جزاكم الله كل خير موقع "بص وطل".. مشكلتي إني بقيت ثرثارة، عمري 21 سنة.. أنا كنت كتومة أوي ودي حاجة كانت مريّحاني جدا.. بس بعد ما خطيبي سابني بقيت أحكي لصديقاتي المقرّبين من الدرجة الأولى والتانية كل حاجة، وإزاي الموضوع انتهى وإزاي أنا متضايقة.. وامتد الموضوع لأني بقيت أحكي كل حاجة بقى في حياتي سواء خاصة بالموضوع بتاع خطيبي السابق أو لأ، وأحكي عن أختي وعن كل حاجة.. مش حكايات أسرار ولا كده ولكن أي حاجة وكل حاجة.. وبعد ما أحكي أحس بتأنيب ضمير وإني متضايقة وإني يا ريتني ما كنت حكيت، وإنهم دلوقتي ممكن يفهموني غلط مثلا.. أو يقولوا عليّ ضعيفة وإني لسه متضايقة من فسخ الخطوبة ونفسيتي بتتعب.. وبعدها مش بابطل، بارجع تاني أحكي وأحكي.. وهما بيقولوا كلهم إنتي كنتي كتومة بشكل كبير، لا كنت باحكي حلو ولا وحش في حياتي، وكنت جيدة الاستماع للآخرين.. دلوقتي أنا أكتر واحدة باتكلم لما أقعد مع صديقاتي.. وأنا عارفة إن اللي بيتكلم كتير أكيد بيغلط كتير، مع إني قبل ما أتخطب كنت كتومة ولما اتخطبت كنت كتومة برضه، وبيقولوا إني بقيت "لتّاتة" بزيادة، وصديقتي المقربة قالت لي إنها كانت بتضايق من كتماني بس دلوقتي أنا بقيت بارغي زيادة عن اللزوم، بس هي مش متضايقة يعني.. أنا نفسي أرجع زي ما كنت علشان أبقى مرتاحة وأتفادى كل أخطاء الثرثرة، وأكون متلقيّة ومستمعة أكتر مني مرسلة، بس مش عارفة أرجع ومش باعرف أمسك لساني زي الأول خالص.. وفيه مشكلة تانية برضه، إن أهلي بيقولوا لي إن بعد فشل خطوبتي بقيت عصبية زيادة عن الأول وحادة في كلامي وبقيت أرد بهجوم دايما، لأني حاسة إن كل الناس بتهاجمني، على حد كلامهم، وكمان بيقولوا إني بقيت أتكلم بتناكة أو غرور مع الكل، فمش عارفة أعمل إيه وأبدأ منين، ولكم جزيل الشكر.
nice.star
عندما يفشل الإنسان من الوصول إلى هدفه يصاب بالإحباط الذي يؤدي به إلى مشكلات مختلفة, وقد تضعف ثقته بنفسه ويهتز بنيان شخصيته فيحاول تعويض ذلك بأي وسيلة، ولقد لجأتِ أنت إلى الثرثرة كوسيلة للتخلص من الضغوط النفسية الناجمة عن الإحباط نتيجة فسخ الخطوبة. بداية يجب أن تضعي في اعتبارك أن فسخ الخطبة أمر وارد في زيجات كثيرة وأنه ليس نهاية العالم والحمد لله أنكِ ما زلت على البر ولم تتزوجي منه ويحدث الانفصال فتكون المشكلة أعقد. فالخطوبة مشروع زواج لو توافرت له أركان النجاح يكتمل، وإذا لم يحدث يتم إنهاؤها، وهي ليست إنجازا في حد ذاتها نفخر به أو نتحسّر على ضياعه ما دام لدينا أشياء أخرى في الحياة نتميز ونستمتع بها دون غيرنا.. ولكن تشبثنا بشيء واحد يعمينا عن الاستمتاع ببقية نعم الله علينا كالتعليم والأسرة المُحبة والأصدقاء، وحب الناس وقدرتنا على مساعدتهم ومعرفة قدراتنا وتوجيهها لصالحنا وفائدة من حولنا، مما يشيع الراحة والثقة بالنفس لدينا ويخلصنا من أي توتر يعكر صفو حياتنا. وبالتالي عليك أن تنتبهي لبقية عناصر شخصيتك وحياتك التي بها أشياء مضيئة وبنّاءة لتخرجي من هذه الدائرة المفرغة التي تكبّلك وتستنفد طاقتك النفسية فيما لا طائل من ورائه. عليك بالقراءة والاطّلاع والاندماج في الحياة العامة ومحاولة حل مشكلاتك بشكل واقعي ومستقبلي وليس بالبكاء على الماضي، إن القراءة ستمدك بمجموعة من الأفكار والمعارف تساعدك على حل مشكلتك الخاصة من جهة ومن جهة أخرى تجعل حديثك ممتعا ومفيدا للآخرين. ومن الخطأ بصفة عامة التحدث مع الغير عن الأشياء الشخصية سواء بالسلب أو الإيجاب، لأن هذا يخلق للمرء مشكلات كثيرة ويظهر للغير على أنه ضيق الأفق لا يجيد الحديث أو الاهتمام إلا بنفسه، ويعجز عن فهم الآخرين وإدراك احتياجاتهم، فهذا الآخر لا يهمه كثيرا ما إذا كنا سعداء أو تعساء في حياتنا الشخصية.. ولذلك ينبغي أن ينصبّ حديثنا على العناصر والاهتمامات المشتركة بيننا وبين الناس، مثل: السياسة، الموضة، برامج الفضائيات، الكورسات المختلفة.. إلخ، فهذا يجذب الغير للاستماع إلينا ويصبح حديثنا مشوّقا لهم.. بالإضافة إلى أن هذا الآخر قد يحصل مني على معلومات شخصية يستغلها بشكل سيئ ضدي بعد ذلك، أقلها الشماتة ونشر نقاط ضعفي بين الناس، مما يفوّت عليك فرصا جيدة للارتباط بغير هذا الشخص الذى تركك وترك لك الألم والمعاناة. إن الحكمة تقول "الشكوى لغير الله مذلّة" فلماذا أذل نفسي لغير الخالق، عليك أن تسلمي أمرك لله وحده وتشغلي نفسك بما يفيد، سواء تعلم أشياء جديدة أو القراءة أو الاندماج في أي نشاط يلهيكِ عن مشكلاتك الشخصية ويجدد بناءك الفكري دون استجداء لمشاعر أي شخص مهما كانت درجة قرابته إليك.. وفقك الله وسدد خطاك.