بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. مع هذا الموقع الطيب "بص وطل" نجيب على أسئلتكم التي ترد إلينا.. وكان منها: هل يجوز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أم هو بدعة؟ الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم بمولده الشريف جائز وله أصل من الدين؛ وإن لم يكن شائعا بتلك الصورة التي هي عليها اليوم من إدخال السرور على الأطفال، وعلى الأسرة بالحلوى المشهورة كما هو جارٍ العمل به في مصر وفي الشام وفي تركيا وفي إندونيسيا وفي سائر بلاد المسلمين، أو ذكر الله تعالى، أو القيام بالدروس التي تستخرج العبر من السنة المشرفة، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة الصلاة عليه في هذه الأوقات... كل ذلك لم يكن معهودا قبل الملك المظفر، ولما جاء الملك المظفر سأل العلماء أنه يريد أن يظهر الفرحة بالرسول صلى الله عليه وسلم في مولده؛ فألّف له العلماء بجواز ذلك وبتأصيله الشرعي؛ منهم ابن دحية، وبعد ذلك ألّف في ذلك الإمام ابن حجر والإمام السيوطي "المقصد في عمل المولد"، واستدلوا بأدلة بجواز ذلك؛ منها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده بالصيام، وكان يقول عند صيام يوم الإثنين هذا يوم ولدت فيه؛ وكأنه يحتفي بهذا اليوم من أجل مولده، وقد احتفى النبي صلى الله عليه وسلم بمولده بذبح كبشين أقرنين عقيقة عن مولده الشريف. النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة ووجد اليهود يصومون عاشوراء؛ فقال: لم يفعلون هذا؟ قالوا: هذا يوم نجّى الله فيه موسى، فقال: نحن أولى بموسى منهم؛ فصامه وأمر أصحابه بصيامه، وظل عاشوراء يصام على هذه الصفة إلى أن نزل فرض رمضان، فلما نزل فرض رمضان ترك المسلمون فرضية عاشوراء وظل صيام عاشوراء سنة؛ حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام عاشوراء كفّر الله عنه سنته التي مضت"، وكان يقول: "من وسّع على أهله ليلة عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته". النبي صلى الله عليه وسلم احتفل بنصرة موسى؛ إذن فينبغي أن نحتفل أيضا بأيام الله، وقال تعالى: {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ} وكان النبي يجيز الاحتفال بأيام النصر؛ مثلا لأنها من أيام الله، ولذلك لما دخل أبو بكر عليه فوجده نائما، وعنده جاريتان تضربان بالدف وتغنيان بغناء بُعاث (وهي معركة بين أهل المدينة وبين أعدائهم، وانتصر فيها أهل المدينة من الأوس والخزرج) قال: دعهما يا أبا بكر. إذن فالغناء بأيام بُعاث وإن كانت في أيام الجاهلية وقبل دخول المسلمين الإسلام في المدينة؛ إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز لهم ذلك. إذن فالاحتفال بالمولد النبوي مأصل شرعا ومعمول به عرفا، وهو من الأشياء التي تحبب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس، وتقرها في قلوب أطفالنا وأبنائنا ثم أحفادنا؛ لذلك ينبغي علينا جميعا أن نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: