من منا لم يسرح مع أليس، وينزلق معها فى دوامة الغرائب والعجائب، ويخوض معها المتاهات والدهاليز يكبر حيث تكبر ويصغر حيث تصغر، ويجرى معها خلف الأرنب لتقع فى «الحفرة المسحورة» لينفتح لها ولنا عالم من المتعة والدهشة والحكمة المتجددة. «أليس فى بلاد العجائب وأليس فى المرآة» للويس كارول.. عنوان المجلد الصادر حديثًا عن (دار التنوير) بالقاهرة، الذى يضم بين دفتيه درّة الأدب العجائبى، وإحدى كلاسيكيات أدب الأطفال الخالدة، فى ترجمة عربية جديدة، قامت بإنجازها الكاتبة والمترجمة سهام عبد السلام، وراجعتها سارة عنانى.
تتميز الترجمة الجديدة عن سابقاتها، بأنها تضم وللمرة الأولى، الجزء الثانى من «أليس فى بلاد العجائب»، وهو «أليس فى المرآة»، إضافة إلى اشتمالها على اللوحات المرسومة المصاحبة للحكايات كما وردت فى النص الإنجليزى الأصلى باتفاق مع الناشر، إضافة إلى ما أعربت عنه المترجمة فى مقدمتها للكتاب «نأمل أن يجد قراء اللغة العربية فى ترجمتنا الجديدة ما يرضيهم، فيجد الصغار التسلية ولذة الخيال الجامح، ويستمتع الكبار بهما أيضا، مع مزيد من التأمل فى ما وراء بعض الفكاهات من أفكار جادة وتأملات فى الحياة، والسياسة ودخائل النفس البشرية».
مترجمة الكتاب، أوضحت فى تقديمها للنص، أن هذه ليست أول ترجمة لرواية «أليس فى بلاد العجائب» فى العالم العربى، لكنها ترجمة «أقرب ما يكون إلى مراد المؤلف الإنجليزى وذائقة القارئ العربى».
أهم ما تميزت به الترجمة العربية الجديدة لرواية أليس بجزأيها «فى بلاد العجائب وفى المرآة»، ما أشارت إليه المترجمة من «عدم الاكتفاء بترجمة القصة»، بل الحرص على ترجمة التوريات المضمنة فى الرواية بتوريات مماثلة فى اللغة العربية، والتلاعب بالكلمات والألفاظ بابتكار كلمات مكونة من أكثر من كلمة، وكذلك نقل معانى الفكاهة الضمنية فى كثير من مواقع النص (لا سيما فى القصائد)، مع الإتيان بألعاب منطقية باللغة العربية تعادل وتوازى الألعاب المنطقية التى أوردها لويس كارول فى نصه.
وعن الدافع الذى حدا بالمترجمة إلى تقديم ترجمة جديدة لهذا النص الشهير، على كثرة ترجماته السابقة وتعددها، تشير المترجمة إلى أنه من المؤكد أن الأعمال الأدبية فى الغرب بل فى العالم أجمع لا يكتفى أبناء الثقافات الأجنبية بترجمة واحدة لها، بل تعاد ترجمتها بعد عدة سنوات من صدور ترجمات لها.
وتكشف المترجمة عن أن الترجمة الأولى قد حققت أعلى المبيعات على مستوى العالم الناطق بالإنجليزية، بل وصارت من كلاسيكيات الأدب التى لا غنى عنها فى مكتبة أى مثقف ناطق بالإنجليزية، إلا أن التغيير سنة الحياة، ولا مانع من إعادة الترجمة لتناسب الفكر المتغير ولغة العصر وتطور الذائقات البشرية لدى الشعب صاحب اللغة المترجم إليها.
«أليس فى بلاد العجائب» (Alices Adventures in Wonderland) قصة للأطفال كتبها الكاتب وعالم الرياضيات الإنجليزى لويس كارول فى 1865 (اسمه الحقيقى تشارلز دودجسون).
كان يكتب روايات للأطفال، الذى كان عادة ما يأخذ الفتيات الصغار ليفسحهن ويروى لهن الروايات التى يرتجلها، وبالصدفة أتت فكرة أليس التى كانت صغرى الفتيات اللاتى يذهبن معه فقرر أن يكتبها كى لا ينساها. «أليس» ترجمت لأكثر من 71 لغة حول العالم، وتتصدر الكتب الأكثر مبيعا منذ نشرها وعلى مدى أربعة عقود.