بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. مع هذا البرنامج، وفي هذا اللقاء نجيب فيه على أسئلتكم التي ترد إلينا: يقول السؤال: والدي يضع نقوده في بنك من البنوك، وفي خلال سنوات عديدة لم يقرب جنيها منها (من نقود الربا) حتى أصبح مبلغ الربا كبيرا، يعني هو حكم خلاص أن ما يأتيه من فوائد لا علاقة لها بالربا في البنك هي ربا هو هكذا؟ يعني هو أسمى الخروف الذي يصدر منه صوت يدل على أنه خروف أنه خنزير؛ فالحمد لله هم لم يذبحوا الخنزير لأنه اسمه خنزير. هكذا تلبيس وتدليس في السؤال نفسه، وهو يريد أن يخرجه لله. يخرجه بس لا بد عليك أن تُفكر، هذا ليس خنزيرا كما أسميته وكما تدّعيه، هذا عبارة عن خروف حلال الأكل، ولذلك يجوز أن تتصدق به، فيأكله غيرك ما دمت قد حكمت لنفسك أنه من قبيل الخنزير، ولكن أنت مخطئ، الأموال التي يعطيها البنك بعد قانون 2004 للجهاز المصرفي ليست ربا ولا تقوم على أنها ربا. وأجمع الفقهاء الأربعة على أنه "لا ربا في الفلوس ولو راجت رواج النقدين"، على كل حال يجوز أن يتصدق أبوك بالمبلغ الذي أعطاه له البنك، وهو ليس من الربا في شيء. كثير من الناس -وبسذاجة مطلقة- يريدون أن يسمّوا العلاقة بيني وبين زوجتي أن زوجتي أجنبية عني، هم يصفون هذا يقول على زوجتي أنها أجنبية. نعم هي أجنبية؛ بمعنى أنها ليست أمي ولا أختي ولا هكذا لكنها زوجتي، فيقولون إذن العلاقة هذه آثمة.
أنت الآثم وليس هذه العلاقة؛ لأنك جاهل، لأنك تتكلّم بكلام لا تدركه ثمّ بعد ذلك يجلس ويلح على هذا. رأيت بعضهم في إحدى المحطات يستفتي الناس، هل هناك أحد قال إن الربا حلال؟! طبعا لأ، لم يقل أحد إن الربا حلال، ولكن هذا الذي يحدث في البنك ليس ربا، ولم يقل أحد إن الخنزير حلال، ولكن هذا الذي يُصدر "المأمأة" هو خروف وليس خنزيرا، ولم يقل أحد إن الزوجة حرام، ولكن أنت الذي سميتها أجنبية، وأنت الذي سميت الخروف خنزيرا، وأنت الذي أسميت الفائدة ربا، هذا من جهلك ومن سوء اعتقادك في علماء المسلمين. ولكن الحاصل هو أن هذا الذي في البنك ليس ربا، ولذلك فهو حلال، ولذلك فإن أباك لو أنه أخرجه لله فلا بأس في ذلك. والسؤال: أنا ابنه وأحتاج للمبلغ كسلفة. يا أخي خذه منه ولا بأس بذلك؛ لأنه ليس ربا وليس حراما؛ إنما هو حلال لأنه نتج عن استثمار، ولم ينتج عن غير ذلك، ولكن أسمع مشايخ كثير وأسمع خطباء كثيرين يقولون هذا؛ لأنهم أسموه بغير اسمه والنبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا أن نسمي الأشياء بغير اسمها؛ وقال: "سيأتي على أمتي زمان يستحلّون فيها الخمر يُسمّونها بغير اسمها". وقد كان سمينا الخمر البيرة والويسكي والشامبانيا وسمّيناها بأسماء أخرى غير الخمر؛ ولذلك أباحها بعضهم، وكان هناك بعض الملوك يقولون: إن الشامبانيا ليست من الخمر؛ ولذلك أنا أشربها وأنا متماسك! كل هذا تلاعب بدين الله، ولذلك يجب علينا أن نسمّي الأشياء بأسمائها. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: