«حاسس إن حاجة نقصاني.. بكون متعفرت ومش علي بعضي.. أنا دماغي بتاكلني»، هكذا تحدث عدد من متعاطي الحشيش ل «الدستور» في تلخيص سريع للحالة التي ألمت ب 7 ملايين مصري يتعاطون الحشيش نتيجة اختفائه من الأسواق، وكيف يتم التغلب علي ذلك. «ز.أ. ش» 30 سنة عامل ، قال إنه حاول التغلب علي اختفاء الحشيش باتخاذ قرار الامتناع عنه نهائياً والبعد عن أصدقاء السوء والمكوث في المنزل. وأشار إلي أن الحشيش الذي اعتاد علي تناوله منذ فترة طويلة من الممكن أن يساعده علي الإقلاع عن تناوله. أما «م. ع. ع» فإنه يختلف في الرأي حيث قال إنه اعتاد تدخين الحشيش، خاصة مع أصدقائه ويشعر حالياً بوجود نقص في حياته بعد اختفاء الحشيش الأصلي في معظم المحافظات، الأمر الذي يجعله دائما متقلب المزاج وشديد العصبية، مضيفاً أنه يحاول التخلص من هذا الشعور بالبحث عن مخدرات أخري مثل «البانجو والبرشام» أو عن طريق النوم لمدة طويلة. بينما «س. م. ج» يقول إنه يتعاطي الحشيش في أوقات الفراغ، لكن بعد اختفائه أصبح الوقت الذي كان يقضيه في تناول الحشيش مملاً وفارغاً، كذلك دائماً ما يحاول البحث عن الحشيش عن طريق الاتصال بأصدقائه أو أحد الموزعين. الغريب أنه يقول إن عملية البحث عن مخدر الحشيش تصل إلي ساعات طويلة وفي النهاية إن لم يجد الحشيش يقوم بشراء البانجو أو البرشام. أما «م. ط. ج» فيقول إن موزعي الحشيش يرفضون بيع مخدر الحشيش وكأنهم احتكروه عندما يتم طلب شراء قطع صغيرة منه، أما في حالة طلب شراء قطعة كبيرة فإنهم يقومون بالبيع، ولكن بأسعار باهظة وهو الأمر الذي يؤكد أن الحشيش لم يختف من مصر. وأضاف أن سعر الحشيش لم يرتفع فقط بل جميع المخدرات الأخري التي يقل عليها الطلب أصبحت مرغوبة وباهظة الثمن أيضاً. وعلي الرغم من اختفاء مخدر الحشيش في معظم محافظات مصر خلال الفترة الماضية وعدم قدرة المتعاطين علي العثور عليه فإن أسواق تجارة المخدرات شهدت إنشاء بعض الأنواع الأخري التي اتخذها المتعاطون بديلاً عن الحشيش، علاوة علي انتشار الحشيش المخلوط بالمواد الكيميائية والمضروبة. فقد ظهر في السوق حالياً الحشيش المخلوط وهو عبارة عن لبان دكر وحنة وبرشام «كنترمان» وتراماجاك وبنج وشطة، والذي يعطي نفس تأثير مخدر الحشيش، حيث يعطي شعوراً بالنشوة والسعادة. وبدأ المتعاطون في مصر التغلب علي مشكلة اختفاء الحشيش بأساليب متعددة، حيث قال س. م.ق «25 سنة» فني كهرباء: إن اختفاء الحشيش سبب له العديد من المشكلات، ذلك لإدمانه المخدرات وعدم قدرته علي العيش بدونها، حيث اتجه إلي تناول الخمور بدلاً عنه ورغم أنها لا تعطي له نفس الشعور الذي كان يحدث له عند تدخين الحشيش فإنها تشعره بالسعادة. أما «ش. م. ع» طالب فيقول إن الحشيش لا يمثل له أي مشكلة، حيث إنه يقوم بتدخينه علي فترات طويلة لكن أحياناً يصبح متقلب المزاج ويقوم بالتشاجر مع أصدقائه كثيراً لأقل الأسباب. ورغم ارتفاع سعر الحشيش في مصر فإن المتعاطين في مصر استطاعوا التغلب علي ذلك عن طريق «عمل جمعية» وهي أن كل متعاطي يقوم بدفع مبلغ مالي لشخص يقوم بشراء كمية كبيرة وتناولها مع بعضهم البعض.