هو وهي بينهم دايما استلطاف وغالبا بينهم خلاف مش بس في الميول والرغبات العاطفية والطلبات الرومانسية، لكن اللي بينهم بيختلف باختلاف تدين كل واحد منهم فلو الأصل في الارتباط التكافؤ فناس كتير من هو وكمان من هي بتعتبر إن التدين ودرجته من أهم درجات التكافؤ واللي على أساسها بيقوم الارتباط أو يتهد. فاكرين فيلم "أنا مش معاهم" اللي بيحكي عن قصة شاب مستهتر عايش حياته في المخدرات والسهرات المشبوهة، ولما بيقابل بنت محجبة بتعجبه، وعلشان يقرب منها بيمثل إنه ملتزم ويعرف ربنا، وفعلا بتحبه وبيتجوزوا قبل ما تكتشف حقيقته.
يمكن الفيلم كان يقصد حاجة أو يشير لحاجة، لكن اللي يهمنا هنا هو السؤال هل التدين سبب أساسي دلوقتي للارتباط بين أي اتنين ولا هو عامل مش مهم أوي موجود أو مش موجود ولا عامل طرد ولا إيه؟؟ تعالوا نشوف.
خالد: بالنسبة لي أنا الحمد لله باصلّي ويعني باحاول أقرّب أكتر من ربنا لكن قبل ما أتجوز مراتي ماكانتش محجّبة وده مأثرش عليّ بالعكس أنا كنت عايزها كده وأنا اللي أخليها تلتزم.. المهم إنها كانت مؤدّبة وهادية وارتحت لها لكن حكاية التدين دي كنت عايز أنا اللي أزرعها فيها وفعلا ده حصل وقدرت أؤثر فيها!!
وموقف خالد ممكن ناس كتير تستغربه وتقول إنه كده بيخدع نفسه؛ لأنها لو كانت اتجهت للتدين علشانه فده مش هيكون تدين حقيقي ويقدر يطمئنّ له، ولو كان حقيقي يبقى ممكن يكون هو عامل مساعد بس لكن مش هو الأصل؛ لأن ربنا هو اللي بيهدي مش بشر، وده فعلا صحيح من ناحية لكن برضه ده مايمنعش إن طرف يؤثر في التاني، ويخليه يقرّب أكتر من ربنا، بس المهم يكون القرب ده حقيقي مش مجرد تمثيل لحدّ ما الجوازة تتم وتظهر الأمور على حقيقتها.
الالتزام عامل جذب ولا طرد ديني ولا زواجي؟ ياسمين: أنا حكايتي حكاية، غلبت مع ماما باقول لها يا ماما الجواز ده نصيب ومش معنى إني لابسة النقاب يبقى كده مش هاتجوز، ما ياما ناس مابتخرجش من بيتها أصلا وبيتجوزوا، وهي برضه مصرّة على إني أغيّر طريقة لبسي؛ لأن ماحدش هيتجوزني وأنا كده، ومش قادرة تقتنع إني أصلا مش عايزة واحد يتجوزني علشان شكلي، نفسي في حد يتجوّزني علشان أنا متدينة علشان أضمن إنه فعلا أخلاق، بس هي مش مقتنعة ومش عارفة أعمل إيه؟
أيمن: أنا عارف إن دقني ومحاولات التزامي اللي باحاول إنها تكون حقيقية ممكن تخوّف بنات كتير مني، ولو هم اقتنعوا أسرهم بتكون خايفة من ارتباطهم بيّ وخايفين إني أكون متزمت أو إني أدخل السجن لكن مش معنى التزامي إني يكون ليّ نشاط سياسي.. أنا باحاول أعمل اللي عليّ وباعامل الناس كويس، لكن لما أعترض على حاجة بيعملوها وشايفها غلط علطول يقول لي "عم الشيخ" و"معقد" وحاجات كده، بس باحاول ماديش الكلام ده أهمية؛ لأني مقتنع باللي باعمله، أما عن الزواج فأنا عارف إنها مسألة نصيب في الأول وفي الآخر، وإن شاء الله في يوم هالاقي اللي تفهمني واللي إن شاء الله هاكون حريص إنها تكون متدينة وعاقلة.
وبالنسبة لياسمين فهي حالة قديمة وموقف مش جديد من أمهات كتير بيطلبوا من بناتهم إنهم "مايقفّلوهاش أوي" و"مايستشيخوش فيها" علشان الخُطّاب مايهربوش منها، وتلاقي اللي يتجوزها وتعمل اللي عايزاه بعد الجواز، تلبس حجاب ولا نقاب ولا أي حاجة مش مهم ما هي اتجوزت وخلاص....!!
نفس الموقف بالنسبة لأيمن؛ لأن فيه فكرة سائدة وليها مشجعين كتير وهي إن البنات بتحب الشاب "المطأطأ" أبو دم خفيف، ولو فرض واحترمت الشاب العاقل إلا إنها عند الارتباط تفضّل اللي عنده علاقات وبيتنطط كتير بمعنى تاني هو ده اللي عليه العين..!! لكن البداية الغلط لازم تؤدي لنتيجة غلط، والارتباط والزواج مسئولية في الأول وفي الآخر لازم تكون ليها قاعدة قوية علشان يوصل الطرفين لبر الأمان، وعمر التحرر والانطلاق وعدم احترام التقاليد المتعارف عليها ما هيشكّلوا قاعدة أساسية لعلاقة ناجحة ومستقرة بين أي اتنين.
القلب وأحكامه نادر: أنا بقى كنت مصرّ على إن شريكة حياتي لازم تكون متدينة جدا ومش بس بتؤدي الفروض لأ تكون كمان ملتزمة بالسنن واللبس المحتشم؛ علشان تاخد بإيدي وتشجّعني على الصحّ لو أنا في يوم عملت حاجة غلط أو زي ما بيقولوا الهمّة فترت.. وفضلت مش لاقي اللي أنا عايزه لحد ما قابلت واحدة ومش عارف إزاي في يوم وليلة حبيتها رغم إني عرفتها من على النت، وكانت في الأول عاملة نفسها ولد، وبعدين لما شفتها حصلت بيننا حاجات مش صح بس برضه لسه بحبها ومحتار بين عقلي اللي بيقول لي إنها مش مواصفات شريكة حياتي، وبين قلبي اللي خلاص مابقاش يستغنى عنها.
إسراء: طول عمري قافلة على قلبي وماباسمحش بأي علاقة من النوع المنتشر بين البنات والشباب تحت مسمى الارتباط، وخدت عهد على نفسي إني مش هاحبّ غير اللي هاتجوزه، وكنت باصدّ أي اهتمام بقوة وباخلّي نفسي دايما بره أي ارتباطات علشان أحافظ على نفسي، لحد ما قابلته شدّني ذوقه وأخلاقه وحب الناس ليه وخدماته لكل اللي حواليه وكمان اهتمامه بيّ اللي مكنتش متخيلة إن في واحد في مركزه سواء الاجتماعي أو المادي إنه ياخد باله مني، رغم إني بشهادة الجميع جميلة ومحترمة وفعلا اتعلقت بيه، لكن برضه من غير ما أبيّن أي حاجة، خصوصا إن التعامل بيننا أصلا ماكانش كتير، لكن فوجئت وعرفت بالصدفة البحتة إنه مش مهتم بالعبادات مش عارفة ليه، وإزاي واحد يكون ناجح كده ويبعد عن ربنا، وإزاي يكون بالأخلاق دي ومابيصليش وعادي، بصراحة اتصدمت، ومع الأسف مش قادرة أنساه وبرضه مش هينفع أكون ليه في يوم من الأيام؛ لأني مش ممكن أسلّم نفسي وآمن لإنسان مابيسجدش لربنا ومش مهتم برضاه، أمال هيعمل فيّ إيه؟ علشان كده كان لازم أنساه ومافكرش فيه أبدا، ويا رب ألاقي اللي يعوضني عنه خير.
وموقف نادر وكمان إسراء بيحصل لناس كتير بتكون حاطة قاعدة أساسية ومواصفات بالعقل مش ممكن تستغنى عنها، لكن ولأن القلب له أحكامه ممكن جدا إنه يحصل ويتعلق بإنسان يرفضه العقل؛ لأنه بعيد عن مواصفاته، وساعتها من الأفضل لكل الأطراف إنه يحاول يسيطر على قلبه، ومايمشيش وراه أو يخليه هو المتحكم الرئيسي في حياته؛ لأن في الارتباط والزواج صحيح القلب مهم ولازم تكون فيه مشاعر لكن برضه العقل هو اللي بيمشّي المركب كمان القلب متقلّب ومش ممكن الاعتماد عليه لوحده في اتخاذ خطوة مهمة أوي زي دي.
وتابعونا في المرات اللي جاية هنتكلّم عن التدين وعلاقته بالهوى اللي بين القلوب.
اقرأ أيضا هو وهي: الحب حرام.. لأ حلال.. لأ دي قلة أدب!