ذكر رون بن ياشي -المحلل السياسي الإسرائيلي والكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت- أن انتخاب د. محمد مرسي يُعد خطوة تاريخية ثلاثية الأبعاد: البعد الأول: إنها المرة الأولى في تاريخ مصر الحديث التي يتولى فيها حكم مصر حاكم ذو خلفية إسلامية. البعد الثاني: يمثل هذا الحدث النهاية الرسمية لعصر الجنرالات العلمانيين الذين حكموا مصر منذ حقبة الخمسينيات. البعد الثالث: إنها المرة الأولى التي تشهد فيها مصر انتخاب رئيس عبر انتخابات ديمقراطية حقيقية. وأوضح المحلل الإسرائيلي أن النقطتين الأولى والثانية لا تبشران بالخير من وجهة النظر الإسرائيلية. وذلك لأن أي نظام حكم ذي خلفية إسلامية في مصر، حتى وإن كان معتدلا، سيكون معاديا للدولة العبرية. أما فيما يتعلق بالنقطة الثانية فيرى بن ياشي أنه بغض النظر عن صراع القوى الدائر حاليا بين الإخوان المسلمين وجنرالات المجلس العسكري، فإن الإخوان المسلمين وحلفاءهم هم الذين يسيطرون على الشارع المصري الذي تحول إلى عنصر قوة له قدره على الساحة السياسية، ويخشاه المجلس العسكري. وأضاف الكاتب الإسرائيلي في مقاله المنشور على موقع صحيفة يديعوت أحرونوت صباح أمس (الإثنين) الموافق الخامس والعشرين من الشهر الجاري أن هناك عنصرا سلبيا آخر من وجهة النظر الإسرائيلية، يتمثل في واقع أن مصر هي في الحقيقة تعتبر عنصرا سياسيا وثقافيا رائدا وذا تأثير في العالم العربي، وتاريخها السياسي والديني والثقافي يمنحها الريادة في المنطقة، بغض النظر عن حكم قوتها الاقتصادية أو العسكرية. لذا فإن وجود نظام حكم ذي خلفية دينية في مصر هو نذير سوء على الأنظمة العلمانية الموالية لإسرائيل التي تستند على الجيش في كل من الأردن والسلطة الفلسطينية، وسيؤدي إلى جعل الدول العربية المجاورة للكيان الصهيوني تسقط في أحضان الإسلام السياسي الواحدة تلو الأخرى مثل قطع الدومينو، وهو ما يشكل خطرا بالغا على إسرائيل. ولكن رغم كل ما سبق يرى بن ياشي أن هناك نقطة إيجابية للانتخابات الرئاسية المصرية، بالنسبة إلى إسرائيل، تتمثل في أن النظام المصري أصبح أكثر ديمقراطية من أي وقت مضى. فهو يشير إلى أن التاريخ يظهر أن الدول ذات الحكم الديمقراطي لا تسارع بإعلان الحروب، وذلك لأسباب عدة، أهمها أن الحكومات الديمقراطية ملزمة بتقديم كشف حساب أمام شعوبها، وبناء على ذلك فإنه يثق أنه إذا استمرت مصر في سيرها في طريق الديمقراطية فإن خطر نشوب حرب شاملة معها سيكون منخفضا إلى حد كبير.