أنا مخطوبة، وأنا وخطيبي بنحب بعض، وهو فعلاً كويس ومحترم جداً، وكمان بيعرف ربنا، وعلى خُلُق والحمد لله.. مشكلتي معاه إنه بيزعل بسرعة جداً، وزعله وحش؛ يعني لو زعلان صعب أصالحه، أو أخرّجه من المود، وكمان لما بيكون عنده مشكلة بياخد جنب ومابيرضاش يتكلم معايا؛ حتى لو أنا ماليش علاقة بالمشكلة دي.. والنقطتين دول بيضايقوني جداً لأني مش بحب أشوفه زعلان، ونفسي أشاركه في كل أمور حياته مشاكله، قبل أوقاته الحلوة.. ممكن حد يقول لي أتعامل معاه إزاي. noovafriends
إن خطيبِك "إنسان كويس ومحترم، وبيعرف ربنا" وعلى خُلُق؛ وكل هذه المواصفات تُحفزك على التمسُك به ومُحاولة الحِفاظ عليه.. عوّديه على سياسة الحوار والنقاش، تحدثي معه بصراحة، وأخبريه بما في نفسِك، وأطلعيه على رغبتك في مشاركته كل أمور حياته ومشاكله قبل أوقاته الحلوة؛ وذلك لحُبّك الشديد له، ولإدراكِك المعنى الحقيقي للحب والارتباط؛ فالحب كالنبات يبدأ صغيراً كالبذرة وينمو ويكبر بالرعاية والاهتمام، والثقة والصراحة والاحترام هما شمس وماء وهواء نبتة الحب؛ فإن فُقِدت أو اختلّت أي من هذه العناصر ضَعُفْت نبتة الحب وذَبُلت تدريجياً حتى تموت. فالثقة تجعل كل طرف يأتمِن الآخر على نفسِه دون قلق، كما أنها تحدّ من تدخُل الأطراف التي تسعى لإفساد العلاقة. والصراحة تعزز التواصل والتفاهم بين الزوجين؛ حيث إنها تهدم أية أسوار أو حواجز قد تنشأ نتيجة للصمت وكثرة الأسرار. أما الاحترام المتبادل؛ فهو أساس العلاقة، ودونه لن يستطيع الزوجان التعامل بشكل سليم، ولن يتمكّنا من تربية أبنائهما تربية صحية. اجتهدي في معرفة أسباب غضبه السريع، وتجنّبي فِعل كل ما يُثير غضبه، وتقربي إليه. كوني متجددة متغيرة طوال الوقت؛ فحين يكون حزيناً، تزوّدي بعطف الأم وكوني حنونة، وحين يكون محباً، تزوّدي بدلال الحبيبة واغمريه برقّتك، وحين يريد الشكوى، تزوّدي بصبر الصديق وأنصتي إليه وانصحيه، وحين يكون عطوفاً، تزوّدي بوفاء الابنة.. كوني كالريح الخفيفة له، وكوني ملاذه. وعند مواجهته لمشكلة أشعِريه بوجودِك الدائم بجانبه، وإحساسِك به، دون فرض نفسِك عليه، أو غصبه على التحدُث إليكِ؛ فقد يكون من طبعه عدم التحدُث عما يُضايقه، وقد تكون هناك حلقة مفقودة بينكما تمنعه من التواصُل معكِ عند مواجهته للمشاكل. أنتِ وحدِك تستطيعين معرفة السبب، وأنتِ وحدِك تستطيعين مُعالجته؛ فحاولي احتواءه؛ فكلما احتويته شَعر بالأمان وأطلعكِ عما يُضايقه. وتذكّري أنه ليس ضرورياً أن يكون الزوجان مُتطابقان؛ لكنهما يجب أن يكونا مُتفاهِمين ومُكمِلاً أحدهما للآخر؛ فالزواج ما هو إلا شراكة بين شخصين يتفِقان أحياناً ويختلِفان أحياناً أخرى، تمرّ بهما لحظات انتعاش ولحظات ركود؛ لكنهما يواجهان كل ما يمرّ بهما، وكلما تخطّيا أياً من هذه الصعاب؛ اشتد حبهما وقويت العلاقة بينهما، وكلما زاد إيمانهما بالعلاقة وكَثُرَ عطاؤهما واشتدت رغبتهما في إنجاحها؛ تفاهما وأصبحا يُكمل أحدهما الآخر. وقد أنعم الله علينا بنعمة عظيمة هي الإرادة والقدرة على تغيير الواقع، وكلما كانت إرادتنا أقوى؛ استطعنا تجميل واقعنا؛ فعلى أرض الواقع فخطيبك ليس كاملاً، وأنتِ أيضاً لستِ كاملة؛ لكن مع العِشرة وحُسن المُعاملة ستَجِدان أنكما يغير أحدكما الآخر، وتتغيران كل واحد بسبب الآخر، وتنتهيان إلى أن يُكَمّل أحدكما الآخر. قطعاً سيستغرِق الأمر بعض الوقت، وسيتطلب منكِ الصبر؛ فكوني هادئة وحكيمة في تصرفاتِك ومواقفك، مُتنوعة في شخصِك.. وإن شاء الله تعالى ستصلان لبر الأمان، وتُكَلل خِطبتكما بالزواج السعيد والذرية الصالحة.