التقى الكاتب د. محمد المخزنجي بقرائه في مكتبة "أكمل مصر" بالإسكندرية في عيد الحب، وشهد اللقاء حضوراً مكثفاً من الجمهور؛ علماً بأن الندوة أدارتها القاصة إيمان عبد الحميد التي قدمت نبذة عن أعمال الكاتب وبداية تعرفها على كتاباته. وافتتح الكاتب اللقاء بقراءة مقال كتبه في القطار بعنوان "وددت لو أكون سكندرياً" يحكي فيه عن الإسكندرية وجمالها وحبه لها، ويعقد مقارنة بينها وبين المنصورة بلدته. وحكى عن تجربته كطبيب شاب في الحجر الصحي في ميناء الإسكندرية وأسباب نقله؛ حيث مرّت من الميناء سفينة إسرائيلية تدعى "جاسمين حيفا" ورفض الصعود على متنها ومصافحة الإسرائيليين؛ مما أخر السفينة وأعقبتها سفينة أمريكية عامله طبيبها بوقاحة، وعندما وجد مخالفات في خط سيرها وحاول تطبيق القانون عليها تم وقفه ونقله بعدها لميناء بورسعيد في أسرع حالة نقل تتم كما وصفها. وأضاف: إن الحكومة المصرية اعتبرته شيوعياً؛ ولكنه قال إنه ينتمي لمفهوم العدل والحرية ولا ينتمي لأي تيار. وتطرّق الحديث إلى كتاب "مداواة بلا أدوية"؛ حيث تكلم الكاتب فيه بأسلوب علميّ بعيد عن المصطلحات الصعبة، ويعتبر من أوائل الكتب العربية بهذا الشكل، وتكلم الكاتب عن تجربته للإبر الصينية على نفسه أولاً، وتكلم عن الطب البديل والحجامة وأضاف: إن الطبيب الصيني الذي يعالج بالإبر الصينية يدرس لمدة 6 سنوات، وحكى عن واقعة لأحد المعالجين ادعى أنه يعالج بالمعدن وأخرى تدعي أنها تعالج بالنشويات وأن هذا يعتبر نصباً. وتحدث الكاتب عن سفره وأن بعض الثقافات التي استفادها من سفره لم يستثمرها بعد، وحكى عن قصة "رنين أوتار الماء"؛ حيث ولدت فكرتها في إقامته في "أبو قير" بالإسكندرية؛ حيث كان يعيش في فيلا ضخمة من الخشب وفي الليل في الشتاء سمع أصواتاً غريبة كانت تشبه الغناء، بعدها بالصدفة التقى مع طبيب يعمل معه فأخبره أن "أبو قير" كان بها معتقل سياسي وأن المساجين كانوا يغنون دائماً، بعدها قام الكاتب د. محمد المخزنجي بعمل بحث عن المعلومة، واكتشف أنه يمكن فيزيائياً أن تختزن الأصوات في الشقوق. بعض الحضور سأل عن الرواية، ولماذا لا يكتب د. محمد المخزنجي رواية؟ وأجاب الكاتب بأن الرواية تحتاج لتفرّغ كبير منه، وهذا غير متاح بالنسبة له وهو بطبعه يميل للاختزال الذي يميز القصة. بعض الحضور سأل عن رؤية الكاتب للأدب المنغمس في المحلية والواقعية وردّ الكاتب بأن الكاتب إذا كتب عن واقع بإجادة؛ فهو كاتب جيد، وإذا كتب عن خيال بإجادة؛ فهو كاتب جيد، ويجب أن نكون ديمقراطيين في تقييمنا للكاتب واختياراته، والذي يحدث الآن أن القراءة زادت، وهذا بدوره يمنح شعاعاً لكل الكتابات. وعن حرفية الكتابة والورش سأل بعض الحضور، وأجاب الكاتب بأن الموهبة أولاً وبعدها دراسة وتنظير، ولابد للكاتب الجيد أن يكون قارئاً جيداً، والقراءة مازالت هي الأفضل وأن الورش تعطي فرصة للكتاب لمناقشة أعمالهم لأنها بديل لحلقات الكتاب الأصدقاء. تكلم الكاتب عن مشروع يتبناه الآن وهو الرعاية التلطيفية، وهي تجربة ذاتية عاشها مع والدته، وهي العناية بالمرضى في الحالات المتأخرة وتكلم عن نجيب محفوظ في آخر أيامه وأضاف إننا نحتاج إلى حكيم و ليس إلى طبيب. وسأل بعض الحضور عن كون الكاتب مغرّداً خارج السرب، وأجاب الكاتب بأنه رغم أنه مغرد خارج السرب؛ فإنه مراقب جيد للسرب، وتكلم عن ملكة الخيال لدى الكتاب، ويقول أن آينشتين كان يستدل بالجمال على صحة الرياضيات، وفي بعض الدول يتم الاستعانة بالكتاب في استراتيجيات الأمن القومي كمحللين وللاستعانة بخيالهم. واستشهد المخزنجي بالفيلسوف "يونج" في قوله: إننا لا نتخيل وإنما نرى؛ وأضاف الكاتب أن شخصاً مثل ليبرمان حينما تكلم عن تدمير السد العالي لم يقف أحد عند كلامه وأن الأدب لازال لا يؤخذ بجدية. وتكلم عن انتقاله من جريدة الدستور للشروق وعن طقوسه في الكتابة التي دائماً تكون خارج منزله وأنه غير اجتماعي ولا علاقة له بالوسط الأدبي لأنه يفضل العزلة وأنه مؤمن بفكرة النص وليس النوع، وختم اللقاء بتوقيع لمؤلفاته.
المخزنجي في عيد الحب * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: