قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا -الذي يتخذ من لندن مقرا له- إن ستة مدنيين -بينهم امراة- قُتِلوا صباح اليوم (الأربعاء) في سورية؛ منهم أربعة قُتِلوا برصاص عناصر موالية للنظام في حمص وسط البلاد، وتُوفّي مدني سابع متأثرا بجروح أصيب بها أمس قرب العاصمة دمشق؛ وذلك وفقا لBBC. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد قوله: "وقعت اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلّحة يعتقد أنها منشقّة في قرية النزارية الحدودية مع لبنان بالقرب من القصير التابعة لريف حمص؛ أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين؛ بينهما سيدة برصاص طائش". وأضاف المرصد: "كما اسْتُشهد صباح اليوم أربعة مواطنين، وأُصيب خمسة آخرين بجروح متفاوتة في حي النازحين بحمص؛ إثر إطلاق الرصاص عليهم من قِبل مجموعة من "الشبيحة" (الميليشيات المدنية الموالية للنظام)". ونقلت وكالة رويترز عن سكان وناشطين سوريين قولهم إن القوات السورية قاتلت منشقين عن الجيش بالقرب من بلدة جنوبية خلال ليلة أمس في أعقاب مقتل ثلاثة محتجين على الأقل كانوا يتظاهرون؛ احتجاجا على اعتقال إمام مسجد معروف. وأضاف هؤلاء أن 20 جنديا على الأقل تركوا مواقعهم حول بلدة الحراك -التي تبعد 80 كيلو مترا إلى الجنوب من العاصمة السورية دمشق- واشتبكوا مع قوات الرئيس بشار الأسد، وذلك في أحدث انشقاق لمجندين معارضين للحملة العسكرية على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا. ونقلت رويترز عن أحد السكان، لم يذكر من اسمه سوى محمد: "رأيت جثث ثلاثة محتجين في المشرحة.. ويُجرى الآن تراشق بنيران البنادق والرشاشات بين المنشقّين والجيش إلى الغرب من الحراك". جاء هذا الاقتتال في حين دخل هجوم بالمدرعات على الأحياء القديمة لمدينة حمص بوسط سورية يومه الثالث؛ حيث تشهد المدينة احتجاجات منظّمة مناهضة للحكومة. وقال سكان إن 32 شخصا على الأقل قُتِلوا في اليومين الماضيين في أحياء سُنية بالمدينة التي يعيش فيها مليون نسمة، والتي قاتل فيها سكان مسلّحون ومنشقون عن الجيش القوات الحكومية. وقال نشطاء أيضا إن آلافا من أفراد الحرس الجمهوري وقوات الفرقة الرابعة -التي تخضع لقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد- قامت بتمشيط الضواحي الشرقية للمدينة في عملية واسعة لضبط المنشقين عن الجيش والنشطاء. ويُمنع الصحفيون الأجانب إلى حد كبير من العمل في سوريا، وهو ما يجعل التأكّد من روايات الأحداث صعبا. وأعلن العديد من ضبّاط الجيش السوري انشقاقهم في الآونة الأخيرة، لكن معظم الانشقاقات هي لجنود من السنة الذين عادةً ما يحرسون حواجز الطرق. وتهيمن الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد على قيادات الجيش، وقال سكان إنه قبل ساعات من الانشقاقات في الحراك أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين يحتجون على اعتقال الشيخ وجيه القداح، إمام مسجد أبو بكر، وهو بؤرة لاحتجاجات منظّمة تُطالِب بتنحّي الأسد.