مشكلتي باختصار إني في حياتي عمري ما مريت بقصة حب، فكان الطبيعي إن جوازي يبقى تقليدي، جالي ناس كتير لكن الواحد بيوصل لمرحلة إن خلاص بقى اللي هييجي وأشوفه مناسب هارضى وخلاص. وبالفعل اتخطبت وبعديها ب4 شهور اتجوزت، لكن المشكلة إني حسيت من أول يوم جواز إنه مش عارف يحبني، وأنا كمان ماعرفتش أحبه، والمشاكل دخلت بيننا على طول، فكان الحل الطلاق من تاني شهر مقابل التنازل عن كل شيء له. بعديها بكام شهر خطب واتجوز وكان بيحاول يبعت لي أي حد عشان يعرفني أخباره، بصراحة أنا باحس أوقات كتير إني بازعل على نفسي، ومش عارفة أتأقلم مع حياتي الجديدة، وعدى على طلاقي حوالي سنة وأنا زي ما أنا. مش عارفة أخرج من حالتي، خصوصا إن فيه ناس كتير اتقدموا لي وكان دايما يرفضوني لما يعرفوا إني متطلقة، مش عارفة، حاسة حالتي بتسوء، حاولت أدور على شغل لكن مافيش، أعمل إيه؟ الظروف كلها ضدي وآسفة على الإطالة.
emydoody
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. أما بعد، ما وصلت إليه صديقتي نتيجة طبيعية لعدم التفكير المنطقي البسيط الذي يعبر عنه المثل الشعبي الذي يقول: "قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة". بمعنى عدم الزواج وانتظار من يفهمك وتفهمينه، ويحبك وتحبينه أفضل بكثير من التسرع في زواج ينتهي بالفشل والندم، ثم يعقب ذلك أن تتأثري بمجتمع ظالم يتصور أن المطلقة مذنبة وسبب في فشل زواجها، وقد تكون مجنيا عليها ولا ذنب لها على الإطلاق في هذا الفشل. والمجتمع ومن فيه من أناس هذه أفكارهم لا يضرون إلا من يهتم بهم وبكلامهم، فالواثقون من أنفسهم الذين يؤمنون أن القسمة والنصيب بيد الله عز وجل، سواء في فشل الزواج الأول، أو عدم الزواج بسرعة للمرة الثانية، يتوكلون على الله، ولا يتأثرون بما يحدث، لأن كل ما لنا في هذه الحياة بأمر الله عز وجل. وخلاصة كلامي أن ما حدث معك أولا وأخيرا هو إرادة الله عز وجل فيك، فإذا صبرت واحتسبت بمزيد الاتصال بالله عز وجل عن طريق الصلاة والدعاء والتقرب عوّضك الله خيرا من زوجك السابق، وبأحسن ممن تقدموا لك ولم يكن لك بواحد منهم نصيب. أما أن تلومي نفسك على اختيارك الأول وتسرعك بالزواج من رجل لم يجمعك به تفاهم، ولا اهتمامات مشتركة ولا شيء إلا أنه جوازة والسلام خير من العنوسة، فهذا ظلم لنفسك يسبب لك التعاسة التي لا محل لها من العقل، فالعقل الناضج الذي يؤمن بالله عز وجل يقول إن البكاء على ما فات قلة عقل، وليس له نتيجة. أيضا عدم القبول بينك وبين من يتقدمون لك مرده إلى أن نصيبك لم يأتِ بعد، وأن تأخر زواجك بالتأكيد خير، لأنه بيد الله الذي يدّخر لك عوضا عما أصابك في زواجك الأول، فالله عز وجل بيده الخير، وربما لو تزوجت واحدا ممن تقدموا لك بعد طلاقك يكون شبيها بالأول لا يفترق عنه كثيرا. حل مشكلتك صديقتي في يدك بأن تقبلي حكم الله عز وجل في نصيبك على أن يكون لسان حالك الحكمة التي تقول: قدّر الله وما شاء فعل وليس لنا إلا أن نرضى بما قسم الله لنا، وأن نطمع في عوض قريب نسأل الله عز وجل ليل نهار أن يرزقنا إياه، والصلاة والدعاء صديقة "بص وطل" العزيزة خير وسيلة للسلوى، وللصبر على حكم الله، والوثوق بالله أن يعوضك عما فاتك بخير منه إن شاء الله. باقي كلمة صديقتي.. الزواج مهم في حياة الناس بل اعتبروه نصف الدين، ولكن أي زواج هذا؟ فالزواج حكم بالمؤبد لتعيش زوجة مع زوج ويكون بينهما أطفال، ولهذه التركيبة يلزم العاطفة بين الرجل والمرأة، ويلزم التفاهم، ويلزم التكافؤ النفسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي، ويلزم الصبر وعدم التسليم بالفشل من أول خلاف بينهما. وهذه الأشياء صديقتي يلزمها تفكير في أن الزواج شركة ومسئولية ورغبة من الطرفين في تحمّل كل منهما الآخر والتضحية في سبيل البقاء معه، وهذا ما أود أن ألفت انتباهك له وهو: - تنازلك عن مستحقاتك لزوجك الأول خطأ يدل على أنك تسرعت في الزواج وتسرعت في الطلاق. - تصورك أن الحياة زواج فقط وأن الزواج سبب سعادتك ليس بصحيح. - الانشغال عن الترقب والانتظار لزواج بديل لا يكون بالعمل خارج البيت فقط بل بالعلم والدرس، والعمل داخل المنزل، والسعي لتحقيق ذاتك ناسية متناسية تأخر الزواج، وآراء الناس في المطلقة، وغيرها مما حبست نفسك فيه. فاخرجي صديقتي من أفكار لن تصل بك إلا إلى مزيد من سوء الحال، واتركي أمرك لله عز وجل، وثقي أن خيرك بيد الله، فاتصلي بالله ليكون معك، فالله وحده عز وجل الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير، قادر على أن يبدل تعاستك سعادة ويرزقك خيرا مما تنتظرين إن شاء الله.