السلام عليكم.. أنا عندي أخ أكبر مني، رافض إني أتجوز، من غير سبب؛ كل ما ييجي لي عريس وبعد ما أشوفه، ييجي يقول لي: مارضيش بيكِ. وبعد كده عرفت إنه راح للعريس وقال له: هي مش موافقة عليك، وراح جوّزه لواحدة تانية معرفة. والموضوع ده اتكرر أكتر من مرة، ومش عارفة أشتكيه لحدّ كبير؛ لأن ماعنديش إثبات على اللي عرفته.. وماما عارفة؛ بس مش عارفة تتصرف معاه.
برغم كده مش عايزة أعاديه عشان صلة الرحم ورضا الله؛ بس مش عارفة أتصرف معاه، وعمري عمّال يعدّي، وكمان هو عمال يعاير فيّ إني ماتجوزتش لحد دلوقتي؛ صحيح إن عمري مش كبير (27 سنة)؛ بس أنا خايفة عمري يضيع مني، ومش لاقية حل؛ لأنه مصمم على أفعاله ووالدي متوفى.
nona
صديقة "بص وطل" العزيزة.. يقول رب العزة في الحديث القدسي: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كَتَبَه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضرّوك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف".
والحديث القدسي صديقتي -وهو كلام الله تبارك وتعالى على لسان نبيه- معناه أن: الخير للإنسان بِيَد الله لا يملكه بشر ليعطوه لغيرهم، ولو اجتمعوا كلهم!! ولا يمنعه بشر، ولو اجتمعوا كلهم!! كذلك الضرر بِيَد الله لا يعطيه بشر، ولو اجتمعوا كلهم!! ولا يمنعه بَشَر ولو اجتمعوا أيضاً كلهم! مش أخوك وحده؟؟
مما تقدّم صديقتي تفهمين أن أخاك لا يفعل شيئاً على الإطلاق، لا خير ولا شر دون إرادة الله تبارك وتعالى لك؛ يعني لا هو اللي بيطفش العرسان عشان يضرّك، ولا هو اللي بيجوّز البنات عشان ينفعهم. ولو لأخوك القدرة على العطاء بالمنفعة لأعطى لنفسه؛ لأفاد نفسه، ولو كانت له القدرة على المنع لَمَنَع عن نفسه الشر وما يحيط به من مشاكل الدنيا الكثيرة.
إذن في يد مَن مشكلتك فيمن يتقدمون لك، ولا يحدث نصيب؟
طبعاً في يدِ الله وحده الذي بيده النصيب في الرزق بالزواج والنصيب في الذريةبعد الزواج، النصيب في الوفاق (الحب يعني)، بالمعاشرة الطيبة الحسنة التي تحافظ على الحب، وعلى دوامه لباقي العمر إن شاء الله.
ولو عُدنا للحديث القدسي، سنجد أنه بدأ بقوله تبارك وتعالى: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله". وسنعرف من الحديث أن السؤال والاستعانة لا تكون بأخيك أو غيره ممن لا يملكون لأنفسهم حولاً ولا قوة؛ إنما تكون بالله عز وجل، الذي إذا سألناه أعطانا، وإذا استعنّا به أعاننا. قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعِ إِذَا دَعَانِ}. ونصيحتي لك صديقتي؛ حتى يرتاح قلبك، الآتي: أولاً: أن تعرفي وتتيقني أن نصيبك عند الله، ولم يأت أوانه بعد، ولو جاء لن يمنعه عنك بَشَر.
ثانياً: أن تسألي الله تبارك وتعالى في صلاتك ودعائك أن يرزقك زوجاً طيباً صالحاً، يكون لك زوجاً وحبيباً وأباً لأولادك.
ثالثاً: اشغلي نفسك صديقتي بالتقرّب من الله، وبدراستك أو عملك، ولا تهتمّي لكلام أخيك في تأخّر زواجك؛ لأن هذا كلام تافه لا يصدر من شخص يعرف أن النصيب بِيَد الله، وليس بيدك ولا يده.
أخيراً صديقتي.. عليك بالصبر والاستعانة بالله، والدعاء في الصلاة، والسجود؛ حتى يمنّ عليك الله تبارك وتعالى بنصيبك، الذي يُسعدك إن شاء الله.