السلام عليكم.. أنا بجد عندي مشكلة كبيرة من كتر ما باقرأ أو باشوف مشكلات عن الخيانة الزوجية، وإن الرجالة خاينين فبقيت حاسة بخوف وشك كبير؛ لدرجة إني مش عارفة أعيش حياتي طبيعي واللي ساعد على كده إن خطيبي -يعني كان زي أي شاب- يعرف بنات، وغلط كذا مرة غلطات كبيرة إلى حد ما؛ بس هو أتغير وتاب من يوم ما ارتبطنا. يا ترى هاقدر أعيش حياتي طبيعي؟ أنا بس مشكلتي إني حساسة، وباتفاعل أوي مع المشكلات.
عندكم نصيحة ليّ؟
brokenmyheart
بالتأكيد إن أسوأ ما يمكن أن ينال من مشاعر أي امرأة هي مشاعر الخيانة؛ أن تشعر أن وليف حياتها لم يعد كذلك، وأن تلك الكلمات الرقيقة التي كان يصبها صبا في أذنيها لم تكن "سينييه" من أجلها بل كانت تقال لغيرها، وأن سريرك لم يكن هو السرير الوحيد الذي عرفه زوجك بخلاف سرير بيته الأول؛ بل عرف سريرا آخرا كان شاهدا على خيانته البشعة في حقك.
ولكن وبقدر ما كانت هذه الجريمة عظيمة وأمر جليل، بقدر ما يجب أن يكون هناك حرص ودقة في التأكد من وقوعها، ولا تظلمي بريء بغير تهمة، فصحيح أن الصحف أحيانا ما تقوم بنقل وقائع خيانة من قِبل أزواج لزوجاتهم أو زوجات لأزواجهم؛ إلا أن هذا لا يعني على الإطلاق أن السائد وأن القاعدة العامة هي الخيانة؛ بل الصحافة بطبيعتها تقوم بنقل الأشياء الشاذة، غير المألوفة، الخارجة عن الطبيعة، فإذا قام الكلب بعض إنسان فهذا ليس خبرا؛ ولكن إذا حدث العكس فهذا ما تنقله الصحافة وتسعى وراءه، وبالتالي لن تجدي صفحة الحوادث تنقل يوميا ملايين من حالات الزواج التي كان فيها الزوج مخلص لزوجته أو العكس؛ لأن المسلمات والأمور الطبيعية لا تعني الناس بقدر الأمور الشاذة وغير المألوفة.
والسؤال المطروح الآن.. هل ماضي خطيبك الذي عكره بعض النزوات والشطحات يجعل منه مشروع خائن في المستقبل، الماضي وحده لا يمكنه أن يقدم إجابة على هذا التساؤل؛ ولكن ما يمكن أن يُقدم إجابة حقيقية على هذا التساؤل هو حاضره.. وأعني هل تاب وأصلح؟ هل ندم عما كان وعزم على ألا يعود إليه؟ هل كرر فعلته منذ أن وعدك بأن ينقطع عن هذا الماضي البغيض للأبد؟ هل أنت واثقة من حبك له وإخلاصه لك؟
الإجابات على الأسئلة السابقة هي التي ستحدد الإجابة على السؤال الأول.. فالمحب بحق لا يخون، والمخلص بحق لا يخون، والتائب بحق لا يخون.. فهل هو كذلك؟؟ إذا كانت الإجابة ب"آه"؛ فلا خوف عليه ولا قلق.
ولكن هذا لا يعني أنك لا تملكين في ذلك سبيلا؛ فبيدك أن تكوني حائلا بينه وبين ماضيه القديم، يمكنك أن تواجهي أي انتكاسة يمكن أن يتعرض لها، وترده إلى ما كان يفعل؛ من خلال ملء أي فراغ يمكن أن يخلفه هذا الماضي في حياته بعد الزواج، كوني له الزوجة المحبة المخلصة، وكوني له العشيقة التي يتمناها، وكوني له الصديقة التي يفضفض لها بالأسرار، وكوني له الحضن الدافئ الحنون الذي يسعى إليه في آخر اليوم.
وبجوار ما سلف كوني في الوقت نفسه العين المراقبة، والرادار الذي يلقط أي تغير في السلوك أو الشكل والهيئة والمظهر، وحدك ستشعرين إذا كان في طريقه نحو بئر الخيانة وستمنعينه في الوقت المناسب من الوقوع فيه، إنه شعور رباني سوف يواتيك إنذار خطر سوف يدق أجراسه عندما تحين لحظة الخطر.