السلام عليكم.. أنا هاكتب مشكلتي وأرجو النشر مع ضمان السرية والرد في أسرع وقت.. في البداية.. أنا بنت عندي 18 سنة، عرفت شخصا عن طريق الصدفة منذ عامين، وأحببنا بعضنا حبا عميقا طاهرا؛ فمن أول يوم طلب مني أن أخبر والدتي بتلك العلاقة، ولكن المشكلة أنه كان لديه خدمة عسكرية، فقابل والدي ليطلب يدي وليخبره بأنه ليس مستعدا الآن ماديا، حتى إنه بكى. وطلب منه الصبر ولو سنة، ولكن والدي رفض بشدة، فذهبت إلى والدي وأخبرته بأنني سوف أطيعه من كل قلبي، وبعد مدة أخبرني والدي بأنه موافق على هذا الشاب، وعندما سألته عن السبب قال لي: أخوكي دخل الجيش وحسيت دلوقتي بالألم الذي كان يعانيه والده. وطلب مني انتظاره، وسيكون الارتباط قريبا إن شاء الله.. ولكن ظروفه المادية أثرت على نفسيته، فقررت الوقوف بجانبه وهو يتعذب وأنا أتعذب معه؛ لأنه قد فقد الرومانسية تماما، وأصبح تائها غير مدرك بنفسه ولا حتى بي.. أصبحت اتصالاته قليلة واهتمامه أيضا.. قالت لي أمه إنه يتعذب لأن ظروفه صعبة جدا. لكنني ما زلت أتحمل ولكن أمامه فقط، ومن ورائه أتعذب أنا الأخرى؛ لأني بحاجة إلى الحنان منه.. من قلة اهتمامه أصابني الشك به، ولا أعرف ماذا أفعل، لم أعد أثق بحبه من ناحيتي، مع العلم بأن غيرته شديدة إلى درجة الجنون.. أفيدوني أفادكم الله.
smartxhunt
صديقتي العزيزة.. الأزمات المادية لا تقتل الحب فقط.. إنها تقتل الأشياء الجميلة من حولنا، وتحوّلنا جميعا إلى ثيران مربوطة في سواقٍ من أجل لقمة العيش، أشعر بكِ جيدا وأعرف كيف اختفى الحب لدرجة تجعلك لا تثقين بوجوده من الأساس، ولكنه موجود صدقيني، ولكن الظروف تستمر في خنقه وقتله كل يوم، فهل ستجعلينها تنتصر على الحب الذي أتى بهذا الشاب البسيط إلى بابك وجعله يبكي بالدموع ليقبله والدك، وجعلك تنتظرينه وتحتملينه. جميل أن نحب.. والأجمل أن نتحمل مسئولية هذا الحب، ولكن يجب أن نفكر في قدراتنا والظروف المحيطة بنا، وهل ستمكننا من الوصول بهذا الحب للأمان أم لا؟ صديقتي.. إنها رحلة طويلة أكبر من كلمة حب أو وعد بالزواج، رحلة تحتاج إلى حركة وأحداث ومواقف حقيقية، لأن الحياة لن تنتظر أحدا، والإنسان منا يتطور ويتغير على مدار الزمن، وخصوصا في عصر السرعة الذي نعيشه. صديقتي.. لو قررتي تموتي الحب ده وتخلي الظروف تنتصر إنتي حرة.. ولو عاوزة تحييه من جديد يبقى لازم إنتي وهو تفكروا سوا وتغيروا حياتكم؛ لأن الحل مش إنك تسيبيه؟ لأنك في كل الحالات تريدين أن تتزوجي وتستقري، لذلك ففراقك عن حبيبك لن يحل مشكلتك، بل سيؤجلها ويعقّدها أيضا؛ لأنك ستبدئين في البحث من جديد عن إنسان يناسبك، ربما يكون جاهزا وربما لا، وربما تكون ظروفه مثل ظروف خطيبك، خصوصا أن كل الشباب يعانون من نفس المشكلة، وحلها لن يكون بالعزوف عن الزواج، لأنه سيحول مصر إلى شعب من العوانس (رجالا ونساء) وستتوقف الحياة الحقيقية، بل وسيترتب على ذلك الكثير من المشكلات الأخرى. الحل هو الزواج التعاوني، والبدء ببساطة والمرونة وتيسير الأمور من الأهل، وينبغي أن تتكلما معا حول أهدافكما، والالتزامات التي يجب الوفاء بها.. وما الضروري وما هو في الإمكان وما يمكن تأجيله، ويمكنكما الحصول عليه بعد الزواج بالفعل.. إلخ. وليس سيئا أن تتعاونا، أنا لا أعرف ما المشكلة في أن يبدأ شابان في شقة صغيرة أو إيجار جديد، ربما يكون إيجار الشقة أرخص أحيانا من تكلفة مكالماتكما التليفونية طول الليل والنهار. صديقتي فكري بشكل إيجابي، وتكلمي معه، وحاولي أن تبدءا حياتكما الآن ببساطة ولا تؤجلا أحلامكما، وصدقيني بعدها ستجدين كل الأمور قد تم حلها، وستجدين أن الأثاث والأطباق والملابس وكل هذه الأشياء التي تعطل الزواج الآن لا قيمة حقيقية لها، ففي النهاية ما سيبقى هو حبكما واحترامكما بعضكما لبعض، وفي حالة عدم وجود هذان الاثنان -لا قدر الله- لن تكون هذه الكماليات سوى سبب مشكلات وصراع جديد فيمن سيحصل عليها.. إنها دائرة مفرغة، لن يستطيع المجتمع الخروج منها سوى بوعي المتعلمين وتوعية الأهالي. تكلمي مع خطيبك.. وضعا قائمة بالأشياء الهامة، وبما يمكنكما تأجيله أو الاستغناء عنه، خططا لمستقبلكما.. أخبرا الأهل بما اتفقتما عليه وحاولا إقناعهم لصالحكما ولصالح الجميع.