"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير. "هو وهي".. طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
***************************************
جميلة: دي مش طريقة شغل دي؛ بقالك ساعة بتجامل في زبون واحد؟ بدر: أصلي من ساعة ما جيت هنا وأول مرة أشوف ست بجد...؟ جميلة: إزاي يعني..؟ بدر: يعني كَت وشعر مفرود وفوق الركبة مش دكر..! جميلة: دكر...؟! بدر: كاب وجينز وزحافي....هتكون إيه غير دكر يعني..!! جميلة: طيب...!!!
ده كان مشهد من فيلم بطولة أحمد السقا ومنى زكي، ممكن كتير مننا عجبه وضحك على بدر، وهو بيحاول بكل جهده يثير غيرة جميلة؛ علشان تعترف بحبها ليه، وضحك كمان على حركات جميلة اللي عملتها في أوضتها علشان تثبت لبدر إنها مش "دكر"، لحد لما قررت إنها هتفضل زي ما هي، واللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه.........!!
كمان في فيلم "حب البنات" لما رقية (هنا شيحة) هزرت مع كريم (خالد أبو النجا) هزار هو شافه بايخ جدا، ومش مناسب لبرستيجه؛ فاتنرفز وضرب بوز، وإزاي تجرؤ على حاجة زي دي و.. و.. و...
وبرضه في فيلم لأحمد حلمي وشيرين لما ميدو قعد يتتريق على ليلى اللي بتحبه، وعلى أسلوبها وطريقتها في التعامل وطريقة لبسها؛ وقرّر إنه يرفض حبها بصراحة.
فالمشاهد دي وغيرها ممكن تحصل بحق وحقيقي في الواقع اللي عايشين فيه؛ يعني تلاقي بين اتنين مرتبطين سواء خطوبة أو جواز أو حتى ربط كلام بعض التعليقات من الاتنين أو من واحد منهم على حاجة بيعملها الطرف التاني، وبيكون التعليق ده بتريقة واستهجان.
وبتختلف طبعا الطريقة والأسلوب من شخص للتاني، وكمان بتختلف النية اللي بتخلي طرف منهم يتتريق أو يسخر من التاني، وكمان طبعا بيختلف رد فعل الطرف اللي تعرض للسخرية دي؛ سواء على شكله أو على سلوكه.
خطيبتي من حبي ليها باتريق عليها ياسر: أنا مش عارف إيه اللي زعلك بس فجأة كده، وخلاكي تمشي وتسيبينا من وسط الناس!! على فكرة خليتي منظري مش حلو خالص قدام أصحابي.
هبة: يا سلام كل اللي خايف عليه منظرك إنت.. ومش خايف على مشاعري وإنت نازل تريقة عليّ؛ علشان ساكتة ومش باتكلم، ومش عارفة أدخل معاكم في الحوارات بتاعتكم دي.
ياسر: ما هو بصراحة إنتي كنت قاعدة مذبهلة ولا القروي الساذج اللي بهرته أضواء المدينة، كنت حاسس إنك شايفانا كائنات عجيبة مش عارف ليه؟!! وكل لما حد فيهم يوجه لك أي كلام ماكنتيش بتردي غير بكلمة واحدة يا كلمتين بالكتير، ولو زاد عطفك وكرمك أوي يبقى بتلاتة، وكان باين أوي إنك مستغلسة الجو والناس والمكان.. ده أنا كنت حاسس إنك مستغلساني أنا شخصيا.
هبة: الحكاية مش حكاية إني مستغلسة الجو ولا الناس ولا طبعا إنت؛ بس أولا دول ناس أنا أول مرة أقعد معاهم وماعرفش حد فيهم كويس، وطبعا كنت مستغربة الموقف، ومستغربة كمان تعودكم الزايد أوي ده على بعض، ده مافيش حد فيكم بينادي التاني باسمه سواء أولاد ولا بنات كله يا تريقة يا إما أسامي دلع.
ياسر: ودي فيها إيه كمان؛ ما إحنا أصحاب ومتعودين على كده، ومافيش بيننا فرق.
هبة: مافيش بينكم إنتم؛ لكن أنا ماتتريقش عليّ قدامهم، كفاية أوي إني بابقى سمعاهم بيتتريقوا عليك ويهزروا معاك وأنا ساكتة.. المفروض إنك تكون بتحترمني وتبين لهم كده، وإني في نظرك ولا الهوانم مش كورة يلعبوا بيها....!!
وطبعا واضح جدا إن فيه اختلاف كبير أوي بين نظرة هبة ونظرة ياسر لمفهوم الهزار والتعود سواء بين الأصحاب أو بينهم وبين بعض؛ فهي معترضة على السخرية منها، وشايفة إن ده تقليل من شأنها؛ وكمان معترضة على سخرية أصحابه منه وتريقتهم كلهم على بعض، وفي نفس الوقت هو شايف الموضوع عادي، وزي ما هو بيتريق على غيره فبرضه غيره ده من حقه يتريق عليه، والاختلاف ده ممكن يسبب مشكلات كتير بينهم؛ ولكن الأكيد لو هم الاثنين عايزين بعض وكل واحد فيهم متمسك بالتاني مش هيكون عنده الرغبة في وجود المشكلات دي.
طيب والحل..؟ مش لازم تاخدي كل حاجة على كرامتك مناقرة وتحدّي ولا حب وتفاهم الحل البسيط والمباشر ممكن يكون في إن كل واحد فيهم يحاول يقرب من وجهة نظر التاني؛ بمعنى إن هبة ماتاخدش كل كلمة أو تعليق بسيط على أي حاجة بتعملها على كرامتها وتعتبرها إهانة ليها؛ خاصة لو واثقة من حب ياسر ليها.
كمان ياسر ممكن يحرّص شوية في أسلوبه وطريقة معاملته مع هبة، ومايعرضهاش لأي إحراج على أد ما يقدر قدام أي حد؛ خاصة لو كان غريب.
لكن بما إن العلاقة ليها طرفين وممكن أكتر؛ خاصة لو بيتعاملوا قدام الناس، ولو فيه طرف متضرر من العلاقة بشكلها ده ومش شايف إنه ممكن يكون فيه استجابة من الطرف التاني لإحداث أي تغيير؛ يبقى في حل واحد بس وهو إنه يشوف باقي عيوب ومميزات الطرف التاني ويحاول يقارن بينها، ويشوف هل هيقدر يستحمل العيب اللي هو شايفه ده من غير تغيير ولا لأ؟؟ وعلى حسب نتيجة المقارنة دي هيكون اختياره إما بالاستمرار مع تقبل العيب ده وعدم تغييره، أو بقطع العلاقة في حالة عدم القدرة على تحمل الاختلاف ده أو تغييره.
في كمان حل تالت؛ لكن محتاج نفس طويل شويتين وخطة واستراتيجية وحاجات كده؛ ألا وهو يتمثل في الهجوم المضاد، بمعنى لو هبة متضايقة من تريقة ياسر عليها ممكن تتجاهل التريقة دي، وتعمل هي العكس؛ يعني تتريق هي على تصرف ما بيعمله أو على شكله، والعكس بالعكس يعني لو ياسر متضايق من رفض هبة لأصحابه ممكن يعمل معاها نفس الشيء؛ سواء بالنسبة لأصحابها أو حد من معارفها.
لكن بصراحة الحل ده مش عملي أوي، وممكن الحكاية تقلب بغم، وتكون الحياة بينهم أشبه بمعركة مين فيهم اللي هيسجل أهداف على التاني، ومين فيهم اللي هيقدر يجيب راس التاني في الأرض.. ودي طبعا مش طريقة بين اتنين المفروض إنهم بيبنوا أسرة مشتركة أساسها التفاهم والود والحب، مش المناقرة والتحدي.
اقرأ أيضا هو وهي: هي بتحب تشتري الحاجات وهو ع القهوة بيبات