أثارت فتوي د. علي جمعة مفتي الجمهورية بجواز استيراد واستخدام صمام القلب النسيجي المأخوذ من الخنزير والتداوي به في عمليات القلب المفتوح نوعا من النقاش بين علماء الأزهر حول أهم الضوابط التي ينبغي التقيد بها عند استخدام أعضاء من الخنزير في العلاج الطبي للإنسان. وكان الدكتور علي جمعة قد أكد أن الخنزير حرام أكله وتداوله ، ولكن في حالة تحول المادة بطبيعتها ومكوناتها إلي مادة أخري وتحويلها إلي مادة جيلاتينية أو اسفنجية جديدة لا تسمي خنزيراً، ولا يصدق عليها أنها بهيئتها ومكوناتها التي تحولت إليها أنها جزء من الخنزير، وبالتالي لا مانع شرعا من استيراد واستخدام صمام القلب المأخوذ من الخنزير، وإنه في حالة الضرورة يجوز استخدام الصمام إذا لم تكن هناك وسيلة أخري. بداية يؤكد د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أن القاعدة الشرعية تحرم الالتجاء الي الخنزير و مشتقاته في الطعام والشراب ويعتبر من يلجأ اليها آثم، وهو ما نص عليه في القرآن الكريم بينما حلل الالتجاء الي حيوانات أخري للمأكل ذلك بالنسبة للمأكل والمشرب أما استخدام أعضاء الخنزير للعلاج فهو أمر مختلف بإختلاف الضرورة. وأضاف أنه إذا كان استخدام عضو الخنزير هو الحل الوحيد للإبقاء علي حياة المريض أو لعلاج الامراض المستعصية فيجوز شرعاً العلاج بهذا العضو، ولا حرج طالما لا يوجد طرق غيره من الامور المباحة للعلاج من ذلك المرض بشرط معالجة العضو من الناحية الطبية وتغير طبيعته النجسة التي حرم القرآن بسببها أكل لحمه، وهذا يتطلب جهداً طبياً. وعن شرط اختيار حيوان غير نجس يقول عثمان إنه لا يشترط النجاسة من عدمها طالما ستتغير طبيعة ذلك العضو وهنا تتشابة الحيوانات في الاستخدامات الكيميائية. يري د. مبروك عطية الاستاذ بجامعة الازهر أن الضرورة تقدر بقدرها لذلك تختلف أباحة أو تحريم استخدام أي عضو من أعضاء الخنزير وهو ذو طبيعة نجسة بمدي ضرورتها ومدي تغيره الي مادة كيميائية فاذا ثبت تغير صمام قلب الخنزير بالفعل فيجوز استخدامه فالله تعالي يريد الخير بعباده، ولا يرغب في شقائهم وجعل لهم الدواء من الطبيعة. وأضاف أنه جاء في الحديث الشريف عن رسول الله " انما الاعمال بالنيات ولكل أمرئ ما نوي " اي ان استخدام اي من أعضاء ذلك الحيوان اذا كانت بغرض التداوي فهو مباح ولا مانع فيه بشرط معالجته كيميائياً. علاج بلا قيود كما تتفق د . آمنه نصير أستاذة العقيدة بجامعة الازهر استخدام أعضاء الخنزير في العلاج، وتوضح أنه لا خلاف علي أن الله تعالي حرم لحم الخنزير لكنه لم يحرم استخدام أعضائه والنص القرآني واضح في ذلك و ليس فيه مواربة، لذلك فاستخدام أعضاء الخنزير في العلاج و ليس الطعام أمر جائز. وأضافت أنه لا يشترط في استخدام اعضاء الحيوانات بغرض العلاج النجاسة من عدمها ولان استخدامها هنا ليس بغرض الطعام انما العلاج فمثلاً التبرع بالاعضاء جائز شرعاً لانه للعلاج وليس للطعام. ويري الشيخ محمد عبدالعزيز رئيس لجنة الفتوي بالجيزه سابقاً إن فتوي استخدام صمام قلب الخنزير ليست جديدة فقد سبق وان أصدر الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوي الأسبق فتوي بجواز استخدام بنكرياس الخنزير للإنسان، علي أنها ضرورة والضرورات تبيح المحظورات واستدل علي ذلك بان جسم الإنسان من الداخل كله نجاسات من دم وغيرها ويتقبل الله منا العبادات كما أنه يجوز للإنسان في حالة عدم وجود ما يأكله ولم يجد إلا لحم الخنزير فإنه يأكله وبالتالي فانه لا توجد ادني مشكلة إطلاقا ولكن بشرط وذلك في حالة عدم وجود علاج آخر إلا استخدام أجزاء من الخنزير. وأكد أنه لو وجدت أدوية يمكن ان تغني عن استخدام أعضاء او مشتقات من الخنزير فلا يجوز مطلقا اللجوء لحيوان نجس للتداوي منه، خاصة مع وجود تقدم علمي هائل، وظهور دعائم طبية بلاستكية للقلب وغيرها وهي طاهرة وبالتالي تقدم هذه الأشياء علي غيرها لكن اذا لم يوجد شييء إلا استخدام جزء من الخنزير فلا بأس ولا يؤثر ذلك علي طهارة الإنسان لان معظم جسم الإنسان من الداخل كله نجاسات. بينما يشير د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية إلي أنه من المعلوم شرعا ان كل لحم الخنزير محرم شرعا وكل ما فيه من أجزاء محرمة بأدلة ثابتة في القران الكريم حيث يقول تعالي "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" وجاء تحريم لحم الخنزير في مقدمة المحرمات، ولكن لا مانع من استخدام أجزاء منه بشرط تغيير الخواص المكونة للحم الخنزير وصارت الي مادة أخري باستخدام أساليب كيميائية او غير ذلك بحيث تتحول الي مادة اخري وتفقد أي صلة لها بحياة لحم الخنزير ككائن حي. وأضاف أن عميلة استخدام صمام قلب الخنزير او اجزاء اخري لابد من أن تقيد بشروط وهو الا توجد أي مواد أخري مثلها من أي شيء حلال بجانب ان تكون الوسيلة الوحيدة لعلاج المريض ولا يوجد غيرها لإنقاذ حياته، ولكن لابد أن يقدم الحلال أولا ولا مانع من استخدامه ولكن إذا توافرت ثلاثة شروط وهي ان يتحول من مادة الي مادة اخري غير التي كانت موجودة وهو كائن حي بجانب ان يكون هو الوسيلة الأخيرة ولا يوجد غيرها ما هو حلال بالإضافة إلي انه يتوقف علي حياة او إنقاذ مريض علي ذلك، وذلك إبعاداً للشبهة.