ما حكاية الاستثمار في محافظة سوهاج وإلي أين يسير؟ فرغم مرور أكثر من 9 سنوات علي إقامة المنطقة الصناعية بغرب طهطا ورغم الاجتماعات المستمرة والمتواصلة مع المستثمرين لحثهم علي إثبات جديتهم في العمل وتنفيذ المشروعات التي خصصت من أجلها الأراضي وتذليل جميع العقبات التي تعترض أعمالهم رغم كل هذا فحجم الأعمال لا يتناسب أبداً مع مبلغ 250 مليون جنيه أنفقتها المحافظة في سبيل توفير البنية للمستثمرين من مياه شرب وصرف وتليفونات وكهرباء وطرق وغيرها الكثير. حقائق أخري كشفتها جولة «الدستور» في المنطقة الاستثمارية التي تعرف بمنطقة غرب طهطا إذ تبين أن المشروعات الصناعية التي تعاقدت المحافظة علي إنشائها فعلاً هي 62 مشروعاً توفر أكثر من ألفي فرصة عمل منها. وحتي الآن لا تزيد علي 14 مصنعًا بدأت إنتاجها فعلاً وهناك عدد آخر مازال في إطار التجريب والبقية في علم الغيب مما يعني ضآلة الخطوات التنفيذية وعدم تناسبها مع الإمكانيات والتسهيلات التي وفرتها المحافظة للمستثمر والمزايا التي منحت له كحافز عن إثبات الجدية وحسن النية. في البداية يقول أشرف عبدالله - أحد المستثمرين - الأخطر من ذلك أن المنطقة سقطت من حسابات المسئولين واهتماماتهم.. فلا يوجد بها علي الإطلاق أي وحدة إطفاء مما تسبب في تدمير مصانع بالكامل لأنه عند حدوث حرائق يتم استدعاء سيارات الإطفاء من مدينة طهطا مما يؤدي إلي تفاقم الكارثة وأن المنطقة محرومة تماماً من أي مركز للإسعاف ويتم تحويل الحالات الطارئة وإصابات العمل إلي مستشفي طهطا المركزي والمنطقة محرومة أيضاً من نقطة شرطة مما يؤدي إلي السطو علي المصانع في أي لحظة. وقال حسام عبدالحافظ - صاحب مصنع - تواجه المنطقة الصناعية بغرب طهطا مشكلات بالجملة أهمها غياب خدمات البنية الأساسية، الطرق غير ممهدة، سرقة التيار الكهربائي وعدم تنفيذ شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلي المواصلات مما أدي إلي عزوف العديد من المستثمرين. وأضاف جمال - أحد المستثمرين - أن المستثمرين يعانون أشد المعاناة في استخراج التراخيص والموافقات اللازمة وبسبب ذلك تكون دراسات الجدوي عديمة الفائدة وتحتاج إلي إعادة دراستها، لأن السوق كل شهر تشهد متغيرات يومية في ارتفاع الأسعار وغيرها وطالب بتذليل جميع العقبات التي تواجه المستثمرين وتوفير المواصلات اللازمة وإقامة مجمع خدمات وكذلك رصف الطرق وتمهيدها. من جانبه أكد مصدر مسئول بالمنطقة الصناعية بغرب طهطا أن المنطقة الصناعية أقيمت علي مساحة 912 فداناً مقسمة إلي 4 مراحل، وأشار إلي أن المنطقة الصناعية لا يتم سحب الأرضي من أي مستثمر جاد يسعي إلي توفير فرص عمل للشباب وأنه يتم إعطاء سنة للمستثمر لتنفيذ مشروعه فإذا لم يلتزم يتم منحه أكثر من مهلة ويتم بعد ذلك إنذاره أكثر من مرة قبل سحب الأرض منه. وفجر المصدر أن المنطقة تواجه مشكلات كثيرة أهمها أن الطرق غير ممهدة ووجود خلاف بين الري والإسكان علي رصف الطريق المؤدي إلي المنطقة وكذلك وجود مشكلات أخري مثل المواصلات والإسعاف والمطافي، مما يؤدي إلي وقوع كارثة لا قدر الله في حالة حدوث حرائق أو إصابات.