أحب أقدم كل الشكر لكل القائمين على الموقع لما يقدمونه من مساعدات لنا. مشكلتي إني كنت مرتبطة بإنسان اتعلقت بيه أوي لأنه عرف يحتويني ويحبني ويخاف عليّ، خلاني أحس بوجودي، ادّاني اهتمام كبير، حبني بصدق أوي. بصراحة كده أنا ماكنتش بحبه، بس كل اللي شفته منه ده حببني فيه، بقى حاجة مهمة بالنسبة لي بقى كل حياتي، هو بصراحة حب يغيّرني للأحسن بس أنا ماكنتش باستجيب، يعني كان يطلب مني أغيّر طريقة لبسي وأتحجب، والخروج الكتير بلاش وكده، وأنا ماكنتش باعمل كده بسهولة. لما جه يتقدم لي واجهنا مشاكل كتير لحد ما اتخطبنا، ودلوقتي إحنا مخطوبين بس حياتنا كلها مشاكل، والمشاكل زادت وتحكماته زادت أوي، يعني مش عاوزني أخرج، ولو خرجت مش أتأخر، وأنا مش باخرج لوحدي، يوم ما باخرج باكون مع والدتي، بس يرجع يتخانق ويزعق وكده. هو عصبي أوي لدرجة غريبة، وبدأ الموضوع يكبر أوي، وكان عاوز يدخّل أهلي في الخلاف بس أنا رافضة، دلوقتي يقول لي إني حرة في تصرفاتي لحد ما نتجوز، يعني بمعنى أصح اتغيّر معايا. أنا اللي متأكدة منه إنه بيحبني أوي وخايف عليّ ومش بيطلّع نفسه غلطان، أعمل إيه عشان أحل المشكلة ومايكونش فيه خلاف بالشكل ده؟ إحنا كل يوم نتخانق على أقل حاجة، وهو مش بيكبر، بل بالعكس يدقق على أقل الحاجات لدرجة إني ماكنتش متخيلة إننا لما نتخطب هنبقى كده. أنا تعبانة نفسيا أوي بسبب كده، وصحتي بقت في النازل ونفسيتي تعبانة، والمشكلة كمان إنه بيفهمني أوي من صوتي ومن عينيّ، مش عارفة أتصرف يعني لو لقاني متضايقة مش باعرف أخبي عليه. أعمل إيه علشان أرتاح والحياة بيننا تبقى كويسة؟ أنا قربت أكره كل حاجة بعد ما حببني فيها، بدأت أتوه من نفسي بعد ما لقيتها، هو بيعمل كل ده ليه؟ هو بيقول عشان بيحبني وإني مش مقدّرة ده، وبيقول إني مش بحبه، لكني تعبت من الخناق، حاسة إننا مش هينفع نكمّل، ومع العلم إني عارفة إنه تعب أوي لحد ما اتخطبنا وهيتعب أكتر لحد ما نتجوز، لأنه عاوزني وشاريني، أعمل إيه؟
dodo
"أنا أفعل ذلك لأني أحبك"، العبارة المعتادة ممن تشكو نصفها الآخر غيرته المفرطة، صحيح أن بعض الغيرة مطلوبة، ولكن الإفراط في أي شيء، أي شيء مهما كان، يقلب أثره إلى العكس. أعتقد أن لديّ تفسيرا لإفراط خطيبك في غيرته، هو أنه غالبا يخشى عودتك إلى ما قبل تغيّرك على يديه، من خروج كثير وعدم ارتداء الحجاب... إلخ. فضلا عن شِق آخر في الغيرة المفرطة، يتمثل في شعور المبالغ في غيرته على نصفه الآخر بنوع من ضعف الثقة بالنفس، حتى وإن أبدى العكس، فهو يشعر أنه لو لم يمارس ضغطا عاطفيا على فتاته فإنه مهدد بفقدها. وهذا بالطبع شعور غير صحي، والأفعال الناتجة عنه تستمر في التصاعد مع تصاعده، حتى تصبح العلاقة مهددة بالفشل. إذن فالمطلوب منك فيما يخص هذا الشق واضح، وهو أن تبثي الثقة في خطيبك وتحاولي مصارحته بفهمك حقيقة مشاعره، وتفهّمك قلقه من فقدك أو تغيّر مشاعرك نحوه، وأن تطمئنيه لحبك وإخلاصك له بشكل يجعله يخفف من القيود التي يفرضها عليك. أما الشق الآخر من المشكلة فهو القهر في العلاقة، وأعني به ما وصفتيه من أن خطيبك لا يعترف بخطئه ويحاسبك حساب الملكين على كل صغيرة وكبيرة.. بالنسبة إلى هذا السلوك لا أجد ما أنصحك به سوى أن تأخذي وقفة حازمة معه، وأن تفهميه أن العلاقة بين أي اثنين علاقة ندّية، لكل منهما فيها حقوق وعلى كل منهما التزامات، وأن العدل يقتضي أن يفرض هو على نفسه نفس القيود التي يفرضها عليك. وأن تخبريه أن تصيّده الأخطاء لك يعطيك نفس الحق، وأن الأفضل في تلك الحالة أن يتمتع الطرفان بالمرونة والكياسة عن أن يتشدد كل منهما في اصطياد أخطاء الآخر. فإما أن يحترم كلامك هذا ويقتنع به، أو أن يكون هذا مؤشرا بأن قيوده وغيرته عليك لا تعبران عن الحب بقدر ما تعبران عن الامتلاك، وشتان بين العاطفتين. طبعا معنى وقفة حازمة ليس أن تستبدلي فرضه رأيه وأفكاره بفرضك رأيك وأفكارك، بل يعني أن تحاولي الوصول معه إلى نقطة اتفاق مشتركة بينكما يقدم فيها كل منكما التنازلات لأجل الآخر بالتساوي. هذا التعامل -في مجمله- مع ما تشكين منه، لا نتيجة له سوى اثنتان: إما أن يراجع خطيبك نفسه ويلتزم -قدر المستطاع- بأن يحاول تخفيف غيرته وحدة طباعه معك، أو أن لا يكون أمامك سوى إنهاء ذلك الارتباط، لأن أي علاقة بينكما لا تكونا فيها متساويين ستكون علاقة سيد بجاريته لا حبيب بحبيبته أو زوج بزوجته، ولن تجدي أي إيجابيات أخرى في الحلول محل تلك الندية وذلك التساوي. فقيود الحب في النهاية مجرد قيود، والظلم باسم الحب يبقى في النهاية مجرد ظلم، وإن كنا لا نرضى الظلم بين الغرباء، فكيف به بين المتحابين؟! فكّري في كلامي هذا يا عزيزتي، وليهديك الله إلى ما فيه الخير.. تحياتي.