كشف المستشار مصطفى عبد الجليل -رئيس المجلس الانتقالي الليبي- أنه بكى عندما عَلِم بمقتل القذافي؛ ليس حزنًا عليه؛ ولكن حزنًا على الشهداء الليبين وكل مَن راحوا ضحية هذا الطاغية أو عانوا بسببه، ولم يكونوا حاضرين ليشهدوا لحظة الثأر. وحول إعلان تحرير الأراضي الليبية بالكامل أمس (الأحد)، أكد عبد الجليل أن ليبيا حرة منذ خروج الشباب في فبراير؛ إلا أن التحرير قد اكتمل بمقتل القذافي؛ مشيرًا إلى أنه ليس زعيمًا، ولا يسعى إلى الزعامة؛ ولكن شاء الله وشاءت الظروف أن يأتي في هذا المكان ليتولى العبور بالبلاد خلال تلك الأزمة. وفيما بتعلّق بمصير جثمان القذافي، كشف أنه سيتم دفنه وفقًا لإجراءات المجلس الأعلى للإفتاء؛ مشيرًا إلى أن المجلس الانتقالي سيقوم بالتحقيق في مقتله. وأوضح عبد الجليل -في حوار خاص لبرنامج "الحياة اليوم"- أن خارطة طريق مستقبل ليبيا قد وُضعت منذ مارس 2011، وقد تم إعلانها في مؤتمر وطني في لندن؛ وأعلن أنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة جديدة خلال أسبوعين، يستمر حكمها لثمانية أشهر، يختار الليبيون بعدها مجلسهم الوطني. وفي تساؤل حول تفعيل العزل السياسي لفلول النظام السابق -على غرار ما سيحدث في مصر- أكد أن الحكومة الجديدة لن تقوم بذلك؛ ولكن هناك بعض المعايير الأساسية لعدم تولي هؤلاء الفلول للمناصب العامة؛ مشيرًا إلى أن أعدادهم أصبحت قليلة بعد مقتل القذافي، وهناك فرصة لكي يندمجوا في المجتمع. وشدد عبد الجليل على أن الشريعة الإسلامية ستكون مصدر التشريع الرئيسي للدستور الليبي الجديد؛ نافيًا عيب أن تكون الشريعة هي المظلة الرئيسية للدستور. غير أنه اعتبر أن اتخاذ الشريعة الإسلامية مصدرًا للتشريع؛ يأتي لطمأنة المجتمع الدولي على أن الليبيين مسلمون معتدلون؛ وكذلك لتهدئة المخاوف من انجراف البلاد إلى التطرف الديني. وأشار إلى أن رحيل قوات الناتو أمر يعود إلى الشرعية الدولية؛ في حين توجه بالشكر إلى المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب الشعب الليبي؛ مؤكدًا احترام الحكومة الانتقالية لكل العقود والاتفاقيات التي تم إبرامها في ظل النظام السابق، ونفى عقد اتفاقيات جديدة إلا بعد تشكيل الحكومة. وفي تساؤل عن دور الجيش الليبي في المرحلة الانتقالية القادمة، أكد أن الجيش الليبي سيلتزم بمعايير الجندية فقط، وسيقتصر على حماية الحدود الليبية.. واختتم حديثه قائلًا: نتطلع إلى مزيد من الازدهار والتقدم في العلاقات المصرية-الليبية.