"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير. "هو وهي".. طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
*************************************** هناء: عادل صعبان عليّ أوي... إزاي هاسيبه بعد لمّا علقته بي.. أنا ماكانش قصدي أخدعه.. بس أنا فعلا مابقتش أحبه، ومش عارفة أقول له كده إزاي!!
أول مرة شفته فيها ماكانش عاجبني خالص، لكن لمّا قعدت معاه فتح لي قلبه على طول وحكى لي على حاجات كتير مزعلاه ومضايقاه، وحسيت قد إيه الدنيا ظلمته، وقد إيه محتاج لحد يقف جنبه، وشوية شوية لاقيته متعلق بي وأنا كمان بدأت أتعلّق بيه، وكتير كنت باسأل نفسي هل ده هو الحب وهل شعوري ناحية عادل حب حقيقي ولا إيه؟؟ لكن بعد لمّا شفت "عمر" حسيت إن هو ده حبي الحقيقي اللي أنا بادور عليه طول عمري، لكن أعمل إيه في عادل؟ إزاي هاقول له إني مابحبهوش؟ أنا مش ممكن أؤذي حد ولا أزعل حد.. مش عارفة!!
ممدوح: أنا ماكنتش متخيّل إن معاملتي لسها بِرِقة هتخلّيها تحبني، أنا صحيح بارتاح للكلام معاها بس مش هي دي فتاة أحلامي.. مش هي اللي أنا كنت متخيّل إنها تكون شريكة حياتي، لكن أعمل إيه لقيتها بتحبني، وأنا ماكنتش قادر أفهّمها إن أنا مش بحبها!!
أنا عمري ما جرحت حد ولا رفضت أي طلب لأي حد مهما كان صعب عليّ، إزاي أتخلى عنها؟! أنا كده هابقى خاين وأكيد ربنا هيعاقبني على خيانتي، بس أنا فعلا ماكانش قصدي إنها تتعلق بيّ.. ومش عارف أعمل إيه؟!
افتكرتني بحبها وأنا يا دوب مرتاح لها مشكلة هناء وبرضه ممدوح إن شعورهم بالشفقة والعطف على عادل بالنسبة لهناء وعلى سها بالنسبة لممدوح ومعاملتهم ليهم برقة خلتهم يتعلقوا ببعض ويتوهموا إنه الحب، لكن لا هناء حبت عادل ولا عادل كمان حبها لكنه حب رقتها وعطفها عليه ونفس الحكاية بالنسبة لممدوح وسها.
ومشكلة الشفقة إنها عاطفة قوية جدا بين الناس وبداية سهلة وسريعة لحدوث تفاعل بين أي اثنين، لكن المشكلة إنها بتحصل كتير ومع أي حد في موقف ضعف وده طبعا غير الحب خالص..
لذلك الاستمرار في أي علاقة دافعها الأول الشفقة واختفاؤها تحت مسمّى الحب هو ظلم كبير لكل الأطراف؛ لذلك لازم الأمور تكون واضحة ومحددة من الأول.
ولتجنّب الوقوع في مثل هذه العلاقة لا بد من عدم التسرع أو إبداء اهتمام زائد لأي حد، وبرضه عدم تفسير أي اهتمام بإنه حب لحد لما الاتنين يتأكدوا من مشاعرهم كويس.
واللي يلاقي نفسه في علاقة من النوع ده فأسلم وأحسن حل هو الوضوح وقطع الشك باليقين وعدم الاستمرار فيها خوفا على الطرف التاني؛ لأن الاستمرار معناه زيادة في الخداع وزيادة في الأضرار على كل الأطراف.
لا للتعبد في محراب الحب لا للفراغ ولا للاستعجال نجلاء: هو أنا هافضل كده لحد إمتى؟ كل اللي يبص لي ولا يكلمني كلمة حلوة ألاقي نفسي بافكر فيه ومشغولة بيه وأقول أخيرا لاقيت الحب اللي بادور عليه، لكن شوية ولا كأن حاجة حصلت وألاقي نفسي بافكر في حد تاني وأنسى كل اللي فكرت فيهم قبل كده.. أنا تعبت بقى.. امتى هاستقر ولا قلبي ده عمره ما هيعرف يحب ولا إيه؟!
أحمد: أنا ليه كل شوية باحب واحدة وبعد كده أنساها؟ نفسي ألاقي الحب اللي بجد، نفسي ألاقي البنت اللي ماتخلينيش أفكر في حد غيرها.. حبيت كتير وعرفت كتير لكن مافيش واحدة حسيت إن هي دي حبي اللي بجد إلا وألاقي نفسي بعد كده نسيتها واللي أحبها بجد تتخطب لحد تاني ولا تكون مرتبطة، أنا مش عارف حظي عامل كده ليه.. شكلي كده عمري ما هالاقي الحب وهاعيش طول عمري وحيد!!
ندمت علشان علّقتها بيّ وهي مش مالية عينيّ مشكلة نجلاء وكمان أحمد إنهم مشغولين قوي بموضوع الحب ومستعجلين أوي عليه وحاطينه هدف لحياتهم.
صحيح إن معظم الناس -إن ماكانش كلهم- بيدوروا على الحب وبيكونوا مشتاقين إنهم يقابلوا حبهم الحقيقي ونصيبهم في الحياة، ودي حاجة طبيعية عند كل البشر، وده بسبب الحاجة للحب بصفة عامة، حتى عند الأطفال فكل واحد بيكون عايز يحس إن الناس بتحبه وبتخاف عليه وبتشتاق ليه وهكذا.
والميزة في الحب العاطفي إنه بيوفر للإنسان كل اللي هو عايزه من المشاعر والأحاسيس اللي محتاجها علشان يواصل حياته فهو بيدي معنى للحياة وبيحسس الإنسان بوجوده، وإن ليه قيمة وكيان وإنه مهم عند حد معين، وده طبعا بيشعره بالرضا وبالسعادة وبيخلي لحياته طعم مختلف.
لكن المشكلة إن فيه ناس بتستعجل على الحب بسبب شعورهم بالفراغ وإن مالهمش هدف يحققوه في حياتهم، وبالتالي ممكن يتوهموا إنهم لقوا الحب الحقيقي لكن بيفاجئوا بعد كده إن حبهم ده ماكانش بجد وإنه كان تهيؤات، وطبعا ده بيسبب صدمة ليهم وكمان للطرف التاني.
لذلك مش لازم نجلاء تتسرع أبدا في تفسير أي اهتمام من أي حد تقابله على إنه حب، وإذا حاولت تفسر الاهتمام ده فتفسره بأي حاجة عامة، يعني مثلا يكون عاجبه تفوقها إذا كانوا زمايل في الجامعة، أو عجبته أفكارها أو أخلاقها إذا كانوا أقارب أو زمايل في الشغل، ودي طبعا حاجات غير الحب.
وكمان أحمد مش لازم يتسرع وأول ما تعجبه بنت يقعد يبص لها أو يقول لها بحبك.. لازم الأول يتعرف عليها أكتر ويدي لنفسه فرصة إنه يتأكد من مشاعره، وهل هي حقيقية ودائمة ولا مؤقتة وهتنتهي بمجرد إنه يقابل واحدة تانية.
اشغلي وقتك.. وحط هدف لحياتك وعلشان ماتستعجليش الحب، وعلشان ماتتوهمش إنك حبيت لازم يكون فيه هدف عايزين تحققوه ولازم يكون عندكم حاجة تعملوها، والحاجة دي ممكن تكون المذاكرة ومحاولة التفوق، وممكن تكون التركيز في الشغل والنجاح فيه، وممكن تكون ممارسة هواية محببة أو عمل أي نشاط رياضي أو اجتماعي، فكل دي حاجات بتحسس الإنسان إن ليه قيمة وبيعمل حاجة مفيدة بيحقق نفسه فيها، صحيح الحاجات دي مش بديل للحب لكن على الأقل مش هتخليك يتهيأ لك إنك حبيت، ومش هتخليكِ تحسي بالوحدة لحد لما تقابلوا الحب الحقيقي -إن شاء الله- ومايكونش تهيؤات ويضيع بسرعة زي ما جه بسرعة.
اقرأ ايضا هو وهي: اتنازلي كتير علشان تتجوزي من غير تأخير