أنتم أملي الوحيد في أن ألاقي حلا. أرجوكم ساعدوني. أنا بحب واحد جدا، وهو كمان، عشنا قصة حب زي الأفلام بالظبط، كنت مبسوطة أوي، ومش شايفة حد غيره أول ما عرفته كان بيشرب حشيش، وكان شرطي إنه يبطله، وفعلا قال لي إنه بطّله بس للأسف بعد 5 شهور اكتشفت إنه ما بطلهوش، والفترة دي كلها كان بيكدب وبإتقان جدا وزعلت منه جدا وسيبته. رجع واعتذر لي، ومامته كلمتني، ووعدني إنه مش هيحصل تاني ولا عمره هيكدب عليّ، وبعد أربع شهور عرفت إنه لسه بيشرب؛ هما مش كتير؛ حوالي مرتين أو تلاتة، ولما واجهته اعترف وقال لي إنه ضعف قدام الحشيش وأصحابه اللي بيشجعوه؛ بس كان خايف يقول لي هو عايزني أدي له فرصة تانية. أنا مش عارفة ومش واثقة فيه، وعايزة أبعد بس كمان بحبه جدا، وعندي أمل إنه ممكن يتغير. هو من جواه كويس أوي؛ بس المشكلة في اللي حواليه، كمان فيه مشكلة تانية إنه ممكن لما يتنرفز ما بيعرفش بيقول إيه، ممكن يشتمني أو يقول ألفاظ خارجة جدا، هو بيرجع يعتذر ويندم؛ بس هو ما بيعرفش يتحكم في نفسه أنا عارفة إنه بيحبني، وفيه حاجات كتير حلوة؛ بس هل هينفع يتغير، وممكن دي تكون فتره طيش أو شباب ولا هيفضل طول عمره كده.
تعبانه
الحشيش.. طاعون هذا العصر، بلهارسية المجتمع التي لا تبقي ولا تذر، والمصيبة أن خطورة هذه العادة لا تكمن في وجودها بشكل مزرٍ بين أغلب شباب هذا المجتمع فحسب؛ ولكن المصيبة الأكبر هي عدم تعامل هذا الأخير مع الحشيش باعتباره إدماناً، متعللين في منطقهم هذا بكون الحشيش لا يحوّل أتباعه إلى عبيد يلبون نداءه بمجرد أن يطلبهم كما تفعل الأنواع الأخرى من المخدرات.
ولكن ما يعرفه هؤلاء ولكنهم يغفلون عنه أن الحشيش إدمان ذكي، بات من الصعب أن يتخلص منه من أصيب به -إلا من رحم ربي- لأن تأثيره يبقى في الجسم مدة 45 يوم، وبالتالي يمكن لمن يدخن الحشيش أن يستغني عته خلال هذه المدة فحسب؛ ظنا منه أنه مسيطر عليه؛ ولكن ما لا يعرفه أنه حتما سيعود له رغما عنه وليس باختياره، ولعل هذا أيضا ما يفسر ابتعاد هذا الشخص عن الحشيش لمدد متفاوتة؛ ولكن النتيجة والمحصلة في النهاية أنه يعود إليه من جديد.
عذرا صديقتي على هذه المقدمة الطويلة؛ ولكن ذكرها كان ضرورياً في مشكلة كهذه المشكلة التي يثير حفيظتي فيها عدم اهتمام المجتمع بها، أما فيما يتعلق بذاك الشخص -محل اهتمامك- والذي تأملين في أن يتغير ويقلع طواعية عن هذه العادة؛ فقبل أن أريح بالك ب"نعم" أو أشعل قلبك نارا ب"لا" يجب عليّ أن أسرد عليك مجموعة من العوامل التي من شأنها أن تساعد مدمن الحشيش على التخلص منه...
أولا: من الضروري جدا أن يتخلص من شلة الأنس التي تشعل صحبتهم الرغبة في قلبه لاستئناف ما قطعه من شرب للحشيش؛ حيث إنه ارتباط شرطي ما، حدث في عقله بين وجوده وسطهم وبين شرب الحشيش؛ بحيث لا تكتمل حلاوة القعدة بدون قطعة الحشيش، وهذا هو التحدي الأصعب الذي سيكون عليك اجتيازه ألا وهو إقناعه بضرورة التخلي عن هذه الشلة؛ وإلا فلا فائدة في أي وعود كاذبة لن تنفذ.
ثانيا: يجب عليه أن يلتحق بوظيفة ما -إذا كان خريجاً- يُخرّج فيها كل طاقاته، ويستهلك بها كل وقته؛ بحيث يصبح الحشيش كالضيف الثقيل على حياته لا مكان ولا وقت له، أما إذا كان طالباً جامعياً؛ فيجب عليك أن تلحّي دائما على معرفة أماكن تواجده باستمرار؛ خاصة أثناء العطلات الأسبوعية، وبالطبع لن تفلحي في إنجاز هذه المهمة بمفردك؛ بل يجب أن تستعيني بمساندة الأم التي -حسبما فهمت من كلامك- على دراية بالارتباط العاطفي القائم حاليا بينكما.
ثالثا: يجب عليك دائما أن تستخدمي ورقة ضغط ألا وهي أن اكتشافك لشربه الحشيش من جديد سيساوي انفصال كل منكما عن الآخر انفصالاً تاماً لا عودة فيه، وربما هذا يكسبك بعض الوقت ويمنحك بعض المحاولات الجادة من جانبه كي يحافظ على علاقتكما بالإقلاع عن الحشيش.
في حال نجحت في الاجتياز بسلام من كل هذه الاختبارات فيمكنني حينها أن أؤكد لك في هذه الحالة أن هناك أملا قويا يداعبك في الأفق وينذر بقرب حل مشكلته، أما إذا تعثر وتلعثم ولم يتمكن حتى من المحاولة بشكل جاد؛ فهذا يعني أنه لا يرغب من داخله في أن يتجاوز شيئاً يعتقده مصدر سعادته، وليس مصدر شقاء.
أخيراً، وفيما يتعلق بالألفاظ الخارجة التي يطلقها لسانه في بعض الأحيان تجاهك؛ وخاصة في وقت الغضب؛ فهذا أمر يمكن معالجته على مراحل..
المرحلة الأولى: هي العتاب اللاذع معك له، والذي يستمر في مدة لا تقل عن ساعة من الحديث المتواصل بينكما عن مساوئ الاعتياد على هذا الأسلوب من التعامل، وكيف أنه من شأنه أن يؤثر على شكل العلاقة بينكما مستقبلا.
المرحلة الثانية: هي مرحلة الانتقاد الحاد لهذا الأسلوب، وخلال هذه المرحلة لا مانع من استخدام بعض الكلمات اللاذعة -أقول لاذعة وليس متجاوزة- تجعله يراجع نفسه بصورة حقيقية.
أما المرحلة الثالثة: وهي مرحلة المواجهة، وفيها يمكنك إيقافه مباشرة فور تفوهه بهذه الألفاظ، ومنعه من أن يكررها على مسامعك من جديد حتى لا يعتاد على هذا الأمر بحجة أنه فاقد السيطرة على أعصابه، وذلك كي تعلّميه كيف يتحكم بأعصابه فيما بعد.
المرحلة الرابعة: والتي يصر فيها على تكرار ما يقول رغم كل ما سبق من تحذيرات، وهنا من الممكن أن تستخدمي كارت الانفصال المؤقت؛ فتخبريه أن ما قال لتوه هو نهاية المطاف لقصة حبكما، ومن الضروري في هذه الحالة أن تخبريه بانفصالكما مباشرة بعد سبه لك؛ حتى يحدث ذلك صدمة لديه، وإذا لم يكن فلا أمل في حل هذه المشكلة لأن من شب على شيء شاب عليه، والحل الأمثل -وإن كان مؤلما- هو الانفصال الدائم لأن من يسب بحجة فقدان الأعصاب يمكنه أن يلعن بالحجة ذاتها ثم يضرب ثم، ثم، ثم...