بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وصلني سؤال بيقول: ما حكم سفر المرأة إلى دولة غربية في بعثة علمية، وهل يشترط وجود المحرم؟ النبي صلى الله عليه وسلم نهى النساء في عصره أن تسافر إحداهن فوق بريد إلا ومعهم محرم. وذلك أنه خاف على النساء بعد الهجوم الشرس من المشركين ومن اليهود ومن الأعراب على المدينة، أن تُخطف امرأة مسلمة، كانت هتبقى وقعة سودا إن امرأة مسلمة تُخطف؛ ماكانش النبي هيسكت. ولذلك ربط الحكاية دي بأمن الدولة وكيانها، وقال: "من كانت تؤمن بالله واليوم الآخر، لا تسافرن فوق بريد إلا ومعها محرم"؛ يعني إنتم كده هتشغلونا، ولذلك الله يخليكم ماحدش يسافر منكم إلا ومعه حماية". لكنه صلى الله عليه وسلم قال هذا في جو ما فيهوش أمن ما فيهوش أمان، لذلك قال: "وإني لرسول الله، ولتسافرن الظعينة -يعني المسافرة- من مكة إلى صنعاء، لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها". وفي رواية: "من مكة إلى الحيرة، لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها". في يوم من الأيام هييجي أمن فتسافر المرأة لوحدها. مابقاش دلوقتي فيه قطاع طرق، مابقاش دلوقتي فيه سفر في الصحراء، مابقاش دلوقتي فيه عدوان مستمر على المسلمين كما كان في أول الدعوة. وخلي بالك إنه موقعة بدر وأحد والخندق، كلها في المدينة، يعني هم اللي جايين يضربوه ويضربوا أصحابه. ولذلك قال لنا كده قال لنا المرأة ماتشغلناش بقى، خليها تسافر معاها حماية. الآن وقد تطورت وسيلة المواصلات، فيجوز للمرأة على ما عليه المحققون من العلماء، أن تسافر بلا محرم، لأن النهي عن سفرها وحدها كان لعلة، العلة دي تتوجد نرجع مرة تانية للمحرم العلة دي ما تتوجدش يبقى يمكن للمرأة أن تسافر بلا محرم، سواء كان هذا السفر ده إلى بلاد آمنة؛ في بعثة علمية، أو كان السفر ده من أجل الحج في رفقة آمنة، أو كان السفر ده بواسطة القطار أو الطائرة. والرفقة الآمنة هي إن الناس اللي في القطر دول كلهم ما هم يحموها، الناس اللي في الطائرة دول كلهم ما هي دي الرفقة الآمنة؛ لأننا تعودنا على هذا الأمن. مافيش احتمال إن الطائرة تتخطف؟ فيه احتمال واحد في الألف أو في عدة آلاف. ماذا سيفعل زوجها أو ابنها أو عمها أو أبوها، لو اتخطفت الطائرة؟! ماذا سيفعل؟ ولا حاجة، ليس هناك أي وضع للحماية حينئذ. مافيش احتمال إن الطائرة تسقط؟ فيه احتمال بس ماذا سيفعل ذو المحرم معها حينئذ؟! كان ساعتها لأ يعمل، بحمايتها بقوته..... بكذا إلى آخره. لكن دلوقتي..... إذن فإن هذا الحكم معلّل، يسير مع علته وجوداً وعدماً، ويجوز للمرأة أن تسافر للبعثة العلمية وحدها إن شاء الله، في عصرنا الحاضر. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، إضغط لمشاهدة الفيديو: