يشهد احتفال شم النسيم هذا العام استمرار حالة الحداد التى تسكن كل بيت فى بورسعيد ومشاعر الحزن والاحساس بالظلم ما شهدته بورسعيد من احداث ماساوية وضياع حق ابنائها الشهداء بورسعيد ضحايا غدر الداخلية. و اقام الفنان السعيد قام بصناعة مجموعه اخرى من الدمى على منصة بشارع الشرقية بحى العرب ببورسعيد تحت عنوان "نشاطركم الاحزان " و اسفلها الحزن فى كل مكان وتتضمن ثلاث مشاهد تصدرها مشهد لدمية تمثل مصر و علي صدرها وشاح العلم بتقول مصر الحزينة بتنادى مين هيجيب حق ولادى فى تساؤل عن ضياع حق شهداء بورسعيد و التسويف فى اعلان حقوقهم وامام الدمية قبرين مكتوب عليهم هنا يرقد الشهيد و شهيد مات قلب امه بيتنفض .. عليه العوض ومنه العوض . .
فى حين جاء المشهد الثانى معبرا عن الاقتصاد المصرى المتدهور فى صورة شخص مريض فى غرفة الانعاش تعبيرا عن الانهيار فى الاقتصاد المصرى و هبوط سعر الجنية امام الدولار كما تمثلت دمية فى شخصية طبيب بيقول انا حطيت وديعه فى المحلول و ياما تستقر حالته يا اما نقول الله يرحمه .
فيما تناول المشهد الاخير الاوضاع فى سوريا وما يقوم به بشار الاسد فى سبيل احتفاظة بكرسية وبيقوله اخاصمك اه اسيبك لا و سط صراخ اهالى سوريا اللذين يقولون الحقونا سوريا فى خطر و الذى يرد علية شخصية من النظام بقوله انت بتقول سوريا فى قطر كما تواجد دمى لشخصيات زعماء و حكام عرب مكتوب على احدهم لا ارى و الاخر لا اسمع و الاخير لا اتكلم .
وقد احاطت المنصة من الاسفل بانر كبير بطول المنصة تحمل صور شهداء بورسعيد اللذين قتلوا غدرا برصاص الداخلية فى الاحداث التى شهدتها بورسعيد اوائل شهر يناير و حتى مارس الماضى .
وفى الاتجاه المواجه لهذه المنصة اقام الاهالى لوحة بانوراما بحجم كبير لعدة امتار تحكى تاريخ وامجاد وبطولات بورسعيد مقبرة العزاة والمقاومة الفدائية التى صنعت النصر وتصدت للدفاع عن مصر فى العدوان الثلاثى.
وقد تصدرت المنصه دمية تمثل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مكتوب عليها عبارة " اللى بالى بالك " و يعطى ظهرة الى لافته مكتوب عليها عبارة ( النهضة ) و بجوارة حراسة شخصية فى اشارة الى ان رئيس الجمهورية لا يلتفت الى شعبه ولا يلقى لهم بال وكأنه فى واد والشعب فى واد اخر من المعاناة .
كما ظهرت دمى تمثل القوى السياسية ومكتوب عليها " المؤامرة " و حفلة " دوللى " فى اشارة الى الصراع الدائر بين القوى السياسية على الحصص من تورته مصر والمناصبو الكراسى الوزارية و تقسيم مصر الى العديد من الطوائف و الاحزاب و الفئات لتمزيق الشعب وتشتيته عن مبادئ ثورة يناير.
ويظهر فى المشهد الثالث مجموعه من الاشخاص المتاجرين بدماء الشهداء و استغلالها فى تحقيق مكاسب شخصية و حزبية و انتخابية وحقوقين لمحاولة الحصول على مكاسب مالية مستغلين ظروف اهالى الشهداء فى صورة ابتزازية دنيئة .
كما وصفت لافتات معلقة بطول المنصة وصف لسلوكيات الشخصيات و الحياة التى تعيشها مصر وهى الكذب , النهضة , النفاق ,اقوال لا افعال , غياب الضمير ,مافيش سولار , الغلاء والفقر , الصراع على السلطه ,الفوضى , الاشغالات, انهيار المرافق,الاحتكار , الخيانة العظمى , غياب الامن, هبوط الجنية , القمامة,الغلاء.
وتعد عائلة خضير الرائده فى فن الدمى التى تختلف كل عام والتى تحكى الواقع الذى يعيشة المواطن البورسعيدى و المصرى بشكل كاركاتيرى لنقد الاوضاع و السياسات الداخلية و الخارجية و رفضهم لهذه السياسيات و التى اقامت منصتها السنوية بشارع اوجينا منها دمية للرئيس وحكومتة المتلونة . ورؤيتة لموقف القوى السياسية والحركات الثورية ومشاكل الازمات الحياتية الاخرى ومفأجاة لم يكشف عنها.
وقد تحولت ظاهرة وعاده عمل صناعة دمية ( اللمبى) للتعبير عن عن المستجدات التى تتوافق مع الواقع المحلى كما ترمز الى شخصيات سياسيه عامة مرفوضه جماهيريا حيث تعبر عن رفض ونقض صور وأشكال الفساد بكافه أنواعه كما تمثل إسقاط على الاوضاع والازمات والمشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى عامة والبورسعيدى خاصه.
بورسعيد .. فى اعياد شم النسيم لها طابعها الخاص و المميز دائما فالمدينة الباسلة لها طقوسها الخاصة جدا فى طبيعه الاحتفال بهذا اليوم الذى يرجع تاريخ هذه الطقوس الى الآحتلال الآنجليزى خلال عام 1919 فى وظهور شخصية بغيضة للشعب المصري وهو اللورد اللنبى والذى كان طاغية فدفع مقاومى بورسعيد الى عمل ظاهره وعادة حرق دمية تمثل اللورد اللنبى والتى تحولت بعد ذلك الى فلكلور شعبى حيث يصنع البورسعيدي دميه على شكل انسان ويرسم على الوجه الشخصيات المكروهه شعبيا ويتم تعليقها فى شوارع بورسعيد .
كما اعتاد اهالى بورسعيد ليله شم النسيم على اقامة احتفالات على شاطىء البحر وسط أنغام السمسميه لفرقة الطنبورة و الاغانى الوطنيه والشعبيه التى تحكى قصه كفاح ونضال شعب بورسعيد والمقاومة الفدائية خلال 1956 والتى اضيف اليها اغانى ثورة 25 يناير .