بسم الله الرحمن الرحيم المشكلة مش مشكلتي. المشكلة مشكلة بنت خالتي، أنا بحس أنها مريضة نفسيا، زي ما يكون عندها مرض الحب وبس، ومش لاقية ليها حل. هي في كلية هندسة سنة تالتة، أنا من فترة كنت بحب واحد وهي كانت عارفة، ولقيتها بعدها أخدت رقم موبايله وكلمته، وحاولت إنها تحبه؛ وأنا عديتها وما خسرتهاش والحمد لله عدت. وبعد كده كانت بتكلم ولاد كتير على الموبايل لدرجة إنها كانت جايبة خطوط كتير علشان تتكلم منها من ورانا. وفي مرة اتصل بيها رقم غلط وكلمها، وزي ما تقولي حبته، وهو كمان كان بيضحك عليها أصلا. المهم مرة كلمته من موبايلي، وبعد كده بقى يتصل بيا أنا، وأنا من كلامه حسيت إنه مش كويس، ولما بدأت اهزأ فيه بدأ يقول لي إنه عاوز يخطبني، وإنه عرف والدي وإدى وصف لي ولبيتي؛ فطبعا أنا دخّلت أخويا في الموضوع، وقلت له، وطبعا الدنيا اتقلبت عليها، وده مش ذنبي أنا، ده غلطها، وزعلت مني جدا. المهم الموضوع عدى وحبت واحد تاني معاها في الكلية وباباها شافها معاه، وهربت من البيت علشانه؛ بس رجعت تاني البيت. ودلوقتي بتقول إنها بتحب واحد تاني ومعاه إعدادية وشغال في الغردقة، ولما قلنا لها ما ينفعش؛ زعلت، وقالت هو ده اللي هيسعدني، ولما خالتو لقت الموضوع كده كلمته وما رضيتش تضغط عليها، وقالت له تعالى اخطبها، ورد عليها وقال: مش عندي إجازات؛ بس هي مقتنعة إنه جاي. المشكلة الأكبر بقى إن أختها اللي أصغر منها كان جاي لها عريس وهي زعلانة من دي أوي. إحنا مش عارفين هي بتعمل كده ليه، وبباها ومامتها مش مستحملين، وتعبانين والله. وجزاكم الله خيرا. sally
صديقتي العزيزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أستطيع أن أقول عن ابنة خالتك هذه أنها تعاني من اضطراب شخصية أو مشكلات سلوكية بقدر ما هي تعاني من الحرمان من شيء تبحث عنه في كل هذه العلاقات؛ فهي منتظمة في دراستها، ومن كلامك لا توجد أعراض سلوكية أخرى تشير إلى اضطراب سلوكي جسيم؛ ولكن ما ذكرت يشير في الغالب إلى وجود اضطراب انفعالي نفسي... هي الآن في السنة الثالثة في كلية الهندسة أي تبلغ من العمر عشرين عاماً تقريباً أي أنها تودع المراهقة، ومع ذلك لم تبرأ بعد من الاضطرابات والربكة العاطفية التي تعد أحد سمات المراهقة. ولماذا لم تبرأ منها ولم تعبر بسلام؟ في الغالب الأمر يرجع إلى الأسرة وأسلوب المعاملة الوالدية الذي شعرت فيه منذ طفولتها بافتقادها للأمان والحب الذي تبغيه؛ إما بالإهمال أو بالقسوة أو شعورها بأن أحداً لا يستطيع أن يفهمها أو يتقرب منها، وقد يكون لذلك أسباب كثيرة متعلقة مثلاً بترتيب الطفل بين الأشقاء ورغبة الأسرة في الإنجاب في هذه الفترة، وسعادتهم أو غضبهم من جنس الجنين، أو أن تكون حاجتها هي للدفء العاطفي أكبر من قدرة الوالدين على العطاء. الأمر يحتاج إلى فهم هذه البنت والتعامل مع مشكلتها على أنها مازالت مراهقة ولم تنضج بعد، وأنها تعاني أحد الاضطرابات النفسية المميزة لمرحلة المراهقة، مع البحث عن الأسباب في الأسرة، وتحسين أسلوب المعاملة الوالدية؛ حتى لا تكون هذه الابنة فريسة للشعور بالوحدة مثلاً، مع محاولة الوالدين التواصل مع ابنتهم بوعي عن خصائص المراهقة واضطراباتها وامتداد هذه الاضطرابات لما بعد المراهقة أحياناً. ومع ذلك فهذه الفتاة بحاجة للعرض على طبيب نفسي حتى يستطيع فهم حقيقة مشاعرها الكامنة وراء هذه العلاقات التي تبحث فيها عن شيء مفقود ولا تجده؛ فتبحث عنه مع آخر. وهكذا وربما يتكرر هذا السيناريو دون توقف. مع خطورة ذلك في احتمال وقوعها في براثن الخطأ مع شخص سيء السلوك قد يستغل ضعفها وقانا الله وإياكم شر ذلك.