السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أحب أشكركم على الموقع ده؛ لأنه بجد جميل جدا، وأحب أشكركم كمان على مجهوداتكم الرائعة، ومحاولتكم لإسعادنا وراحة بالنا. أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاما، على قدر من الجمال والحمد الله، وطالبة جامعية.. أنا والله ما عارفة أحكي أقول لكم إيه!! كل اللي أنا عارفاه إني مخنوقة، وإني بجد محتاجة رأيكم؛ لأني بارتاح لردودكم. أنا كنت بحب واحد من أيام ثانوي، وكان حب من طرف واحد، والله ما عارفة هو كان بيحبني ولا لأ، بس أنا مش عايزة أحكي العلاقة دي؛ لأني مش طايقة حتى أحكي عنه، وكمان عشان ماطولش عليكم.. أنا تقريبا مش عارفة أحب، يمكن أكون باتحب بس مش عارفة أحب خالص، ولما باتحب مش بابقى واثقة من حب الطرف الآخر لي؛ لأنه مش بيبقى فيه إثباتات واقعية تُثبت إنه بيحبني فعلا. أنا حوليّ كتيير جدا، ومعجبة بكتير جدا، ومنهم واحد أنا مرتبطة بيه، وهو بيحبني زي ما بيقول؛ لكن أنا ماعرفش بحبه ولا لأ، هو كلم ماما وقال لها إنه قدامه أربع سنين، أنا ماعرفش هو كويس ولا لأ، ومش محتاجة أعرف؛ لأني أصلا مش حاباه.. ومشكلتي دلوقتي إني معجبة بناس كتير. أنا عارفة إني هوائية بس مش عارفة أعالج نفسي بجد، وكمان فيه واحد جاري أنا معجبة به جدا، وباحاول ألفت نظره ليّ، وهو كمان أعتقد إنه معجب بيّ؛ لأنه فيه مواقف كتير بتبين كده؛ يعني مرة بابقى واقفة في الشباك ألاقيه يقف ومايدخلش إلا لما أدخل وأنام، ومرة يبقى جاي بالعربية يبص يلاقيني واقفة يطلع بسرعة ويبص، ومرة كمان كان شايل طفل في الشباك، ولقيته بيبسبس وعمل لي باي، وساعتها دخلت، وباحس بنظراته إنه على الأقل فيه إعجاب. هو على قدر عالٍ من الاحترام، بشهادة الجيران إنه كويس ومحترم، ومالهوش علاقة بشباب منطقتنا، على طول في حاله هو وأخوه.. أنا بجد معجبة بيه أوي، ونفسي يحصل بينّا كلام.. نفسي تقولوا لي على طريقة تخلينا نتكلم مع بعض، أنا عارفة إني باطلب حاجة غريبة وصعبة؛ بس باطلب منكم بجد إنكم تريحوني وتقولوا لي كلام يقنعني. ف.ك صديقتنا العزيزة.. أولا بنشكر ثقتك فينا اللي يارب نكون قدها.. وبالنسبة لمشكلتك؛ فأنا مش هاتكلم عن سنك الصغير، والفترة اللي بتمري بيها، واللي من أهم معالمها إعجابك بده وبده، وكمان شعورك إنهم معجبين بيكِ، واللي المفروض إنها فترة وبتعدي، ويكون كويس أوي لو حاولتي تعدّيها على خير من غير أي خسائر. فإعجابك بإنسان ما مع عدم تطور الإعجاب ده لحب منك مش معناه أبدا إنك هوائية أو إنك مش طبيعية؛ فكل واحد فينا فيه صفات كويسة ممكن تعجب أي حد؛ لكن الحب معناه إنك تتعايشي كمان مع الصفات السيئة اللي برضه موجودة في أي إنسان، وتبدئي تحبيها كمان. وإذا اقتنعت بالمبدأ ده أو حاولت تفكري فيه، هتلاقي إنك فعلا ماحبتيش أي حد من اللي أنتِ قابلتيهم، وده مش لعيب فيكِ أبدا؛ لكن لأن مافيش حد منهم كانت عنده الشجاعة أو الرغبة الجدية إنه يقرّب منك.
وده برضه مش معناه إنك سيئة أو فيكِ حاجة بتبعدهم عنك؛ بالعكس خالص؛ فاللي بيبعدهم عنك إنك "ماشية صح"؛ يعني مش مندفعة وراء مجرد مشاعر إعجاب منك أو مجرد إشارة من حد معجب بيكِ، ويشوف إن من حقه يرتّب حقوق عليكِ، وإنك تقرّبي أنت كمان. بالعكس خالص لازم تحطي في اعتبارك كويس أوي إنك غالية جدا، وربنا خلقك غالية، ولازم تحافظي على ده، وتتمسكي بحقك في إن اللي عايزك يكون حبك فعلا مش بس معجب؛ يعني يحب كل حاجة فيكِ؛ عيوبك قبل مميزاتك. وده مش معناه الغرور، أو إن "مافيش حد يعجبك"، أو إنك حتى ما تحاوليش تغيري على قد ما تقدري من العيوب اللي بتكون موجودة فيك وفي أي حد فينا؛ لكن تعرفي إن عدم وجود إثباتات واقعية بتساوي إنه مافيش حب، أو على الأقل مافيش شجاعة لإظهار الحب ده، وده أكيد مش ذنبك، ومش لازم تحمّلي نفسك أكتر من طاقتها. فأنت مش المطلوب منك إن أي حد يشاور لك تروحي له جري، وإلا تحسي بالذنب ناحيته، أو تحسي إنك كده عايزة تتعالجي. ده بصفة عامة.. وبصفة خاصة لازم تطبّقي الموضوع ده على جارك اللي أنت قلت بنفسك إنك معجبة بيه، وجايز جدا تكون ظهرت منك حاجة بيّنت له الإعجاب ده، وبدأ هو -كردّ فعل- يشوف أنت عايزة إيه. يعني ده احتمال، وفيه احتمال تاني إنه يكون معجب بيكِ من البداية، وشاف منك اللي يشجعه، فبدأ يعمل الحاجات اللي بتقولي عليها دي علشان يشوف رد فعلك، وفيه احتمال تالت لازم تفكري فيه كويس أوي وتحطيه في اعتبارك كويس جدا؛ وهو إنه تكون دي كلها أوهام منك؛ سواء مشاعرك، أو تصوراتك من مشاعره والأفعال اللي بيعملها؛ خاصة زي ما قلت "مافيش حاجة واقعية" يعني تقدري تمسكيها بإيدك وتبني عليها أي حاجة. فممكن جدا يكون إعجابك بيه علشان بس تثبتي لنفسك "إنك بتحبي"؛ يعني بتعرفي تحبي وقلبك مش حجر، ولو كانت دي حالتك فدي فعلا المشكلة؛ لإنك -بصرف النظر عن تصورك لمشاعر الطرف التاني- كمان هتحاولي تزيّفي مشاعرك، وتحوّريها علشان بس تتخلصي من إحساسك إنك مش طبيعية، وإنك محتاجة لعلاج، وإنك كويسة وبتعرفي تحبي زي بقية الناس. وده في منتهى الخطورة؛ صحيح اللي مابيحبش بيكون كمان مش من حقه يتحب أو إنه مابيكونش إنسان؛ لكن مش معنى كده إنك تجبري نفسك على إنك تحبي؛ لإنك حتى مش هتكوني حاسة بالسعادة الوهمية اللي بيحس بيها كل اللي بيتهيأ لهم إنهم بيحبوا وبيتسرعوا في الحكم على مشاعرهم، لأ ده أنت كمان هتكوني حاسة بتأنيب ضمير وعدم راحة. وعلى هذا الأساس حاولي تتخلصي فورا من شعورك بأن "قلبك حجر".. أنت بس لسه ماقابلتيش اللي يقدر يقتحم حصون قلبك ويستحق مشاعرك.. ومادام مابتعمليش حاجة غلط ولا بتخالفي دين ولا شرع، يبقى خلاص أنت صح، ومافيش حد عاقل يندم إنه ماشي صح؛ حتى لو كان شايف إنه مختلف عن اللي حواليه؛ فاللي حواليكي مش هينفعوكي أبدا لو -لا قدر الله- اتعرضت لصدمة أو حتى تأنيب ضمير على فعلك لحاجة إنت مش راضية عنها؛ لمجرد إنك عايزة تشعري بسعادة وقتية أو ترضي أي حد.
صديقتنا العزيزة.. كل اللي لازم تحرصي عليه جدا إنك ترضي ضميرك، ضميرك وبس، أما قلبك فسيبيه مرتاح دلوقتي شوية من الحب والتفكير في مين حبك؟ ومين أعجب بيكِ؟ ومين مش عايز يقرب منك؟ وتأكدي إن اللي هيحبك فعلا هيحاول يقرب منك بأفعال واقعية، ومش مجرد حركات من الشباك ممكن تكون ليكِ ولغيرك. ومايؤنبكيش ضميرك؛ لإنك لا خدعت حد ولا في نيتك تخدعي حد، واتمسكي بحقك إنك برضه ما تتعرضيش للخداع أو للتلاعب من أي حد، ويكتفي بمشاغلتك من بعيد من غير ما يقدم حاجة فعلا. فما ترتبيش على نفسك واجبات لحد مش هامُّه إنه يقرّب، وبرضه ماترتبيش عليه حقوق ليكِ؛ لإنه ماجاش جنبك ولا عشّمك بحاجة، ومش مطلوب منك إنك أنت اللي تقربي، ولا تحاولي تلفتي نظره؛ خاصة إنك أصلا ماتعرفيهوش، وكل اللي تعرفيه عنه مجرد كلام بتسمعيه؛ يعني لا عرفتيه ولا هو عرفك؛ فبلاش تتمادي في مشاعرك، وحاولي السيطرة عليها، وحاولي كمان -على قدر استطاعتك- إنك تتجاهلي الحركات دي، وتقولي لنفسك دايما: "أنا موهومة، أنا اللي باتخيل كل ده، وأنا السبب في كل ده، ومافيش حاجة"؛ فده أحسن كتير أوي من إنك تعيشي الوهم، وتقومي في يوم على خبر خطوبته لواحدة تانية.. وبالتوفيق.