أنا تقدمت لخطبة فتاة عن طريق أختي الكبيرة، رأتها وحكت لي وفرحت بوصفها، وأخذنا موعدا للزيارة وبالفعل ذهبت لرؤيتها فكانت أجمل مما تصورت، جميلة جدا ومحجبة ومتدينة فأعجبت بها، وتابعت خطبتها.. ولكن أبوها كان مادي وزاد عليّ في شروطه بعد أن وافقت العروس بي كزوج لها، ولكنني خضعت لشروط والدها لإعجابي الشديد بالعروسة، رغم اعتراض أهلي على تلك التحكمات ولكني كنت مسئولا عن مصاريف الزواج فوافقت. وبعد 10 أشهر خطوبة وزيارات ومكالمات تليفونية وقعت في حبها أثناء تلك المدة، ووقعت هي أيضا في حبي، وكنا متيّمين ببعضنا وكنا نجلس بالساعات نتحدث تليفونيا دون ملل، وبعد 10 أشهر تحدد موعد الفرح وكان والدها يرفض عقد القران إلا قبل الدخلة بيوم ووافقته، وبعد أن جاء عزال العروسة إلى بيتي وأتيت أنا بالموبيليا وجهزت الشقة. بعد أن أتى أهل العروسة ليضعوا عزالها نظروا لشقتي باحتقار وأخذوا يعيبون على كل شيء بلا استثناء، وقال لي أبوها سوف نؤجل الفرح حتى تغير لي كل تلك الموبيليا لأنها لا تناسب مستوانا، ولما شكوت لها وجدتها تعيب على كل شيء هي أيضا، رغم أنني فعلت كل شيء على أعلى مستوى وكل الناس أقاربي وحتى أعمامها وجيرانهم كانوا يحسدونني على جمال شقتي. ولما قلت لخطيبتي أنا فعلت كل ما يمكن فعله وليس باستطاعتي عمل أكثر من ذلك، قالت ببساطة إن لم تستجب لطلباتي فلن أقبلك كزوج، فقلت لها إن كان الأمر كذلك فأنا الذي لا أقبلك، وبالفعل ذهبت وأخذت إخوتي واتفقنا على فسخ الخطبة، وكان ذلك قبيل الزواج ب7 أيام فقط. وأخذت ذهبي والهدايا وجاءوا معي وأخذوا عزال ابنتهم وافترقنا، وهي بعد أن كانت قاسية جدا عليّ علمت أنها أصيبت بحالة عصبية بعد ذلك، أما أنا فكنت في حالة ذهول وأخذت موقفا منها وأنا في غاية الحزن لأصون كرامتي، وكنت أتمنى أن تعود وتعتذر لكن هذا لن يحدث منها، مما زاد حزني منها وغضبي عليها.. والآن أحس أن حبي لها يتحول إلى كُره، وفي بعض الأحيان أدعو عليها أن ينتقم منها الله، وأحيانا أخرى أقول اللهم وفقها لمن يصونها، لكنني لن أسامحها طول عمري.
m_radwan
لا حول ولا قوة إلا بالله، حينما تتحكم الماديات في العلاقات الإنسانية فعلى الدنيا السلام. أخي الكريم أحيي فيك شيئين، الأول تمسكك بالإنسانة التي أعطيتها وعدا بالزواج، والثاني عدم ظلمها في أي شيء حتى في الوصف بعد انتهاء الارتباط. بداية أنا متأكدة من أن الله أرسل إليك إشارات توضح شخصية الفتاة، إلا أنك إما تجاهلتها وإما كنت تختلق لها المبررات في سبيل الاحتفاظ بها. لا يسعني إلا أن أذكرك بالحديث الشريف، فعن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظِ الله يحفظك، احفظِ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف". إذا أدركت معنى الحديث الشريف ستعي جيدا أن كل ما حدث ما هو إلا مجرد أسباب حتى لا يكتمل هذا الزواج، لسبب لا يعلمه إلا الله، فالقاعدة الأساسية هي أن الله لا يريد بنا إلا الخير، مهما تخيلنا عكس ذلك ومهما كان الموقف قاسيا في بدايته. ذكرت أن والدها مادي وأنا أؤيد هذا الرأي، فقد نسي قول الرسول الكريم: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، نسي أن من يقيس الناس بمادياتهم هو الخاسر لأن المادة لا تصنع الرجال والأخلاقيات والشخصية التي يُعتمد عليها. بصراحة لا أجد أي سبب مقنع يفسر موقف الفتاة، غير أنها لا تمتلك تلك الشجاعة للدفاع عن حقها في الاحتفاظ بشريك العمر الذي اختارته، وكنت أتمنى لو أن أختك ذهبت أو اتصلت بالفتاة لمعرفة الأسباب الحقيقية لموقفها. لكن أيا كان السبب فهي فتاة ضعيفة الشخصية تفقد قوة الاحتفاظ باحترام من تحب، أرى أنها تستحق الشفقة لا الدعاء عليها، لكن شفقة لا تدفعك للتفكير فيها من قريب أو من بعيد. أرى أن من باب أولى أن تدعو لنفسك أن يرزقك الله الزوجة الصالحة ويبدلك خيرا منها، بدلا من الدعاء على الفتاة أو حتى لها، وتذكر قول الرسول: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له". اصبر وانسَ الأمر بأكمله، ورجاء لا تأخذ فكرة سيئة عن الفتيات بشكل عام، فكما يوجد فتيات لا يعتمد عليهن، يوجد فتيات يلتزمن بكلمتهن مهما كلفهن الأمر، وأدعو الله أن يعوضك بإنسانة تقدّر قيمة الزوج الصالح، الذي يتقي الله فيها فيجعلها أسعد نساء الأرض. لا تسمع لأي نصيحة بأن تحذر أو تبتعد عن التفكير في الارتباط، أو حتى الإقبال على الارتباط سريعا بفتاة تنسيك غدر الأولى، فجميعها نصائح مدمرة. كل ما عليك هو شكر الله على أن رزقك بحيث تؤسس شقتك بما يشرفك، وأن أظهر لك سوء الأسرة التي كنت سترتبط بها في الوقت المناسب، وتذكر دائما وأبدا أن من ذاق مرارة الظلم يعرف قيمة العدل، فإياك من ظلم أي فتاة أخرى. كما أنصح أي شاب أو فتاة أن يلاحظوا شخصية وسلوكيات الطرف الآخر، ولا يتركوا شيئا يمر مرور الكرام، خصوصا ما يتعلق بالدين وعلاقتنا بالله، وتذكر أن الدين المعاملة، وأن شخصية الإنسان الحقيقية تتضح من خلال تعاملاته مع الآخرين، الأهل والأصدقاء والزملاء وليس فقط من خلال تعامله مع الإنسان الذي يرتبط به. وفقك الله ورزقك بالزوجة الصالحة.