ليست هذه أول مرة أكتب فيها إليكم؛ لأسأل فيها عن أشياء تحيرني ولا أستطيع أن أسأل فيها سواكم، وأثق أنكم سوف تريحونني بإجابات شافية بإذن الله. أنا كما قلت سابقا فتاة مخطوبة، وخطيبي ولله الحمد شاب متدين جدا ولم يسبق له أن حادث فتاة غيري، وأنا متأكدة من هذا حتى أننا قبل خطبتنا عندما كان يراني -مع أنه يحبني منذ زمن بعيد- إلا أنه كان يغضّ بصره عني باستمرار.. والآن تعمقت مشاعر الحب والمودة بيننا، والشوق كذلك ونتكلم باستمرار إما عن طريق الموبايل أو النت أو الفيديو وأحيانا نتقابل، المشكلة يا صديقي هي حيائي الشديد منه!! أحيانا أحس أنه سعيد بهذا الحياء وأحيانا يتضايق منه.. وعندما نتكلم على الفيديو يراني وأراه يطلب مني أحيانا أن أرفع الطرحة مثلا عن صدري أو أن أرجع للوراء أو أتحرك حركات معينة ليرى كامل جسدي، مع العلم أني أكون بحجابي لكن ملابسي تكون ضيقة جدا وأنا لا أخرج هكذا في الشارع، وإذا لبست ملابس واسعة يغضب جدا وربما خاصمني، ويقول لي إن هناك أشياء تحدث له وأنا لا أفهمها!! والحقيقة إني فعلا لا أفهمه! لماذا يغضب كل هذا الغضب عندما أستر تفاصيل جسدي عنه أم إني أنا المخطئة؟!! أرجوكم أجيبوني. آسفة إذا كنت أطلت ولكن عندي تساؤل آخر.. منذ فترة عرفت أن العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته لا تخلو أحيانا أثناء تأدية الجنس من تراشق الرجل وامرأته بعض الألفاظ أو الكلمات الجنسية الصريحة جدا أو بالأصح الألفاظ النابية التي نسمعها في الشارع! تعجّبت جدا عندما سمعت هذه المعلومة فكيف وأنا أمارس الحب مع حبيبي وزوجي الذي أعشقه وأحترمه أن أسمح لنفسي أو له بذلك؟ وكيف نحترم بعضنا بعضا إذن وكيف.. وكيف.. وكيف؟!! وهل هذا قائم فعلا في العلاقة الحميمة أم إن هذا كلام خاطئ؟؟ عهدي بكم ألا تهملوا تساؤلاتي وأن تجيبوني بصراحة لذا أنتظر منكم الرد.. وشكرا.
lolyasoola
هناك مجموعة من المحاور تتحكم في سلوك الإنسان منها محور المشاعر والوجدان ومحور العقل والمنطق ومحور الدين والمحور الفسيولوجي والبيولوجي... إلخ, ونحن نتعرض لكثير من المواقف في حياتنا, وكل موقف نوجد فيه أو نتعرض له يتحكم فيه محور معين من هذه المحاور ويعلو فوق غيره فتكون له الصدارة فيه. فعندما نصلّي يتغلب المحور الديني ونستحضر الورع وتكون الخشية من الله هي سيدة الموقف، وعندما يختلي رجل بامرأته تكون الغريزة هي سيدة الموقف, ولذلك حرّم الله اختلاء الشاب بخطيبته؛ لأن في هذا الموقف تغيب عن أذهاننا خشية الله ونسعى لإشباع غريزتنا، ولذلك كان لا بد من وجود إنسان ثالث في الموقف يمثل الحاجز المادي حتى لا يقع الخطأ بينكما, وهذا هو سرّ ازدواج سلوك خطيبك بين موقف وآخر.. فلقد ابتلانا الله بالشيطان ووسوسته والغرائز وتبعاتها، وعلينا أن ننتبه إلى ما يجرنا إلى معصية الله ونتجنبه. فخطيبك الشاب المتدين المحترم الذي لم يحادث فتاة قط قد وقع في الخطأ، واهتزّت صورته العظيمة أمامك من جراء فعل الشيطان والغريزة بكما عن طريق كاميرا الإنترنت, فلولا وجود الكاميرا لما تطرّقت إلى ذهن خطيبك تلك الأفكار الغريزية الشيطانية بالنظر إلى تفاصيل جسدك حتى لو سترتِ نفسك بالملابس الضيقة التي تظهر أكثر مما تخفي, وهو يأمرك اليوم بالكشف عن جسمك بملابس ضيقة، وسوف يطلب منك غدا أن تخلعي له الطرحة و... و... إلخ. إن مؤشر الغريزة يرتفع شيئا فشيئا بمجرد الوجود في موقف الاستثارة, والشيطان والنفس الأمّارة توجد لنا الحجج والمبررات وتجرّنا إلى المعصية بخطوات ناعمة, فلقد حرّم الله النظر مع أن النظر في حد ذاته لا يشبع الغريزة، ولكن الاسترسال والإمعان فيه قد يجرنا إلى جريمة الزنا إذا أتيحت لنا الفرصة -لا قدر الله- لأنه يشعل الغريزة, فمن حام حول الحمى وقع فيه. والأشياء التي تحدث لخطيبك يا عزيزتي هي بفعل هرمونات الذكورة في جسده عندما يشاهد تفاصيل جسدك على الإنترنت، فيشتعل جسمه بالرغبة الجنسية التي يشبعها بطريقة أو بأخرى مما ينهكه جسديا ونفسيا, فلو أنكما نزعتما كاميرا النت لما أوقع نفسه في هذا المأزق الفسيولوجي الذي أربكه وأربكك. إن هذه الكاميرا وكذلك الأحاديث التليفونية المطولة عدّها كثير من الفقهاء خلوة لا تنبغي بين الشاب وخطيبته؛ لأنه لا يوجد طرف ثالث بينكما يسمع أو يرى سوى الشيطان، والدليل على ذلك ممارسة الجنس في التليفون وعبر النت. إن خطيبك عندما يراك بملابسك الواسعة لا تتحرك الشهوة عنده ويتغلب عليه ورعه وتدينه، فساعديه وخذي بيده إلى الوجهة الصحيحة لكل منكما بنزع كاميرا النت، وأسرعا بالزواج قدر استطاعتكما، وأقنعيه بأن الشيطان يسعى ليقوّض سعادتكما من خلال هذه الكاميرا اللعينة. ولتعلمي جيدا أن ما يحدث بينكما الآن لا يكفل لكما علاقة زوجية محترمة في المستقبل؛ فعند أبسط خلاف بينكما سيعيّر كل منكما الآخر بما يحدث الآن بعد أن تخفت الشهوة ويفيق العقل ويستيقظ الضمير. أما عن العلاقة الحميمة بين الزوج وزوجته فلا يوجد كتالوج أو خريطة لمعرفة ممارستها؛ فلكل فرد طريقته في إشباع غريزته، والمعيار الرئيسي هو الشعور بالاستمتاع والتوافق بينكما بوجود علاقة زوجية مشبعة لكل منكما. وأقول علاقة زوجية ولا أقول جنسية؛ فالزواج مجموعة من العلاقات الجنسية والنفسية والاجتماعية المتشابكة، فها أنت متخوفة من الطريقة التي ذكرتِها -من ذكر ألفاظ نابية- أن توقعك في عدم احترامه، وهذا الخوف في حد ذاته يحرمك من الاستمتاع أثناء العلاقة، وقد يحرمك من الإشباع مما يسبب إحباطا له ولك على حد سواء.. وقد يستمتع غيركما بتلك الطريقة المذكورة. وبصفة عامة لا تفكري كثيرا في شكل هذه العلاقة الآن؛ لأن هذا التفكير في حد ذاته يؤجج الغريزة وهذا ليس أوانها، عليك بالتفكير في إعداد بيت الزوجية وشكله وأثاثه وستائره وسجاده... إلخ، فهذا تفكير واقعي يتناسب مع فترة الخطوبة، أما العلاقة الجنسية فستتحرك تلقائيا عندما يغلق عليكما باب عش الزوجية الجميل السعيد الجدير بكل البركة والاحترام بإذن الله.. مع خالص تمنياتي لكما بالسعادة والهناء.