أ ش أ قرر مجلس الشعب بعد ظهر اليوم (الأربعاء) رفع جلساته؛ احتجاجا على عدم حضور حكومة الدكتور كمال الجنزوري. وكان الدكتور محمد سعد الكتاتني -رئيس مجلس الشعب- قد أجّل جلسة المجلس نصف ساعة في وقت سابق؛ لعدم حضور الحكومة. وقال: "بالاتصال لمعرفة السبب تبيّن أن مجلس الوزراء يعقد اجتماعا بهيئة الاستثمار، وأن الوزراء المعنيين بالجلسة يقولون إنهم في الطريق وهو مزدحم، ولن يصلوا قبل نصف ساعة من الآن". وبهذا يكون قد وصل الخلاف بين مجلس الشعب وحكومة الدكتور كمال الجنزوري إلى ذروته في جلسة اليوم؛ والتي شهدت هجوما شديدا من الدكتور محمد سعد الكتاتني -رئيس المجلس- والنواب. واتهم النواب الحكومة بافتعال الأزمات؛ لإظهار أن المجلس ضعيف أمام الشعب، وأنه لا يستطيع سحب الثقة من الحكومة. وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني في رده على النواب أن مجلس الشعب يستطيع سحب الثقة من الحكومة طبقا للائحة، وأن هذا المجلس منتخب من الشعب ولا بد أن يمارس اختصاصاته. وتساءل الكتاتني: "أين تقرير اللجنة الخاصة للرد على بيان الحكومة، والذي كان يجب إدراجه في جدول اليوم؟"، وطالب المهندس أشرف ثابت بسرعة الانتهاء من تقرير الرد على بيان الحكومة لسحب الثقة منها. وكانت بداية المشكلة عدم حضور الوزراء المعنيين بجدول أعمال المجلس اليوم، وقرر رئيس المجلس تأجيل الجلسة لحين حضور الوزراء؛ بسبب انشغالهم في اجتماع مجلس الوزراء، وبعد فترة دخل الكتاتني وقال إن الحكومة لم تحضر، واقترح إلغاء جلسة اليوم؛ ولكن دخل في هذه اللحظة المستشار محمد عطية -وزير شئون مجلسي الشعب والشورى- فبدأ الكتاتني في الجلسة. ولكن النواب رفضوا تصرف الحكومة بعدم حضور جلسات اليوم؛ لأن جدول المجلس معدّ منذ نحو أسبوع، ويعرف تماما الموضوعات التي ستناقش، ولا يمكن أن يكون انعقاد مجلس الوزراء سببا في عدم حضوره. واتهم النواب الحكومة بعدم احترام المجلس وخلق وافتعال الأزمات؛ لإظهار المجلس بصورة الضعيف أمام الشعب. وأكد النائب حسين إبراهيم -ممثل حزب الحرية والعدالة- أن تصرف الحكومة غير مقبول، وهي لم تستوعب حتى الآن أن هذا المجلس الذي جاء بإرادة الشعب مختلف عن المجالس السابقة، مضيفا بالقول: "إن ما حدث إهانة للمجلس لا يمكن السكوت عليها". وردّ وزير شئون مجلسي الشعب والشورى قائلا: "اجتماع مجلس الوزراء كل يوم أربعاء، وعندما أبلغت بضرورة حضوري غادرت وجئت على الفور". ولكن النائب عصام سلطان -ممثل حزب الوسط- أوضح أن عدم حضور الحكومة مقصود لإحراج المجلس، فقد كان من المقرر أن يحضر اليوم وزير العدل، وهذا الكلام لم يعجب الحكومة، فمنعت وزراءها من الحضور كإجراء متعمد؛ ردا على نشاط النواب، وفي محاولة لإظهار المجلس بصورة العاجز. واتهم سلطان الحكومة بتنظيم التظاهرات حول مجلس الشعب حتى يظهروه بمظهر الضعيف، و"يخفون خيبة الحكومة عن الشعب". وقال النائب البدري فرغلي إن مجلس الشعب يتساوى مع الحكومة، وألا ينتظرها ويرفع الجلسة، ويحدد موعد الجلسات القادمة، وفي هذه الفترة قد تعود الحكومة إلى رشدها وتقرر حضور الجلسات، فلا يُعقل أن نناقش أمورا والحكومة لا تسمع. ولكن النائب عمرو حمزاوي رفض هذا الكلام، وقال إننا مسئولون أمام الشعب ولا نملك الانتظار، ويجب أن نناقش التقارير المؤجلة من الجلسات السابقة. وأضاف حمزاوي قائلا: "إننا أمام علاقة تبعية غريبة للحكومة، ولا يجب أن نستسلم لهذه العلاقة وننتظرها، فنحن لدينا قدرة على ممارسة العمل الرقابي بصورة أخرى، ونستطيع أن نبدأ في إجراءات سحب الثقة من الحكومة". وقال النائب أحمد عطا الله إن الحكومة ترى أنه ليس هناك سلطة لمجلس الشعب عليها؛ ولذلك فلا داعي لحضور الحكومة، ونركز نحن في هذه الفترة على التشريع، وليرى الشعب أن المجلس لا يستطيع أن يؤدي دوره الرقابي؛ لأن الحكومة تتعمد افتعال الأزمات، وتشجع المطالب الفئوية حتى تستمر التظاهرات"، مشيرا إلى أن كمال الجنزوري قال مرارا: "اللي إدانا الثقة ياخدها". إضغط لمشاهدة الفيديو: