيذى وقتها هيثم أبو زيد قالى خليها حوار مع الدكتور العوا، ونزلت على رأيه ولكن كتبت إحداها حوارا، ولكنها لم تشف غليلى وكتبت الأخرى ردا على الدكتور العوا، وتحدثت فيها عن دولة الفقيه التى يتحدث عنها العوا، وأن ما يقوله الدكتور العوا ليس الدولة المدنية ولكنها الدولة الدينية بامتياز، والأهم من ذلك أننى طرحت الموضوع على منتدى «الوسط» الحوارى الذى امتد لعدة أيام مما دفع الجميع إلى الاقتناع أنه من المستحيل أن يكون كل محرم مجرما، وتحدث بعضهم كيف سيجرم عدم غض البصر والحقد والحسد والغيرة، وأمور كثيرة نرتكبها يوميا ببشريتنا، وأصبحت مسارا للتندر والسخرية، وكيف أنك فى الدولة الإسلامية المزعومة حتلاقى نفسك فى السجن، بتتعرفوا على بعض، الأخ إيه؟ مخدرات، والأخ إيه؟ قتل، والأخ إيه؟ دعارة، والأخ إيه؟ هجام، والأخ إيه؟ (غيبة) والأخ إيه؟ (غض بصر) نعم يا روح أمك ده نوع حشيش جديد ده ولّا إيه، ولّا انت مبرشم ولّا ضارب حاجة؟ المهم القضية أصبحت مثار جدل وتندر وخرج كل من فى المنتدى على قناعة تامة أنه من السفه أن يظن أحد أن كل محرم مجرم، ولم يفكر الدكتور العوا لا فى التراجع أو الرد على هذا الكلام.

استمر «الوسط» منتدى ثقافيا مهما، تفتر علاقتى فترة وتنشط فترة، وهكذا وشاركت فى محاولة التأسيس الرابعة بفتور فى 2009، ثم كانت الثورة وكان قرار الموافقة على الحزب فتحمست حماسة شديدة وأسست أمانة 6 أكتوبر وأخذت جزءا كبيرا من وقتى وجهدى، ولكن بدأت تتضح لى بعض الأمور، فالحزب ينتمى له من له فكر سلفى على أساس أنه الحزب الإسلامى، وهو لا يريد الإخوان المسلمين، لأنهم تنظيم سرى، فالوسط هو الملاذ وتيار آخر مدنى أقرب لليبرالية يرى أن فكرة «الوسط» فكرة معقولة تعبر عن المدنية الحقيقية، وفى نفس الوقت هى تعزز من قيمة القيم الدينية، التى ربما بعضهم لديه شك فى أن تكون فى تيارات ليبرالية أخرى، على أساس إننا ساعة الصلاة بنصلى جماعة، وجاء إلينا من هذا المنطلق فغالبا ما كانت تحدث مناوشات ومفارقات غريبة، حتى إننى دعوت أحد أصدقائى كامل رحومة وهو من تلامذة المسيرى المخلصين، ليلقى محاضرة عن شخص المسيرى وأفكار المسيرى، فعندما علم الدكتور محمد صالحين بهذا الأمر ثار ثورة عارمة، وكان مقرر اللجنة الثقافية وقال لى إن هذا الأمر موكل إلىّ، قلت له: أنت من شهر لا تحضر إلى المقر واللجنة شبه متوقفة عن العمل، وبعدين أنا أخذت رأى الإخوة، ولو الإخوة اللى حاضرين اليوم رأوا غير ذلك أنا ممكن أتحمل الحرج من صديقى وألغى اللقاء، عندها تحدث بصراحة أن المشكلة ليست إدارية ولكنها فكرية، وأن الدكتور المسيرى علمانى ويرى فصل الدين عن الدولة، وهو لا يعبر عن أفكار الحزب، تعجبت من هذا الكلام وقلت له: الدكتور المسيرى هو من كتب مقدمة البرنامج الموجود الآن فى مجلس الشورى، والذى نوزعه على الأعضاء الجدد، فكيف لا تكون أفكاره هى أفكار الحزب، وبعدين يا دكتور محمد، أنا ممكن أجعل الأخ يتحدث 45 دقيقة وترد أنت فى 15 دقيقة تفند فيها أفكار الدكتور المسيرى، هى دى حرية الرأى والتعبير، وبعد ذلك يتداخل الناس بمداخلاتهم، ولكنه اعتذر عن ذلك وقرر ترك الحزب وذهب إلى حزب الحرية والعدالة، فظهرت مشكلة هوية الحزب واتضح لى أنها غير واضحة لكثير من الناس، أنا كنت أراها مدنية، وآخرون كانوا يرونها سلفية خالصة، وكانت كثيرا ما تحدث الخلافات ويترك الحزب أشخاص، ويأتى أشخاص جدد وهكذا وكان الأخ حازم يسألنى دائما، ده كلامك ولّا كلام الحزب، أقوله كلامى، ولكنه يعبر عن مضمون أفكار الحزب فكان يتشكك، حتى بدأت رسائل تصل إلى المقطم (على فكرة مقر حزب الوسط الرئيسى فى المقطم أيضا وقريب جدا من مكتب الإرشاد) أن سامح بيقول أفكار غريبة ولو هى دى أفكار الحزب إحنا حنسيب الحزب، ولم يكن يصرح لى أحد بهذا الأمر، ولكنى كنت أعرف من بعض المقربين، فكانوا يتابعون ما يحدث فى أمانة 6 أكتوبر عن طريق بعض الإخوة، مما اضطرنى إلى أن أقول لهم افتحوا برنامج الحزب، وقرأت لهم ما كتبه عصام سلطان بنفسه فى مقدمة الحزب عن الدولة المدنية.

والتجسيد السياسى لتلك الفكرة المرجعية عند حزب الوسط هى الدولة المدنية، بما تحمله تلك الكلمة من معان، أهمها القبول بأشكال ومضامين وآليات الدولة الحديثة بكل صورها وتفريعاتها وتعقيداتها، القائمة على حكم القانون، المسنُون بواسطة المجالس النيابية المنتخبة، والمستمد من الدستور الحاكم، والمراقب بواسطة هيئة واحدة ووحيدة وهى المحكمة الدستورية العليا، المستقلة قضائيا مع غيرها من بقية تشكيلات السلطة القضائية، وذلك كله فى إطار حرية للرأى مكفولة عبر صحف مستقلة وإعلام مستقل.. وهذا التعريف للمدنية لا يختلف عما يطلقه أغلب العلمانيين على الدولة المدنية التى ينشدونها والذين نتفق معهم فى الرأى، فقط نختلف مع غلاة العلمانيين كما نختلف مع غلاة الإسلاميين..

وأكدت وقرأت الجملة المخططة عدة مرات لا يختلف عما يطلقه أغلب العلمانيين على الدولة المدنية ونتفق معهم فى الرأى، هذا هو البرنامج الذى بين أيديكم ألم تقرؤوه بعناية، المهم ظل الأمر على هذا الحال وكنا نتناقش فى الاجتماعات المركزية فى هوية الحزب، وأن الناس مختلفة على هوية الحزب، وذكرنا بعض التساؤلات التى تثار ويسأل الناس الحزب رأيه فيها إيه، ووقتها قال عصام سلطان أنا حاجمع كل الأسئلة الممكنة اللى بنتسألها وحنجاوب عليها، وفعلا اتجمعت الأسئلة ولكن لم يجب عنها حتى تركت الحزب، لا أدرى إن كان أجيب عنها بعد ذلك أم لا وهذه هى الأسئلة:

1- أنتم أنشأتم حزبا يضم المرأة، ولم يكتف بهذا، بل وضم المرأة غير المحجبة، وأيضا يتيح الانضمام للمسيحيين والليبراليين، ولكن بمرجعية دينية لماذا المرجعية الدينية فى هذا التكوين الغريب؟

2- بعض المفكرين يرون أن الإسلام ليس له علاقة بالسياسة وأن الإسلام دين فقط ما رأيكم؟

3- ما معنى الحضارة العربية الإسلامية؟ خصوصا بعد عهود طويلة من الاضمحلال الحضارى فى كل البلاد الإسلامية تقريبا؟ وهل يعنى ذلك الانكفاء على الماضى ورفض الحضارة الغربية برمتها؟

4- ماذا تقصدون بالحضارة العربية الإسلامية ذات النكهة المصرية المتميزة التى تتسم باعتدالها ووسطيتها؟

5- ما رأيكم فى المادة الثانية من الدستور؟ وهل أنتم مع الإبقاء عليها أم إلغائها؟ أليست هذه المادة تتعارض مع ما تنادون به من مدنية الدولة؟

6- الحزب يقوم على مرجعية إسلامية والحجاب جزء من الفريضة الإسلامية وبالحزب عضوات غير محجبات فلماذا؟

7- ما الفرق بين ما تنادون به وبين ما تنادى به جماعة الإخوان المسلمين من دولة مدنية مرجعيتها الإسلام؟ وهل ستقبلون أعضاء من الجماعة فى صفوف الحزب؟

8- ما مصادر تمويل الحزب فى ضوء ارتفاع تكاليف المقرات والحملات الانتخابية؟

9- ما مفهومكم للديمقراطية؟ وما الذى يضمن أنكم لن تنقلبوا على الديمقراطية؟

10- ما موقفكم مما يقولونه المسيحيون فى مصر من أنهم مضطهدون، خصوصا فى ما يختص بالمناصب العامة وفى الجيش والشرطة والتمثيل البرلمانى؟ ويقول الأقباط إن نسبتهم فى مصر نحو 15%، بينما يقول بعض الإسلاميين بأنها لا تتعدى 6% فعلى أى نسبة سيتم تقرير التمثيل النسبى للأقباط من وجهة نظركم؟ وكيف يمكن من وجهة نظركم حل قضية بناء الكنائس؟

11- ما رأيكم فى كيفية حل مشكلة انسحاب الأقباط من الحياة السياسية والتفافهم حول الكنيسة القبطية كممثل لهم حتى فى الأمور السياسية؟

12- ما موقفكم من رقابة الدولة المالية على الكنيسة أسوة بالأزهر والأوقاف؟

13- اشتكى بعض المسلمين من تميز المسيحيين اقتصاديا وتحكمهم فى نسبة من الإقتصاد المصرى لا تتناسب مع نسبتهم العددية فى المجتمع المصرى، ما رأيكم فى هذا؟ وهل ستقومون بإجراءات فى هذا الصدد قد تؤثر سلبا على الوضع الاقتصادى للمسيحيين المصريين؟

14- الديانتان الإسلامية والمسيحية ديانتان تبشيريتان، بمعنى ميلهما لنشر الاعتقاد فيهما من خلال الدعوة والتبشير. هل ستضعون قيودا على نشاط التبشير فى مصر بينما تسمحون بنشاط الدعوة الإسلامية فى ضوء مرجعيتكم الإسلامية؟

15- مشكلات المجتمع المصرى.

16- السياسة الاقتصادية.

17- الموقف من السياحة.

18- يرى أهل الفن والثقافة أن الضوابط تخنق الإبداع، ما رأيكم فى هذا؟ وما رؤيتكم للإبداع الفنى؟

19- كيف ترون حل مشكلة اتفاقية إعادة توزيع مياه النيل بين دول المنبع والمصب؟

20- ما موقفكم من معاهدة السلام مع إسرائيل؟ وهل إذا وصلتم للسلطة ستلغونها؟ وما حل المشكلة الفلسطينية من وجهة نظركم؟ وكيف يمكن استعادة حقوق الشعب الفلسطينى؟ وما موقفكم من المقاومة الفلسطينية ومن حصار غزة؟

21- ما نظرتكم للعلاقات المصرية الأمريكية والغربية بصفة عامة؟

22- ما موقفكم من النظام الإيرانى؟ وهل ستعادون إيران كما فعل النظام السابق؟ وما موقفكم من الحصار الغربى الأمريكى الإسرائيلى لإيران؟ وهل ستواجهون إيران إذا ما حاولت نشر المذهب الشيعى فى مصر؟

كانت هذه هى الأسئلة التى طبعها الحزب ووزعت على الأمانات واجتهدنا فى أمانة 6 أكتوبر على الإجابة على جزء منها، وكان الحزب فى التجمعات يجاوب عن بعضها ولكن ظل كثير من الأسئلة غير واضح وشائك.

وقد كانت نتائج الانتخابات المخيبة للآمال فقد خسر معظم قيادات الهيئة العليا للحزب بعد أن كانت الآمال معلقة أننا سنحقق نصرا كاسحا، وكان يقول سنكون الحزب رقم 2 بعد «الحرية والعدالة» أو رقم 3 على الأكثر، وقد بدأت بوادر العودة مرة أخرى لفكرة المرجعية الإسلامية بشكلها التقليدى وقد أعلمنى المهندس أبو العلا أنهم سيعتمدون على كتب البشرى والعوا وأيضا عمارة للتعبير عن هوية الحزب الإسلامية، وأنهم اختاروا 16 كتابا للكتاب الثلاثة لتدرس داخل الحزب.

وبعد ذلك جاءت الانتخابات الداخلية والمؤتمر العام فى شهر 3 من عام 2012، وتحفظت وقتها على إدارة الانتخابات والمؤتمر العام واللائحة، وكنت مرشحا للهيئة العليا للحزب يومها، ولكنى انسحبت أمام المؤتمر العام من ترشحى للهيئة العليا أمام المؤتمر العام بأكمله تحفظا على إدارة المؤتمر، ورغم ذلك أخبرنى المهندس أبو العلا أنك كان موقفك فى الفوز كبير، ده إنت أخذت بضعة وخمسين صوتا من أصل ثلاثمئة وأنت منسحب، ولم أكن باكيا على إمكانية وجودى فى الهيئة العليا، لأنه كانت مشكلتى الأكبر هى ترشيح الدكتور العوا، وقد حاولت أن أناقش المهندس أبو العلا وأراجعه فى قضية ترشيح العوا، وأن يطرحها على المؤتمر العام مرة أخرى، قال ماينفعش ده إحنا اللى أقنعنا الراجل يدخل، نقوم نتخلى عنه وندبحه، قلت له السياسة كده فيها تغيرات، فرصته ضعيفة مش من مصلحته هو نفسه يكمل. ولكن المهندس أبو العلا رفض، وفوجئت بعدها بأنه ذهب إلى حديقة الأزهر وأيد أبو الفتوح، فتعجبت وإن كنت فرحت بتراجعه، ولكنى كنت أفضل أن يكون هذا التراجع بناء على رأى المؤتمر العام. عقدت انتخابات ديمقراطية داخل أمانة أكتوبر ولم أترشح لها وفاز بمنصب الأمين لأمانة أكتوبر الأخ منصور أحمد، مدير تموين 6 أكتوبر وهو شخصية محترمة ذات جذور إخوانية أيضا، وانسحبت فى هدوء، وكتبنا أربعة استقالات أنا وعباس رضوان وأحمد مسلم وشريف على، ولكن كان يستلزم تقديمها إلى المقر الرئيسى فى المقطم، حاولنا تقديمها للمهندس منصور ولكنه رفض قال مارضاش أستغنى عنكم، قالها بعشم، يعنى المهم تكاسلنا وصمم الأستاذ عباس رضوان، لأنه كان يريد أن يتقدم كعضو مؤسس فى «الدستور»، فأراد أن يكون خاليا التزاما بما يقره على نفسه وهو فى الحزب الجديد، وفعلا تقدم لعضوية «الدستور»، واستمر وضعى مجمدا إلى أن جاء وقت كتابة الدستور ورأيت المواد ورأيت التيارات المدنية وهى تخرج بكاملها واستمرار اللجنة على هذا الوضع، والمهندس أبو العلا وكيل اللجنة، لم أتحمل وأرسلت رسالتين بالاستقالة عن طريق الموبايل واحدة للمهندس أبو العلا وواحدة إلى عمرو فاروق المتحدث الرسمى للحزب، وكان قريبا إلى قلبى وكتبت كلمات ودودة عن تقديرى واحترامى لأشخاص الحزب، ولكنى رأيت أن الاستقلالية فى هذه المرحلة أفيد لى ولكم، واتصل بى وقتها المهندس أبو العلا، وأيضا عمرو فاروق ولكنى جاملتهما بكلمات رقيقة ونبقى نتناقش فى وقت تانى ونشوف الموضوع، وأنا فى قرارة نفسى خروج بلا عودة، وقناعتى الشخصية بدأت تتأكد أن العمل الحزبى فى مصر أمامه فترة حتى ينضج ويعيه الناس، ومن الأفضل أن تخوض الكتل السياسية والحركات السياسية الانتخابات فى تكتلات كبيرة حتى يحدث التمايز الأيديولوجى ويفهم الناس أى حزب يحقق مصالحهم بشكل أكبر، ويكون الانتماء على هذا الأساس وكذلك التصويت فى الانتخابات، لا تمايزا على أساس الدين أو الشريعة أو التحيز للأشخاص أو ما شابه ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.