الكل أجمع علي أن الحشيش اختفي بالفعل من معظم محافظات مصر لكن يبقي السؤال الأهم هل سيمتنع الحشاشون عن التعاطي أم سيبحثون عن بدائل أخري؟! يقول «س.م.ق 35 سنة» فني كهرباء إن اختفاء الحشيش سبب له العديد من المشكلات ذلك لإدمانه المواد المخدرة وعدم قدرته علي العيش بدونها، فبعد اختفائه أصبح أكثر عصبية داخل منزله الأمر الذي دفعه إلي تناول أنواع بديلة للحشيش، ورغم أنها لا تعطي نفس الشعور الذي كان يشعر به عند تدخين الحشيش، فقد شعر بالسعادة فترة طويلة. أما «ن.ع.أ» فيقول إن موزعي الحشيش لا يعجزون عن الحصول عليه بل كثير منهم أصبح يقوم بعمل خلطات وبيعها علي أنها حشيش، فيتم خلط نسب قليلة من الحشيش مع الحنة ولبان الدكر وبعض الأقراص المخدرة ووصل بهم الأمر إلي بيعها بأعلي الأسعار، مستغلين اختفاء الحشيش في التربح من الخلطات التي يقومون بعملها. أما ف.أ طالب جامعي يقول إنه لا يتعاطي المخدرات نهائياً لكنه يشاهد أصدقاءه الذين يتعاطون المخدرات داخل الجامعة، وقد ساءت حالتهم النفسية فبدأوا في اختلاق المشاجرات مع أصدقائهم وفي النهاية قرروا الامتناع عن تعاطي المخدرات. ويضيف أن الحشيش من أشهر الأنواع المخدرة المنتشرة بين الطلاب في الوقت الحالي ذلك لاقتناع كثير منهم بأنه لا يؤثر في الصحة العامة، وأنه «كيف نظيف» رغم أنهم يعلمون من داخلهم بأنه يصيبهم بالأمراض. وتقول ر.م طالبة إن كثيراً من الفتيات بالجامعة يقمن بتدخين الحشيش خلال سهراتهن بحجة أنهن يشعرن بالنشوة والسعادة. وأشارت إلي أن كل هذه الحجج تافهة وليس لها أي أساس من الصحة، حيث إن هذه السعادة لا تدوم سوي دقائق قليلة ثم يعود الإنسان إلي طبيعته بل يزيد علي ذلك تدمير خلايا المخ في كل مرة يتعاطي فيها الشخص المخدر وهو ما يصيبهم أيضاً بأمراض الكبد والقلب وضعف الذاكرة والسمع والإبصار والنطق. أما «م.ع.ع» فإنه يختلف في هذا الرأي، حيث يقول إنه اعتاد علي تدخين الحشيش، خاصة مع أصدقائه في المناسبات والحفلات ويشعر حالياً بوجود نقص في حياته بعد اختفاء الحشيش الأصلي من معظم المحافظات، وأنه يحاول التخلص من شعور العصبية الذي يحدث له نتيجة عدم تعاطيه المواد المخدرة وخاصة الحشيش بأن يقوم بالبحث عن مخدر آخر أو عن طريق النوم. أما «س.م» فيقول إنه يتعاطي الحشيش منذ فترة قريبة في أوقات الفراغ لكن بعد اختفائه كان يمر عليه وقت الفراغ بشكل ممل وظل يبحث عن الحشيش مع أصدقائه وعند الموزعين، لكن دائماً ما تنتهي جهوده بالفشل. في حين يؤكد بعض المتعاطين أنهم لا يستطعون الاستغناء عن الحشيش لأنهم تعودوا عليه وأن أهم الأسباب التي تدفعهم إلي تدخين المخدرات أصدقاء السوء وأوقات الفراغ في حياتهم. وعن اختفاء الحشيش يقولون إنها ظاهرة حدثت بين يوم وليلة وذلك منذ حوالي 6 أشهر فقط، واستطاعوا اكتشافها عن طريق انتشار الحشيش المغشوش وعدم وجود الأنواع الجيدة التي اعتادوا عليها منذ أن بدأوا في التعاطي. كما أن أسعاره ارتفعت ارتفاعاً كبيراً، حيث وصل سعر القرش منه حجم عقلة الإصبع إلي 470 جنيهاً، بدلاً من 120 جنيهاً. وقد رجح البعض منهم سبب اختفاء الحشيش إلي زيادة الطلب عليه والحملات الأمنية التي تشنها مديريات الأمن بمحافظات مصر علي كبار التجار. وقد شهدت أسواق الحشيش ظهور أنواع جديدة من الحشيش المخلوط والتي تبين من خلال تحليلها أن معظمها يتكون من الحنة والمواد الكيميائية. فهناك الحشيش المخلوط بالحنة ولبان الدكر وأقراص المخدر كنترمانه والشطة وهناك أنواع أخري المخلوطة بالحنة والمستكة وأقراص المخدر التريمادول .