"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير.
"هو وهي" طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
*********************************
اللامبالاة.. الاتكالية.. عدم القدرة أو الرغبة في تحمّل المسئولية صفة موجودة في ناس كتير، وإن كانت بتختلف درجتها من شخص للتاني؛ ففيه ناس حتى مسئولية نفسهم مابيكونوش قادرين أو يمكن عايزين يتحمّلوها أصلا، ودول بتكون عندهم مشكلة حقيقية لازم يحاولوا يعالجوها؛ سواء لوحدهم، أو بمساعدة من المحيطين بهم، قبل ما لا قدّر الله ما تدمّرهم تماما. خطيبتي عاملة كأنها بنتي سيف: بجد خلاص مش قادر أستحمل كل حاجة لازم تسألني عليها؛ زي ما تكون مابتعرفش تعمل حاجة لوحدها.. نفسي تاخد قرار من غيري ده، حتى هدومها لازم تسألني هتلبس إيه وإيه المناسب وإيه اللي مش مناسب، بصراحة هي بتعمل كده من الأول وبصراحة أكتر كنت مبسوط إنها بتهتم برأيي وبتنفّذه وبتسمع كلامي، بس أنا حاسس دلوقتي إني عايش مع صدى صوتي يعني لوحدي ماقدرش أعتمد عليها في حاجة من غير ما أكون خايف؛ لأنها أصلا مابيكونش عندها استعداد تتحمّل مسئولية أي حاجة ولو بسيطة، وبالتالي خوفها ده بيتنقل لي، والحياة كده مش هتنفع، ومش عارف بجد أعمل إيه؟! ندى: صحيح أنا كنت طول عمري خايفة أتجوّز واحد متسلّط، ويحب يفرض رأيه، وعلشان كده كنت دايما بأجّل الخطوة دي لحد لما قابلت "كريم" كان هادي جدا، وبيسمع آراء الناس التانية، ومايستكبرش أبدا إنه يعمل برأيهم حتى لو ضد رغبته، وبصراحة دي أكتر حاجة شدتني فيه إنه مش متسلّط وبيحترم رأي غيره، لكن ماكنتش فاكرة إن هتكون عنده السلبية دي في أي قرار يتعلّق بحياتنا وترتيب أولوياتنا، كل حاجة يقول لي اعملي اللي إنت عايزاه أنا مش فارقة معايا المهم تكوني إنت مرتاحة، ساعات باحس إن ده من حبه فيّ وثقته في رأيي، وساعات تانية باحس إن ده استسهال منه، وبصراحة أنا خلاص مابقتش قادرة.. حاسة إني الراجل والست مع بعض فماينفعش كل حاجة أعملها لوحدي طيب فين بقى عقل الراجل وحكمته اللي بتحدد مصير قرارات مهمة في حياتنا، وهل القرارات دي مناسبة ولا لأ، وهل مفيدة ولا هتضرّنا بجد أنا محتارة! وعلشان نكون صرحاء مع بعض من الأول لازم نعترف إن وجود صفة اللامبالاة أو عدم تحمّل المسئولية في طرف من الأطراف ممكن ماتكونش مسئولية طرف لوحده، بالعكس ممكن الطرفين يكونوا مسئولين عنها مع بعض، وإن كانت بنسب متفاوتة؛ وده لأن ناس كتير مننا بتعاني من ازدواجية، ومابتكونش عارفة تحدد أولوياتها بالضبط أو إيه اللي هيرضيها. بشكل أوضح بنلاقي إن طبيعة الراجل عموما والشرقي خصوصا بتفضل إنه يكون مسيطر على كل أو معظم التفاصيل، ومافيش حاجة تتعمل إلا بموافقته أو تحت إشرافه، وعلى هذا الأساس ممكن يحط في اعتباره دايما إن شريكة حياته تكون "قطة مغمضة" علشان تسمع الكلام، وتكون هادية ومتقاوحش، وبالتالي يكون ليه هو القرار الأول والأخير في كل كبيرة وصغيرة في البيت.
ولكن ماحدش يقدر ينكر إن تفاصيل الحياة كترت ومسئولياتها زادت، وصعب إن ماكانش مستحيل إن واحد لوحده يتحمّل المسئولية كاملة؛ لأنه بيلاقي نفسه تعب ومش قادر يكمل، وحاسس بضغوط عليه، وبالتالي بيطالب شريكه بتحمّل جزء من المسئولية، وهنا ممكن يحصل الصدام؛ سواء كان الطرف التاني متجاهل المسئولية عن عمد، أو لأنه مش قادر فعلا يتحمّل المسئولية، أو مش شايف إن شغلته هي تحمّل المسئولية، وإن الناس التانية هي اللي تقدر وهو مش مهيّأ أو جاهز لكده. محيّرني.. ومش عايزني آخد رأيه!! نهى: أنا مش عارفة إيه اللي اتغيّر، ولا إيه اللي بقى يزعلك أوي كده.. كل لما آجي أسألك على حاجة ولا آخد رأيك في حاجة؛ سواء كانت كبيرة أو صغيرة؛ يعني هو أنا غلطانة إني باستشيرك ومش عايزة أعمل حاجة ماتكونش راضي عنها. خالد: أنا نفسي تعتمدي على نفسك شوية وتساعديني، ويا ريت يا ستي تقولي لي لأ على حاجة.. صدّقيني مش هتضايق، وممكن ناخد وندّي مع بعض لحد لما نوصل لحل مريح. نهى: طيب لو رأيك عجبني أعارضك ليه.. أنا واثقة فيك، وعارفة إن عندك خبرة أكتر مني وبعدين إنت الراجل!! خالد: واضح إنك عمرك ما هتفهميني، إنت خلاص اتعوّدت إن كل حاجة تكون عليّ، وإنت ماتتعبيش في حاجة خالص.. كل اللي عليكي بس تطلبي الحاجات اللي محتاجاها لكن هتيجي إزاي وهل في حاجات أهم منها ولا لأ.. ده مش في بالك خالص ماينفعش كده لازم تتغيّري ولازم تساعديني وتحسسيني بوجودك جنبي يا إما كل واحد من طريق.
********************************* وواضح من حالة نهى إنها من الشخصيات اللي اتعودت إن حد يكون مسئول عنها، وإنها فاهمة إنها كل ما كانت ضعيفة ومعتمدة على شريك حياتها ده هيخليه متمسك بيها أكتر. والاعتقاد اللي عند نهى موجود عند ناس كتير، ونتيجة ليه سادت فكرة إن كل ما كانت البنت مستقلة أو شخصيتها قوية فده بيقلل فرصها في الزواج، وإن لو حتى البنت بتتمتع بذكاء وقوة شخصية فلازم تتدعي العكس، وإلا سيكون البديل إنها تعيش وحيدة. وبصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع وجهة النظر دي، إلا إن تغيير الشخصية اللي زي نهى -ده طبعا للي معترض عليها وعايز يغيرها- مايكونش أبدا بالمواجهة المباشرة زي ما عمل خالد؛ لأن التصرف ده هيكون صادم ليها، خصوصا إنها مابتكونش حاسة إنها بتعمل حاجة غلط، بالعكس بتكون فاكرة ومقتنعة إن دي هي الطريقة الصح، واللي هتخلي شريك حياتها يرضى عنها؛ علشان كده أي نقد للطريقة دي لازم ييجي بالراحة ومن غير انفعال وواحدة وواحدة وفي مواقف بسيطة، مع عدم توقيع العقاب الفوري عليها في حالة خطئها، وكمان محاولة زرع الثقة والإشادة بأي رأي تاخده حتى لو ماكنش صح قوي يعني ممكن بالطريقة دي: نهى: أنا محتارة يا خالد هنروح فين يوم الجمعة في 100 مشوار، وكلهم حاسة إنهم مهمين وماينفعش حاجة تتأجّل فيهم. خالد: ليه بس وهم إيه ال100 مشوار؟ نهى: أولا لازم نروح نبارك لأختك على المولود الجديد، كمان عايزين نشتري هدوم جديدة، بالإضافة لمشوار دكتور الأسنان اللي أنا بأجّله بقالي سنة. فبدل ما خالد يقول لها الحل على طول وبدل برضه ما يزعق لها ويقول لها اتصرفي لوحدك، ممكن يبدأ هو يسألها عن أهم مشوار بالنسبة لها، وإيه اللي ممكن يتأجّل شوية كمان. طبعا الموضوع يبان صعب وممل ومش كل الناس عندهم القدرة إنهم يعملوا كده ويقعدوا يشرحوا لغيرهم على الطريقة اللي يتعاملوا بيها، وإزاي يتصرّفوا في المواقف المختلفة، لكن لو حطينا في اعتبارنا الفايدة اللي ممكن نستفيدها من مساعدة شركاء حياتنا على قد ما نقدر ومحاولة الصبر عليهم لحد لما يوصلوا لنتيجة ترضينا وترضيهم ده أكيد هيخلّينا نستحمل ونقدم أكتر ومانتعبش من مساعدتهم؛ لأننا هنرتاح بعد كده خصوصا لو لقينا استجابة منهم لتنفيذ طلباتنا، وإنهم كمان عايزين يرضونا ويحققوا لينا اللي عايزينه علشان الحياة تكون أجمل.
اقرأ أيضا هو وهي: لو بتحبها أوعى تنقد شكلها هو وهي: اعرف إمتى تقول للحبstop هو وهي: خايف لو بعدت شوية قلبها يقسى عليّ