استضافت مكتبة ديوان بالمهندسين الكاتب الأستاذ أحمد العايدي، لتوقيع ديوانه "العشق السادي"، وسط حضور ثقافي مكثف، يتقدمه الأستاذ محمد هاشم مدير عام دار ميريت، والأستاذ أحمد مراد والأستاذ محمد علاء الدين والأستاذ خالد كساب، إضافة إلى الأستاذ محمد الغزالي والأستاذ شادي أصلان. وبدأ العايدي الحفل بشكر الأستاذ محمد هاشم مشيراً إلى دوره الرئيسي حتى يصل العايدي إلى هذا المكان، كما شكر الأستاذ خالد كساب، وقال إنه من حرضه على نشر هذا الكتاب. ثم تلى العايدي أربع قصائد من الديوان؛ إضافة إلى أربع قصائد من خارج الديوان، وكانت أكثر القصائد تأثيراً في الحاضرين هي قصيدة "عمياني"، والتي تعتبر خاطرة على لسان طفل فلسطيني؛ فقد بصره جراء قنبلة إسرائيلية، يقول العايدي:
عميانى بحبك يا أما كان نفسي لما اكبر اصونك واسقيك في عز الضلمة يا سلام لو ابويا معانا لو قالي فين كراريسك هشاور له واقول له أهما أنا وسط اخواتي الخمسة أنا آخر حد بينسى طب جدي وعمره ما عيط بيعيط ليه وحاضني أنا ليه مش قادر اشوفه طب ممكن اشوف لو سابني معلش مخدتش بالي أنا بالعب .. فين ألواني كراستي سيبوها في درجي مش ممكن بعد ما انام لي ساعتين والقطن في ودني لما اصحى الصبح وافتّح وساعتها وقبل ما ابوسك على راسك هاكتب أمي أرجوكي محدش غيري.. يفتح كراسة رسمي أنا لسه بالوّن غزة لوّنت الأرض امبارح وفضل لي السما والظلمة ثم بدأ في الإجابة على أسئلة الحاضرين؛ حيث أكد العايدي أن اللغة العربية الفصحى أقوى من أي شيء؛ وذلك رداً على مخاوف البعض من زحف العامية على الفصحى، وأضاف العايدي أن اللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن، ولا خوف عليها إلا إذا توقف الناس عن الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، ورفض العايدي اعتبار العامية تهديدا للفصحى.
وأشار العايدي أنه في حالات معينة يكون التزمت للفصحى مثل الرصاصة التي تصيب رأس صاحبها؛ فهنالك كلمات من الصعب على الكاتب ألا يستخدم مرادفها في العامية أثناء الكتابة.
وضرب العايدي مثلاً بكلمة "كيس بلاستك"؛ مشيراً إلى أن مجمع اللغة العربية ترجمها إلى "حقيبة من حرير اللدائن"؛ مما يشكل صعوبة في كتابتها على هذا النحو في عمل أدبي، وكذلك الأمر مع كلمة "الدش"؛ حيث ترجمت في الفصحى إلى "الهوائي القصعي".
ونوه العايدي إلى أن من يشعر بالتهديد في اللغة دائماً ما يكون الطرف الأضعف، كما فضل العايدي اعتبار العامية المصرية حالة استثنائية؛ لكونها مفهومة في كافة الأقطار العربية.
وحول استخدامه للفصحى في كتابته، قال العايدي إن له بعض القصائد بالفصحى، ولما طلب منه إلقاء قصيدة بالفصحى، ألقى الأبيات التالية:
أما من سبيل إلى من سباني فؤادي الذي رف حتى أختفى أخاف التورط فيه لأني إذا ما تورطت فيه اكتفى
وأكد العايدي أن رفعة ومجد اللغة العربية لن يأتي إلا بوجود علم عربي، مذكراً الحاضرين أن التلاميذ والمفكرين في أوروبا كانوا يدرسون علوم الدنيا باللغة العربية في الأندلس؛ فقد كانت لغة العربية لغة علم وقتذاك.
وحول فرصة صدور ديوان جديد للعايدي، أشار الأخير إلى أنه يتمنى حدوث ذلك، لأنه سوف يحمل تابعاً مختلفاً عن ديوان العشق السادي.
ثم تطرق الحوار إلى سبب اختياره اسم الديوان؛ حيث رأى العايدي أن قصيدة العشق السادي الصادرة ضمن الديوان يحتمل اسمها أن يكون عنواناً للديوان.
ورفض العايدي الحديث عن كتابه المقبل؛ مفضلاً أن يكون الحديث عن القدم حينما ينتهى من كتابه وخروج الكتاب إلى النور.
وفي نهاية اللقاء، قام العايدي بتوقيع نسخ الحاضرين، كما أصر على أن يلتقط له صوراً مع فريق العمل بالمكتبة عقب انتهاء الحفل. حفل توقيع ديوان "العشق السادي" لاحمد العايدي * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: