في البداية أوجّه لكل من يدخل على الموقع أن يساعدني، لأني عانيت كثيرا جدا؛ أرجو المساعدة.. الموضوع طويل قليلا أرجو قراءته جيدا ثم الرد بحل يريحني من الألم الذي أعيشه من فضلكم. أنا شاب في آخر سنة في الكلية وسوف أخطب بعد عام أو عامين.. ولكن هذا غير مهم، المهم منذ عام تقريبا رأيت فتاة وعندما رأيتها لم أتوقف أبدا عن التفكير فيها، وهي ابنة الجيران وكنت أراها باستمرار وعندما تحدثت معها قالت إنها لا تفكر في الحب واقترحت أن نكون أصدقاء. وبعدها بفترة بسيطة اتخطبت لأحد أقاربها، وقد تسبب ذلك في صدمة قوية جدا لي، وبعدها بنحو 5 أشهر جاءت لي رسالة من رقم لا أعرفه وعرفت بعد ذلك أنها هي من أرسلت الرسالة وأن هذا هو رقمها، وبعد أقل من شهرين تحدثنا لأول مرة وكانت لغة الحوار جميلة جدا، وسألتها عن أحوالها مع خطيبها قالت هناك بعض المشاكل، وقالت لي إنها ندمت ندما شديدا على ما فعلته معي، وقلت لها إن كل شيء نصيب وتمنت لي كل شيء جميل. واستمر الاتصال بيننا ووصلت مع خطيبها لمرحلة صعبة جدا، حتى راودني إحساس أنني السبب في هذه المشاكل، وسألتها عن ذلك قالت إن المشاكل بدأت يوم الخطوبة واستمرت حتى الآن، وقالت إنني ليس لي دخل بهذا فقررت أن أبتعد حتى تستطيع أن تصحح حياتها مع خطيبها وأن تكمل معه. وعندما فعلت هذا انهارت وكأن شخصا عزيزا عليها قد مات، وأرسلت لي رسالة وقالت فيها أرجوك لا تبتعد مرة أخرى، أحتاج لك بجانبي، فقلت لها إنني سوف أحتفظ برقمك لأننا ربما نحتاج إلى بعضنا في المستقبل، وطلبت مني أن أطمئن من وقت لآخر عليها فوافقتها. ومنذ فترة قصيرة سألتها سؤال وطلبت منها إجابة صادقة، سألتها إنتي بتحبيني؟ فقالت حاولت أخفي ذلك الإحساس ولكنه كبر عندما أحسست أنك سوف تبعد عني، وقالت أنا أحبك ولكن مش في إيدي ولا إيدك شيء نفعله واللي ربنا عاوزه هيكون، وقالت أيضا إنها ندمت على عمرها اللي عاشته من غيري وسوف تندم على عمرها التي سوف تعيشه من غيري.. فعندما سمعت هذا الكلام منها دمعت عيني وقالت لي أكذب عليك لو قلت لك إني بحب خطيبي، أنا بحبك إنت وأقولها لك لأول مرة، مع العلم إنها مخطوبة لخطيبها عن حب وهي الآن تحبني وأنا أحبها حب لا أقدر على وصفه أبدا، فماذا أفعل؟ أخشي أن أخسرها ونبتعد للأبد.
Messi
قبل أن أشرع في الرد على مشكلتك لي استفسار بسيط حول جملة عابرة ذكرتها في بداية كلامك ولم تعد إليها أو تورد مزيدا من التفاصيل بشأنها، وهي: "أنا شاب في آخر سنة في الكلية وسوف أخطب بعد عام أو عامين.. ولكن هذا غير مهم"، وما هو بالضبط يا صديقي الذي لا أهمية له، الخطوبة، أم خطيبتك، أم الموضوع ككل؟ ألهذه الدرجة لا يشكل الأمر بالنسبة إليك أي اعتبار؟! ألهذه الدرجة لا تضع في بالك أي وزن لمشاعر خطيبتك (في المستقبل) أو حبها لك أو.. أو..؟ ألهذه الدرجة لا تشغل الخطوبة حيّزا من تفكيرك في مقابل اهتمامك الكامل بالفتاة الأخرى؟ هل تعرف معنى ما سلف يا صديقي؟ معناه أنك -ولا تغضب منّي- شخص أناني، لا يهتم سوى بنفسه وبمشاعره وبحبه الذي سينحصر وقلبه الذي سينفطر وبدموعه التي تنهمر، لم تجبر خاطر فتاتك طوال الفضفضة بكلمة واحدة، وضعتها في مكانة لا تليق بأي شخص في أقل من سطر وختمته ب"بس ده مش مهم"، لا يا صديقي مهم ونص. إنها فتاة، كيان بمشاعر وأحاسيس لا ذنب لها سوى أنها أحبتك، لا ذنب لها سوى أنها ارتضت لنفسها أن تكون خطيبها فيما بعد، وإذا كانت هذه فعلا هي مكانتك لديها فلتطلق سراحها من الآن ولا داعي أن تربطها بشخص لا يهتم بها بهذا الشكل.. هكذا أرى ولك القرار في النهاية. وإذا كنت حر نفسك وغير مرتبط عاطفيا في الوقت الحالي بشكل رسمي فهي ليست كذلك، فوضعها مختلف عن وضعك، ظروفها مختلفة عن ظروفك، تواصلك معها فيه خيانة لخطيبها، إن رُحى مشاعركم المتبادلة تدهس خطيبها الذي لا ذنب له في أن قبلت هي خطبته، تماما كما أنه لا ذنب لفتاتك في أنك تنوي خطبتها، رغم أنها تتلخص لديك في "بس دا موضوع مش مهم". كلاكما أصابته الأنانية وكلاكما في حاجة إلى أن يفيق، وكلاكما يتصرف في نفسه بحرية رغم أنه ليس ملك نفسه كليّا، جزء منه ملك لطرف آخر تم تجاهله في هذه اللعبة، مع كامل احترامي لمشاعركما السامية، مع كامل احترامي لحبكما المتبادل، مع كامل احترامي لألم الفراق الذي يتذوقه كل طرف، ولكن في اللعبة طرفا ثالثا ورابعا لا بد أن يوضعا في الحسبان. صديقي العزيز.. هل تحتمل أن تكون في نفس وضع خطيب حبيبتك؟ هل تحتمل فكرة أن تحب من يخونك؟ هل تقبل دور الخطيب الغافل الذي تودعه خطيبته بكلمات الحب لتستقبل بالكلمات نفسها شخص آخر؟ إذا كنت تقبلها وإذا كان ضميرك سيتعايش مع ذلك وسيتركك لفراشك كي تنام، فلتفعل ما تريد؛ أنت حينها لا تحتاج إلى استشارة أحد، أما إذا كان شيء ما يؤرقكك بداخلك فمرحى! إذن أنت ما زلت إنسانا، ولتحافظ على هذا الإنسان وتبتعد بشرف وكرامة، ابتعد كي تحترم نفسك، ابتعد كي يكرمك الله فيمن هي أفضل، من ترك شيئا لله أبدله خيرا منه.